الحفل التطوعي في دار الأمان للبنين الأيتام بدمشق
02 شباط 2012
-
تعالت الأصوات الفضولية فرحة بالقادمين، أطفالٌ أيتام متباهون بعلمٍ سوري مرفرفٍ بين أيديهم الغضة، متفاخرون أمام عدسات التصوير برمز بلادهم على وقع النشيد العربي السوري، الذي صدح به جمهورة من شباب سوري واع، أحبوا الوطن فأخلصوا له عملاً تطوعياً أخذ من وقتهم شهراً كاملاً في ترميم ما هدمه إرهاب طال بناء دار الأمان للبنين الأيتام بدمشق.
من أجل كل الوطن جاء الشباب من دار الفنون ومن تجمعات شبابية على شبكات التواصل الاجتماعي فقدموا حفل تطوعي شارك فيه عدد من الهئيات الأهلية والشبابية، إضافة لبعض الفنانين السوريين، حيث قدم المتطوعون عدد من الهدايا لأطفال الميتم إضافة لتوزيع العلم السوري والعديد من الهدية الرمزية من قمصان وقبعات نُقشت برسومات للخريطة السورية، كما تابع الأطفال عروض تفاعلية في القاعة الداخلية للميتم، حيث علت الضحكات والنظرات المتلاحقة للأشكال الكرتونية المحببة لعيون طفل أراد بعض من السلام والضمأنينة، وفي الباحة الخارجية أنشد المشاركون النشيد الوطني، متمنين أن يكون عام 2012 بداية جديدة عله يكون عنواناً لغد يحتفل بقدرة الشباب على التغيير الإيجابي بما يخدم سورية الحاضر والمستقبل.
فما قدمه المتطوعون ظهر الثلاثاء 31 كانون الثاني 2012، كان دليلاً على مقدرة الجمعيات الأهلية والثقافية الخاصة كأنموذج يحتذى به، وخاصة برامج دار الفنون التطوعية التي قامت بها في مؤخراً، ومنها هذه المبادرة بالتشارك مع عدة هيئات شبابية تطوعية.
«اكتشف سورية» التقى السيدة رحاب ناصر -مديرة دار الفنون- وهي من السيدات السوريات الناشطات بشكل كبير وواضح في العمل التطوعي والمثمر بما يخدم وطنها سورية، وعن مبادرة ترميم وحفل دار الأمان تقول: «تم اطلاق المبادرة بعد خمسة أيام من التفجير الإرهابي الذي طال دار الأيتام، وقد انضم إلينا مجموعات شبابية تطوعية ، حيث قمنا بإزالة آثار الدمار بشكل كامل، تبعه دخول الورش المختصة لترميم ماتم هدمه، فكان العمل مستمراً من ساعات الصباح الأولى لننتهي في أقل من شهر واحد».
وعن تأثير العمل التطوعي على نفوس الأطفال تضيف: «يعتبر دار الأيتام وطناً صغيراً لهؤلاء الأطفال ساءهم ما لحق ببيتهم جراء العمل التخريبي الذي هدد أمن وسلامة كل الوطن، لذا كانت فرحتهم عارمة عند عودتهم بعد أقل من شهر لبيتهم الصغير، سعداء بألوان جديدة وروسومات زينت جدران الدار، إضافة للتغير ديكور غرفهم بشكل أفضل من السابق، واليوم نقدم لهم الألعاب والكرسات والحقائب المدرسية علها تدخل بعضاً من الفرح لقلوبهم البريئة».
وعن رسالة دارالفنون تؤكد السيدة ناصر على أن دارالفنون تجمع اجتماعي ثقافي، وهو مكان يدعو للحب والتسامح، مشيرة إلى تعدد نشاطات الدار في المجالات الثقافية المختلفة، وتوجهه مؤخراً نحو شكل آخر من أشكال التعبير الموجه لدعم سورية الوطن والمجتمع، وهو العمل التطوعي بما يحتاجه المجمع السوري ومنها مبادرة «رجعت مدرستي» و «باص العيد» وهي مبادرات تتوحد من خلالها جهود الشباب نحو البناء التفاعلي الذي يقف بوجه من يحاولون تخريب الدور العربي السوري المشرف على الصعيد العربي والعالمي، متمنية إيلاء النشاط الثقافي اهتمام أكبر لما له من دور كبير في تطور المجتمع على مختلف الأصعدة.
