افتتاح الأيام الثقافية الجزائرية في دار الأوبرا
01 07
إن سورية هي الصدر الحنون عندما جفت الأحضان
افتتح الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة- ونظيرته الجزائرية السيدة خليدة تومي، مساء أمس بدار الأوبرا، الأيام الثقافية الجزائرية في سورية التي تقام بدعوة من وزارة الثقافة، احتفاءً باحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008.
وأكد وزير الثقافة في كلمة له أن ما يجمع سورية والجزائر تاريخٌ عريقٌ من الحب والتواصل، تحت راية العروبة والإسلام، وقد بلغ ذروته في التفاعل الكبير خلال سنوات النضال المرير الذي خاضه شعبنا في الجزائر، حتى حقق انتصاره واستقلاله، وتكلل ذلك عندما أصبحت الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، وجعلتها سنة زاخرة بالعطاء والنشاطات من مختلف الدول الشقيقة، ومنها سورية التي أسهمت بأسبوع الثقافة السورية .
وأشار الدكتور نعسان اغا إلى «أن أهم ما يرمز إلى العلاقة الخاصة بين البلدين الشقيقين، هو وجود الأمير عبد القادر الجزائري في الشام، وهو وجودٌ كان يُمثل الوجود الجزائري بكامله»، مضيفاً «أن الذين يعرفون الأمير عبد القادر قراءةً، وكتابةً، وموقفاً سياسياً، يعرفونه موقفاً وحدوياً ووطنياً هنا في سورية». مُنوهاً بان التواصل بلغ ذروته عندما أسهم السوريون في حملة التعريب الجزائرية بعد الاستقلال، فكان الأساتذة السوريون الرواد الأوائل الذين سعوا إلى تعريب الجزائر، والعودة الكبرى إلى حضن الأمة العربية.
وقال وزير الثقافة: «إذا كانت المسافة مابين طنجة وصلالة تقطع في ساعاتٍ، فإننا عبر الإعلام اليوم نتمكن من الانتقال من عاصمة إلى أخرى في لحظاتٍ، لنعيش اللحظة الثقافية في هذه العاصمة أو تلك، ونعيش الهمَّ الوجداني ذاته، وثقافتنا العربية هي التي تجعلنا ذات خصوصيةٍ وهوية، ولئن بعدت المسافة جغرافياً فما أسرع ما يوحدنا في فنّ الموسيقى، والأدب، والمسرح، والرواية، وغيرها».
وألقت السيدة خليدة تومي -وزيرة الثقافة الجزائرية- كلمةً قالت فيها: «لقد جئنا ورؤوسنا شامخةٌ إلى حضن العروبة الدافىء، إلى بلد العِزِّ والكبرياء، إلى بلد الصمود والتحدي، إلى الأرض التي أبدعت حضارة الحياة، في هذا الوطن الذي عَلَّم الإنسان إنسانيته قبل آلاف السنين».
وأضافت وزيرة الثقافة الجزائرية «إن سورية كانت الدار الكبرى عندما سُلبت منا دارنا، وهي الصدر الحنون عندما جفت الأحضان، وبقيت الحضن الدافىء أيام ثورتنا المجيدة، فهي لم تَخُن عهداً أبداً، مثلها مثل الجزائر التي بقيت وفية لمبادئها ثابتة على مواقفها».
وقالت الوزيرة تومي: «إننا نلتقي اليوم في دمشق الفيحاء، هذه المدينة الزاهرة والعامرة، لنحتفي معاً بعواصمنا الثقافية المشتركة، ونحتفل معاً كأمةٍ واحدة وأسرة واحدة».
وكان وزيرا الثقافة قد افتتحا معرض الفنون التشكيلية الجزائرية في بهو دار الأوبرا، وضَمَّ مختلف الفنون التشكيلية، والخزف، والتصوير، ثم قدمت فرقتا المجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية والفردة وصلة غناءٍ تراثي أندلسي وجزائري، تلاه عرضٌ لفرقة الباليه الوطني الجزائري للفنون الشعبية، حيث قُدمت لوحاتٌ تراثية راقصة على وقع موسيقى المزمار والطبول من مختلف الأنحاء في الجزائر الشقيقة.
سانا