جمعية بسمة: تحسين الواقع الصحي والاجتماعي للأطفال المصابين بالسرطان
28 شباط 2012
وتقديم الدعم النفسي والمادي لهم
نقاوم لنعيد الابتسامة.. تحت هذا الشعار انطلقت جمعية بسمة في عام 2005 بجهود مجموعة من الشباب والشابات السوريين الذين قاموا بترتيب زيارات دورية إلى مشفى الأطفال في دمشق وحدة أمراض الدم والأورام بغية تقديم الدعم المعنوي والنفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال.
وقالت ريما سالم إحدى المتطوعات في الجمعية إنه سبق ذلك سنة كاملة من البحث وجمع المعلومات للإطلاع على واقع هؤلاء الأطفال وأهاليهم وطبيعة ونوعية الخدمات المقدمة لهم في سورية وللإطلاع أيضا على تجارب دول أخرى كالمغرب واليونان ومصر والأردن ولبنان وكيفية تعاطيهم مع قضية هؤلاء الأطفال من منظور اجتماعي ونفسي وتنموي وفي نهاية عام 2005 كان لدى الفريق رؤية واحدة وهي ضرورة إنشاء جمعية مستقلة تخدم هذه الشريحة..فكانت ولادة بسمة.
وبينت سالم أن الجمعية اتخذت منذ تأسيسها منحى التركيز على الجانب الاجتماعي للمرض وأثره على عائلة الطفل المصاب نفسياً واقتصاديا بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الطبي للمرض أيضاً انطلاقاً من حقيقة وجوب العمل على الجانبين من أجل ضمان حصول الطفل على علاج ورعاية مناسبين.
وتنطلق بسمة من مجموعة من الأهداف الأساسية التي تتمحور حول تقديم الدعم المعنوي والنفسي والتعليمي للأطفال المصابين بالسرطان في سورية خلال فترة العلاج وتقديم خدمات دعم مادية اجتماعية نفسية لأهالي الأطفال المصابين بالسرطان لتحمل أعباء المرض اضافة الى العمل على تأمين الخدمات والمواد الطبية غير المتوفرة والكوادر الطبية المتخصصة في وحدات معالجة سرطان الأطفال في سورية.
كما تتضمن أهداف الجمعية نشر التوعية حول مرض سرطان الأطفال بين عائلات الأطفال المصابين بالسرطان وفي المجتمع ككل وتعبئة المجتمع لدعم هذه القضية وبناء علاقات تعاون مع مراكز معالجة سرطان الأطفال إقليمياً وعالمياً والجهات الحكومية كافة وغير الحكومية المعنية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ولفتت سالم إلى أن بسمة تقوم بتنفيذ هذه الاهداف عبر مجموعة من البرامج حيث يقوم برنامج زيارات الأطفال في المشفى باجراء زيارات دورية شبه يومية إلى مشفى الأطفال في دمشق وحدة الدمويات والأورام ومؤخرا إلى وحدة أورام الأطفال في مشفى البيروني لمعالجة سرطانات الأطفال لدعمهم معنويا حيث يتم الترفيه عن الأطفال عبر أنشطة مختلفة مبرمجة مسبقاً، كما يتم تنظيم زيارات احتفالية خاصة خلال المناسبات إضافة إلى توزيع الهدايا حيث يتم إعطاء كل طفل هدية تتناسب مع عمره لدى دخوله الى المشفى.
بينما يهدف برنامج دعم الأطفال خارج المشفى إلى إبقاء الجمعية على تواصل مع الأطفال المصابين بالسرطان المسجلين في الجمعية أثناء وجودهم في منازلهم خارج فترات الاستشفاء وذلك عبر تنظيم نشاطات مختلفة خارجية مع الأطفال إضافة إلى الاتصال بالأهالي بشكل دوري للاطمئنان على حالة الأطفال والتواصل مع عائلاتهم.
أما برنامج الدعم المادي فيعمل على تقديم الدعم على مستويين الأول تأمين الأدوية الضرورية وغير المتوفرة في وحدات معالجة سرطانات الأطفال بشكل مباشر للأطفال والثاني تأمين أماكن سكنية مخدمة ملائمة لأهالي الأطفال المصابين بالمرض والقادمين من خارج دمشق خلال فترة الاستشفاء، وذلك حرصاً على مواصلة العلاج ومحاولة تأمين افضل فرصة لتواجد الأهل قرب أطفالهم خلال هذه المرحلة المهمة.
