مؤسسة الإنتاج التلفزيوني تبدأ موسم 2012 بـ«الأرواح العارية»
12 كانون الثاني 2012
فراس دهني يقطع الطريق على شائعات مقاطعة الدراما السورية، والعرض مستمر
أعلنت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي عن بدء التحضيرات لمسلسل «الأرواح العارية» أول إنتاجاتها للعام 2012، ونجاح المؤسسة في تسويق الأعمال التي أنتجتها الموسم الماضي 2011 لأكثر من محطةٍ عربية، بخلاف الأخبار المتداولة مؤخراً عن نية تلك المحطات في مقاطعة المُنتج الدرامي السوري.
وبحضور الإعلاميين وقّع المخرج فراس دهني المدير العام للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي عقد مسلسل «الأرواح العارية» مع الكاتب فادي قوشقجي، والمخرج الليث حجو.
الكاتب فادي قوشقجي لم يشأ التفصيل في الحديث عن فكرة المسلسل مكتفياً بالقول: «إنه مسلسل اجتماعي معاصر تدور أحداثه في دمشق، ويتناول موضوع «الشك» عند الإنسان، حينما تتعرض بعض مسلماته، أو الثوابت المؤكدة بالنسبة له لاهتزاز الثقة، وصولاً إلى مناقشة هذا الموضوع بشكل عام فيما يتصل بمجمل ثقافتنا».
من جهته أشاد المخرج الليث حجو بفكرة التعاون مع مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، قائلاً: «كنت من أشد المعارضين للتعاون مع القطاع العام، وغالباً ما تواجهني مشاكل في التعاون مع نقابة الفنانين، أو مع التلفزيون، لكنني اليوم أعترف بأنني هزمت أمام هذه الآلية السريعة والعملية جداً في التعاون مع المؤسسة، وأؤكد أن القطاع الخاص الذي كان يأخذ موقف المتفرج مما يجري دون أن يأخذ أي مبادرة على مستوى الإنتاج سيسعى للاحتماء بهذه بالمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، ويتعلم منها كيفية تجاوز الأزمة التي نعاني منها مؤخراً».
الفنان نضال سيجري الذي يدخل مجدداً على خط التعاون الفني مع المخرج الليث حجو، تمنى أن يكون مسلسل «الأرواح العارية» لائقاً بالمشاهد العربي والسوري، وأن: تتحول الفوضى التي تعيشها البلاد مؤخراً إلى حالةٍ من النهضة في مجال الفن والإبداع.
ولكون كاتب مسلسل «الأرواح العارية» فادي قوشقجي، ومخرجه الليث حجو من أكثر المشتغلين على الدراما السورية شهرةً في مدى تشريحهما للواقع السوي، كان السؤال الأكثر تكراراً على مسامعهما بخصوص هذا المسلسل: هل سيرى المشاهد السوري في مسلسل «الأرواح العارية» انعكاساً للأحداث التي تشهدها البلاد؟
فأجاب الليث حجو بالقول: «المشاهدون عموماً يعرفون نصوص الكاتب فادي قوشقجي بما تحمله من جرأة، وآلية خاصة في التفكير، ورؤية واضحة في الطرح، وآلية خاصة في التفكير، مع الحفاظ على الشكل الفني الرشيق في تقديم وجهة نظره الفكرية العالية، ونص المسلسل يتصف بالجرأة دون أن يكون الهدف منها تحقيق نسب مشاهدة عالية، بل بما يوازي التقلبات السياسية التي نعيشها مؤخراً».
أما الكاتب فادي قوشقجي فكانت إجابته أكثر وضوحاً عن نص مسلسله الجديد «الأرواح العارية»: «هذا المسلسل ليس معنياً بشكل مباشر بما يجري، لكنه كما أعمالي السابقة يلامس الحراك الاجتماعي الذي تشهده البلاد، لكنه لا يتطرق له مباشرةً، فتناول هذا الحراك في عملٍ درامي يحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يتم فهمه بعمق، ولكن من المناسب الآن أن نسأل لماذا وصلنا إلى هنا؟».
المؤتمر الصحفي الذي عقدته المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي للإعلان عن مشروع مسلسل «الأرواح العارية» كان مناسبة أوضح خلالها المخرج فراس دهني رؤية المؤسسة التي يديرها، لدورها في الإنتاج الدرامي السوري خاصةً في هذه المرحلة، قائلاً: «نحن لا ننتج لسد ثغرةٍ إنتاجية في سورية، ولانقوم بهذا العمل تعويضاً عن منتجي القطاع لخاص، بل نقدم أنفسنا كشركاء حقيقيين في الدراما السورية، ونقدم رسالة تشجيع للمنتجين بأن لا يختبؤوا، أو يخافوا من موضوع مقاطعة الدراما السورية، فمن المؤكد أن المنتج الدرامي السوي يصعب الاستغناء عنه من جانب المشاهد العربي، والمحطات العربية».
وقطع فراس دهني الطريق على كل ما يتم تداوله من أخبار عن احتمال مقاطعة الدراما السورية من قبل المحطات العربية للموسم 2012، لاسيما إنتاجات المؤسسة باعتبارها تمثل القطاع العام، وذلك بإعلانه لخبر مهم فيما يتعلق بتسويق انتاجات المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي: «في ظل دعوات المقاطعة تمكنّا من بيع مسلسل سوق الورق لمحطتي أبو ظبي، وقطر، وتجري المشاورات حول مسلسل ملح الحياة مع أكثر من محطة خليجية، كما سيكون مسلسل أنت هنا في عرض أول على أكثر من محطة عربية، وأعلن دهني أن عرض مسلسل سوق الورق على قناة أبو ظبي الفضائية سيبدأ يوم 14-1-2012، وتمنى أن يعطي هذا الخبر: «مثالاً طيباً لزملائنا المنتجين في القطاع الخاص، ورسالة للإقلاع في الإنتاج».
ووعد فراس دهني المدير العام لمؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بأن تكون سنة 2012 سنة استحقاقات مهمة للدراما السورية، معلناً عن تحضيرات المؤسسة لإنتاج مسلسل كوميدي للموسم الرمضاني المقبل، يضاف إلى قائمة الإنتاجات قيد الإنجاز: «الأرواح العارية» لفادي قوشقجي، والليث حجو، «المصابيح الزرق» عن رواية الأديب الكبير حنّا مينه للمخرج فهد ميري، «المفتاح» لخالد خليفة وهشام شربتجي، «أنت هنا» لشادي دويعر وعلي ديوب، و«حصان طروادة» لمجموعة من الكتاب والوجوه الشابة وإخراج أسامة الحمد، بالإضافة إلى مجموعة من المشاريع الدرامية والوثائقية ومشاريع الشباب لتي ستعلن عنها مؤسسة لإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في وقتٍ لاحقٍ من العام الجاري.
وبين ثنائية الشك والثقة التي يتناولها فادي قوشقجي في مسلسله الجديد «الأرواح العارية» وشكوك المنتجين السوريين بنوايا المحطات العربية بشأن درامانا السورية للموسم 2012: تتابع المؤسسة لامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني عملها تحت شعار «الدراما السورية... العرض مستمر»
محمد الأزن - دمشق
اكتشف سورية