وتنهي السيدة رحاب ناصر حديثها معنا قائلة: «المؤامرة كبيرة جداً، ولكن ثقتي بتاريخ سورية أكبر بكثير، والتي لم تشهد حرب أهلية منذ 7000 عام، سورية بلد الحضارة ومهد الأديان السماوية، وإيماني بشعب سورية كبير جداً، المطالب بالإصلاح والحرية والتغيير بطريقة ديمقراطية صحيحة، أما أصوات النشاز والمتسلقون فنحن نعرف من هم وما هو تاريخهم، فقبل ثلاثين عام جربوا هدم سورية واليوم يجربون أيضاً، ولكن سورية دولة المؤسسات ستبقى بلد الحرية التي نفخر بها، بعكس بعض الأنظمة العربية التي مازالت تناقش مبدأ حرية المرأة بقيادة السيارة أو تجريمها على هكذا فعل. شاكرة في نهاية حديثها جميع المتطوعين من الكلية الحربية الإلكترونية ونسور سورية، قلعة الأحرار والحرائر، مجلس الشباب السوري، اتحاد شبيبة الثورة واتحاد طلبة سورية».
مشاركة مشاهير سورية بنشاطات تًعنى بدعم سورية ومتانتها في وجه ما يخطط لها، له أثر كبير على مجمل الشباب، وعن دورهم تقول الفنانة سلاف فواخرجي: «هذا وقت العمل لجميع السوريين ومن ضمنهم نحن الفنانون السوريون. نحن اليوم مسؤلون عن هذه الأرض العظيمة، فسورية الأم بحاجة أبناءها وأنا كمواطنة سورية أؤمن بقدرة شبابنا على لملمت الجراح، وبناء ماهدمه الإرهاب، لتبقى سورية كما نعرفها واجهة الشرق العربي، واسماً يفتخر به كل السوريين أينما ذهبوا».
من جانبه يقول السيد عصام حبال -مسؤول المبادرات في مجلس الشباب السوري- يقوى الوطن بوجود شباب يعي أهمية العمل التطوعي ومنها مبادرات مجلس الشباب السوري الذي قام بمبادرات سابقة منها ما هو شخصي ومنها ما هو جماعي، كمبادرة باص العيد وغيرها من المبادرات التي شملت بعض المحافظات السورية كالحسكة واللاذقية. ونحن جاهزون للعمل في أي بقعة في سورية تحتاج لدعم من شبابها الوطني من عمليات ترميم وتأهيل والمساعد في أي مبادرة تفاعلية مستدامة، نحن كشباب سوري سندعم أي حراك إيجابي بالتعاون مع من يرغب في العمل الهادف والبناء. مشيراً في ختام حديثة بدعم الأتحاد الوطني لطلبة سورية الذي قدم الكسوة الشتوية، و اتحاد شبيبة الثورة الذي قدم القرطاسية، إضافة لدعم الجمعيات الأهلية وسيدات دمشق اللواتي قدمن الكثير من الهدايا ومنهن السيدة الفاضلة مروة أيتوني».
وعن مشاركتها في عملية ترميم دار الأمان لرعاة الأيتام تقول الممثلة رباب مرهج -من مجلس إدارة دار الفنون- قامت المبادرة بتكاتف شبابي سوري انطلق من دار الفنون بالتعاون مع مجموعات وطنية سورية على شبكات التواصل الاجتماعي إضافةً لمشاركة سيدات الأعمال السوريات، لقد قمنا بعملية ترميم شاملة لمحتويات الدار انطلاقا من مسؤوليتنا كسوريين في ترميم ما هدمه الإرهاب المسلح الذي يستهدف المجتمع السوري بأكمله، وما قمنا به يؤكد على حقيقة العائلة السورية المتماسكة بحبها للوطن والوفاء له. إن هذه المبادرة تنمي الحس الوطني الشبابي اتجاه أطفال سورية عماد سورية الغد، وقد لمسنا نحن كشباب تطوعي هذا الوعي الكبير الذي يتحلى به هؤلاء الأطفال اتجاه وطنهم».
كما التقى «اكتشف سورية» مغني الأوبرا فادي عطية وعن مشاركته يعبر الفنان عن أمله في العمل على مشروع موسيقي موجه لأطفال الدار لما تقدمه الموسيقى من دعم نفسي للأطفال، معتبراً أن مشاركته هذه جاءت لدعم المسار الذي يجب عليه أن يكون الشباب السوري، مؤكداً على العمل الحثيث لتطور سورية وتمتين القواسم المشتركة بين جميع أبناء سورية كحالة متكاملة في عملية البناء بما يخدم مستقبل الوطن.
يذكر أن السيدة الأولى زارت يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني 2012 دار الأمان للأيتام بدمشق، تزامناً مع افتتاحه بعد أن قامت مجموعات شبابية بإعادة ترميم ما تضرر منه جراء التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا بالقرب منه.
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
من أجواء الحفل التطوعي في دار الأمان للبنين الأيتام بدمشق |
من أجواء الحفل التطوعي في دار الأمان للبنين الأيتام بدمشق |
من أجواء الحفل التطوعي في دار الأمان للبنين الأيتام بدمشق |
طارق خراط:
الله يحمي سورية
سوريا دمشق