الشعب يريد العودة إلى فلسطين... قررنا العودة...
15 أيار 2011

ثلاثة وستون عاماً من عمر النكبة لم تـُثنِهم عن حلم العودة. 15 أيار 2011 كان يوم ذعرٍ بالنسبة للكيان الصهيوني، فأبناء فلسطينيي الشتات قرروا الزحف إلى فلسطين من مصر، الأردن، لبنان، وسورية أسوة بالثورات الفيسبوكية الشهيرة تحت عنوان «الشعب يريد العودة إلى فلسطين».
مصر ما بعد الثورة قررت منع الزحف باتجاه الأرض المحتلة، كذلك الأردن لم يسمح به، وفي لبنان احتشد المئات في موقع مارون الراس المطل على الأرض المحتلة، والمفاجأة كانت من سورية حينما زحف الشباب بالمئات باتجاه الجولان السوري المحتل ولم يعبئوا بالأسلاك الشائكة أو الألغام، والتقوا مع الأهل الذين قابلوهم بالأحضان وعملوا على حمايتهم من قوات الاحتلال التي فتحت النار كيفما اتفق لتكون الحصيلة 4 شهداء و209 جريحاً: 66 منهم أصيبوا بطلقٍ ناري، و12 أجري عمل جراحي لهم مباشرة في مشفى ممدوح أباظة بالقنيطرة، و13 نقلوا إلى مشافي دمشق، أما بقية الأصابات فكانت إصابات بالغازات السامة التي أطلقتها قوات الاحتلال.
هذه الإحصائية زودنا بها د. خليل مشهدية -محافظ القنيطرة- الذي كان من بين المصابين في هذا الزحف الذي أصاب إسرائيل بالذعر في يوم استقلالها المزعوم. من جهةٍ أخرى، أقر جيش الاحتلال بقتل عشرة شبان عبروا خط الهدنة إلى مجدل شمس صباح اليوم -حسب الإذاعة الإسرائيلية-، وقاموا بتسليم الجثث إلى سورية عن طريق القوات الدولية.
محمود البكّار كان بين المنظمين لهذا الزحف على الحدود السورية الفلسطينية من ناحية الجولان السوري المحتل، وعاد من هناك بمخلفات قنبلة دخانية سامة وجريح وآثار دماء على سترته.
محمود وصف لـ«اكتشف سورية» كيف كان الحال على مشارف مجدل شمس المحتلة اليوم قائلاً: «بدأ الزحف من ساعات الصباح الأولى وكنّا في موقع عين التينة المطل على خط فصل القوات عند الساعة 8.30 صباحاً، وشددنا في البداية على ضرورة الالتزام بعدم تخطي الحواجز والأسلاك الشائكة، لكن الشباب حينما رؤوا الأرض المحتلة اعتراهم حماس شديد ولم يتسطيعوا أن يقاوموا رؤية أرضهم دون أن يتقدموا».
وتحدث محمود البكـّار عن تقدم 400 شاب وفتاة باتجاه الجزء المحتل من الجولان السوري دون أن يأبهوا بالألغام الثقيلة، والحدود، والأسلاك الشائكة، أو جنود العدو، مؤكداً أن أحداً من المنظمين لم يستطع وقف هجومهم، وأضاف: «استطاع الشباب أن يتقدموا باتجاه الأهل في مجدل شمس، التقوا بهم، وقبلوهم، مما أثار الهلع في صفوف الجنود الإسرائيلي الذي ألقى القنابل الغازية المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين بمجرد كسرهم للحاجز، ثم فتح النار عليهم فاستشهد اثنان منهم على الفور، وأصيب العديد منهم بطلقٍ ناري، بالإضافة إلى العديد من حالات الاختناق بالغاز».
وأكد محمود البكـّار لموقع «اكتشف سورية» عودة جميع الشباب الذين اقتحموا خط فصل القوات إلى سورية، وذلك بجهود أهالي ومشايخ مجدل شمس، وقوات الأمم المتحدة، ولم يعد المنظمون قبل عودة آخر شاب دخل المجدل إلى سورية.
محمد الأزن - دمشق
اكتشف سورية

