سوق مدينة القدموس القديم
20 شباط 2012
لايزال سوق مدينة القدموس القديم الذي يحتفظ بنكهته التاريخية ونظامه العمراني يجتذب الرواد من مختلف المناطق كما كان سابقا احدى محطات قوافل طريق الحرير.
ويمتد السوق الذي يعتبر أقدم أسواق مدينة طرطوس على طول مئة متر ما بين جامع الإمام حسن أو ما يسمى جامع القدموس التاريخي وساحة البلدة القديمة.
ويقول أيمن عزوز أحد أصحاب المحال التجارية في السوق القديم إن أهالي المنطقة الحاليين لا يعرفون تاريخا محددا أو مدونا بشكل نظامي لعمر السوق ولكن الروايات التي تناقلتها الأجيال وتاريخ الجامع الأثري الذي يجمع بين أساساته السفلية بعض المحلات التجارية تشير إلى أنه يعود إلى زمن مرور قوافل طريق الحرير في المنطقة التي كانت تتجمع في ساحة القدموس الحالية للاستراحة وكان أهالي القرية والقرى المحيطة يجتمعون لممارسة نشاطاتهم التجارية منذ ذلك الزمن.
وأضاف: أن السوق يضم حوالي 60 محلا تجاريا يمارس أصحابها مختلف المهن والحرف فمنهم بائع الخضار والحداد والقصاب والنجار والخباز والسمان وبائع الحبال المصنوعة من شعر الماعز وجميعها متلاصقة حيث يستطيع الشخص التنقل بينها بكل سهولة وصولا إلى ساحة السوق أو ما يعرف سابقا بالإسطبل مكان استراحة جمال القوافل وجميعها مبنية من الحجر الصلب ولها نفس الأبواب الخشبية الكبيرة والعريضة التي صنعتها أيدي النجارين من عائلة الشيخ حسين.
ويوضح المختار أسعد سليم إن السوق كان قديما عبارة عن طريق ترابي ولكن بعد الاحتلال الفرنسي للمنطقة تم رصف الشارع على امتداد السوق بالحجارة وفرش الشارع بالإسفلت واقتطعوا أجزاء من بعض المحال المتاخمة للطريق الترابي فأصبحت أصغر مساحة مقارنة مع مساحته الأصلية لتسهيل مرور آلياتهم وعرباتهم العسكرية.
ويشير سليم إلى أن جميع السلع والمواد المتاجر بها من منتجات القرى المحيطة بالقدموس كالبيض والحليب والخضار والفواكه والصابون والحبال وغيرها حيث كان الناس يحضرون ما هو فائض عنهم ليبادلوه بما يريدون الحصول عليه وما هم بحاجة له من القوافل التي تدخل السوق كل عام لذلك كان اعتماد السوق هنا بشكل عام على مواسم المزارع كموسم الدخان والقمح والحرير.
ويؤكد مختار المنطقة أن التعاملات التجارية في السوق وعمليات البيع كانت على الموسم أي بالدين لحين قطاف المواسم حيث يدفع المزارع في حال نجاح موسمه الزراعي كافة ديونه لأصحاب المحلات وفي حل تعثر الموسم يؤجل الدين لموسم قادم إضافة إلى أن بعض التجار كانوا يقومون بأنفسهم بزيارة منازل زبائنهم وحقولهم لجمع مستحقاتهم كنوع من نزهة العمل بالنسبة للتاجر منوها إلى العلاقة الجيدة والمتميزة التي كانت تقوم على الثقة الكبيرة بين الزبون والتاجر.