ومن برامج الجمعية أيضا برنامج توعية عائلات الأطفال المصابين بالسرطان حيث تقيم الجمعية جلسات دورية أسبوعية لعائلات الأطفال المصابين بالسرطان يحاضر خلالها عدد من المختصين بهدف رفع الوعي لدى الأهالي حول طبيعة المرض وكيفية التعامل مع أطفالهم خلال العلاج ورعايتهم بالشكل الأمثل بالإضافة إلى دعمهم بالشكل الأنسب والإجابة عن أي تساؤلات لديهم تتعلق بمعاناتهم ومعاناة أطفالهم.
فيما يعمل برنامج التوعية المجتمعية وتوعية المتطوعين على تقديم معلومات متخصصة عن طريق جلسات توعية دورية حول جميع المواضيع ذات الصلة بمرض السرطان عند الأطفال والكشف المبكر عنه للمتطوعين بشكل أولي اضافة الى إقامة عدد من الجلسات الموجهة للمجتمعات المحلية كالجامعات والمدارس، والعمل مع عدة جهات لنشر التوعية المجتمعية حول المرض، كما تعمل بسمة على نشر المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع عبر إعداد نشرات دورية وغير دورية وكتيبات.
وبالنسبة لبرنامج كفالة علاج طفل في القطاع الخاص تقوم الجمعية بالمساهمة في تغطية جزء من نفقات علاج بعض الأطفال المصابين بالسرطان الذين تتم معالجتهم في مراكز تخصصية خارج سورية أو في القطاع الخاص داخل سورية ويتم تحديد نسبة المساهمة وفق نسبة الشفاء المحددة طبياً والحالة المادية للعائلة كما تتم متابعة هذه الحالات بشكل كامل من قبل فريق بسمة خلال فترة العلاج وبعدها.
ويعمل برنامج دعم الوحدات الطبية على تأمين خدمات ذات نوعية أفضل وراحة أكبر للأطفال خلال فترات الاستشفاء, وذلك من خلال توظيف وتدريب الكوادر اللازمة وتأمين المستلزمات الطبية وغير الطبية ومستلزمات العناية بالطفل والأطعمة الخفيفة أيضاً, كما تعمل بسمة على تجهيز وحدة جديدة لاستقبال عدد أكبر من الأطفال المصابين بالسرطان.
وأشارت سالم إلى أن بسمة استطاعت في سنتها السادسة أن تخدم أكثر من 3000 طفل في دعم الدواء الذي يؤمن جميع الأدوية الضرورية وغير المتوفرة في وحدة معالجة سرطانات الأطفال في سورية والذي يعتبر من أكبر البرامج التي تقوم بتشغيلها بسمة.
كما قامت بسمة في أيار من عام 2009 بافتتاح وتشغيل أول وحدة تخصصية لعلاج الأورام عند الأطفال بسعة 21 سريرا داخليا والملحق بها قسم العلاج النهاري وقامت بسمة في هذه الوحدة بتعيين 62 موظفا من الكادر الطبي وما حول الطبي.
وأضافت سالم أن بسمة تعمل في هذه الوحدة على تطبيق معايير طبية عالية المستوى بما يساهم في تحقيق نسب الشفاء العالية المعروفة عالمياً والتي تصل لما يقارب 80 بالمئة في معظم الحالات.
وتشرف بسمة بشكل كامل على تشغيل هذه الوحدة بكلفة شهرية تتجاوز 80000 دولار وقد استقبلت هذه الوحدة منذ بداية عملها أكثر من 220 طفلا من عدة محافظات سورية.
وختمت سالم بالقول إن بسمة تعتمد في تنفيذ برامجها وأنشطتها على الدعم القيم الذي يقدمه المجتمع من خلال تبرعات الأفراد والمؤسسات في سورية وخارج سورية ممن يؤمنون بقضية هؤلاء الأطفال وحقهم في الحياة وبدون هذا الدعم الحيوي لا تستطيع بسمة أن تحافظ على الخدمات الحالية المقدمة لهؤلاء الأطفال وأهاليهم أو أن تعمل على تحسينها.
ميس العاني
الوكالة السورية للأنباء - سانا