قلعة شيزر الأثرية في حماة
26 أيار 2012
.
يعتبر المعماريون قلعة شيزر في محافظة حماة نموذجاً لفن العمارة العسكرية على الطراز العربي نظرا لموقعها المطل على نهر العاصي من ثلاث جهات وتحصينها المتقن الذي يعكس القدرات الهندسية والمعمارية إضافة إلى خندقها وأسوراها وأبراجها وناعورتها وهي الوحيدة الموجودة خارج مدينة حماة.
وإلى جانب أهميتها التاريخية فقد حققت قلعة شيزر التي تتربع على أعلى نقطة ضمن قرية صغيرة بالمحافظة تحمل اسمها ولا يتجاوز عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة وتبعد عن مركز المدينة مسافة 30 كم الكثير من الشهرة لهذه القرية التي استقطبت آلاف السياح السوريين والعرب والأجانب.
وحول تاريخ القلعة أوضح عبد القادر فرزات رئيس دائرة آثار حماة أن تاريخ القلعة يعود إلى الفترة السلوقية نهاية القرن الرابع قبل الميلاد قبل ان تنتقل الى الرومان والبيزنطيين والعرب الذين فتحوها عام 17 هجرية 638 ميلادية حيث استولى بعدها سلطان حلب الملك العزيز على الحصن في حين بقيت القلعة قائمة بعد الهجوم المغولي على بلاد الشام فأعاد الملك الظاهر بيبرس عمارتها وتحصينها لتدخل بعد ذلك تحت سلطة المماليك.
ولفت فرزات إلى أن شيزر عندما دخلت في حوزة العثمانيين بدأ عصر تراجعها البطيء وتحولت إلى قرية سكنية نهاية الفترة العثمانية ثم تم إخلاؤها من سكانها في النصف الأول من القرن العشرين لتبقى أطلال شيزر شاهدة على فترات الازدهار والقوة التي مرت بها هذه المنطقة.
وأوضح فرزات أنه في عام 2002 تم تطوير برنامج صيانة وحماية للقلعة من خلال الاتفاقية بين المديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة كافوسكاري الايطالية حيث تم إجراء الدراسات التاريخية والمعمارية والأثرية والإنشائية ومختلف الدراسات التقنية الأخرى من قبل الفريق المشترك السوري /الايطالي كما تم إجراء العديد من مشاريع الترميم والصيانة في القلعة ابتداء من عام 2004.
ولفت إلى أن دائرة آثار حماة نفذت العام الماضي أعمال ترميم وتدعيم طارئة لأسوار وجدران القلعة بعد تصدعها وتأثرها إنشائياً نتيجة الأمطار الغزيرة كما قامت بعثة أثرية سورية/ إيطالية مشتركة منذ عدة أشهر بتوثيق ومسح أثري وإعداد دراسات تاريخية ومعمارية وأثرية وإنشائية وتقنية عن مختلف الأطوار التاريخية التي مرت بها عمليات بناء القلعة وأسفرت عن اكتشاف جدار ضخم يعتقد أنه يعود إلى العهد الزنكي بين العامين 1146-1174.
وأوضح فرزات أنه سيتم مستقبلاً تدعيم وترميم بقايا السور الغربي المطل على قرية شيزر استكمالاً للمراحل الترميمية السابقة وفق أحدث معايير وأساليب الترميم العالمية رغم صعوبة ودقة الإجراءات التي ينبغي اتخاذها في الموقع والمتمثلة بالارتفاع العالي لأسوار القلعة التي تصل إلى 50 متراً.
بدوره بين عدنان ابراهيم رئيس بلدية شيزر أن القلعة لقيت خلال السنوات الماضية اهتماماً متزايداً من قبل وزارة السياحة انطلاقاً من أهمية السياحة في تحسين الدخل القومي وإظهار الوجه الحضاري والتاريخي لسورية حيث تم تجميل مدخلها وتنظيم عملية الدخول والخروج إضافة إلى خدمات اخرى.
وأوضح ابراهيم أن قلعة شيزر التاريخية بحاجة الى المزيد من الاهتمام والرعاية من قبل المعنيين وخاصة من ناحية تأمين الإنارة الكافية لبعض أجزاء القلعة وتحسين واقع الطرقات المؤدية إليها وذلك بهدف جذب أكبر عدد من السياح.
وتتربع قلعة شيزر على جرف صخري يمتد على مساحة تزيد على 22 الف متر مربع وتتالف من طابقين ويتم الدخول اليها بواسطة درج حجري عبر مدخلها الذي يوجد حوله كتلة هرمية مبنية بحجارة كلسية كبيرة تستند من الأسفل إلى قواعد الجرف الصخري بشكل مائل.
الوكالة السورية للأنباء - سانا