الدكتور مازن مبارك يحاضر بمناسبة الاحتفال باللغة العربية في ثقافي أبو رمانة
02 آذار 2011
أقيم في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، محاضرة بمناسبة الاحتفال
باللغة العربية، للدكتور مازن مبارك وذلك يوم الأحد 27 شباط 2011، وقد حضرها كلاً من، السيدة كوليت خوري مستشارة رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، والدكتورالشيخ حسام الدين فرفور، والأستاذ الدكتورعفيف بهنسي رئيس جمعية أصدقاء دمشق، وعدد كبير الأدباء والمفكرين.
وقد شكر الدكتور مازن مبارك، للإخوة أصدقاء دمشق على دعوتهم له، لما للغة العربية من مكانة كبيرة في نفوس الأمة، و لما تتمتع بها من خصائص ومعاني.
وتحدث الدكتور مازن مبارك قائلاً: «إن عنوان المحاضرة الرحيل وراء الكلمات، جاء هذا العنوان، بعد محاضرة تحدثت بها عن خصائص اللغة العربية وخصائص الأمة الناطقة بها، ثم رأيت من هذا الموضوع، جانب لم أتعرف به وهو موضوع الهجرة والرحلة والسياحة، فوجدت تشابه كبير بين العناوين سوى أكان السائح شخص أو كلمة. ومن الناس من يسافر إلى بلد، وقد تطول هجرته فيغلب عليه مظاهر هذا البلد، وعند العودة لموطنه تراه يدخل بعض الكلمات التي تعلمها من سفره، فهنا أجد الفرق الكبير بعدم المحافظة على هويته أو التظاهر باللغة الثانية.
وهنا أؤكد إنني، لم أجد لغة من اللغات تتخصص بأدق التفاصيل الحياتية، المتعلقة بمجتمع مثل اللغة العربية، وهناك أمثلة كثيرة لاتعسف فيها. لأن الكلمة هي كائن حي، أصلها جزرها، تناسلها الاشتقاق منها، جسدها هو بيئتها، وصيغتها هي أعضائها، حروفها روحها، معناها حركتها وهو تطور دلالتها وتغير معناها بين بلد وبلد أو عصر وعصر. ويضيف إن لبعض الكلمات عندي سيرة ذاتية، لا تقل روعة عن سيرة بعض الأدباء، وذلك بما مرت في حياتها وربما مرت بها من مغامرات، وبما تركته من سالفها وحاضرها من آثار وانطباعات.
سبحان من غرس في كل نفس هواها، وجعل هوايا في صبايا لغتي، وكل كلمات لغتي
صبايا، وكم من كلمة مرت عربً في نص أدبٍ أو بيت شعرٍ أوقفتني لفتتني سحرتني، لهوى النفوس سريرةَ لا ُتعلمُ عربً نظرتُ وخلت أني أسلمُ. أنا الواله الذي عشق الكلمات، انقل فؤادي من هوى واحدةً من الكلمات إلى هوى أخرى، وانقل أذني وعيني من نصٍ إلى نص ومن بيتٍ إلى بيت، وكلما طربت أذني والتذت نفسي بكلمةٍ تمنيت أن يكون لكل عضو من أعضاء جسمي أذن، وهذا مؤكد من قوله سبحانه وان من البيان لسحراً، ومن المزايا التي يفتخر بها العرب بلغتهم العربية لأنها لغة القران الكريم.
إن اللغة العربية لغة تميز ومباهة، وثقافة مجتمع وتقاليد وهوية شعب بالكامل، ولما كان ما يهدد لغتنا العربية من تحديات، فهو يهدد هويتنا العربية، فكانت سورية ومازالت السباقة إلى الحفاظ على هذه اللغة الجميلة عبر تاريخها القديم والمعاصر.
وفي عام 1919، احدث أول مجمع للغة العربية بدمشق، ويعد أول المجامع اللغوية العربية على الساحة القومية، واهتمام ورعاية السيد الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، في تشكيل لجنة لتمكين اللغة العربية عام 2007، وإطلاقها مشروع، النهوض باللغة العربية للتوجه نحومجتمع المعرفة.
اللغة صفة الأمة في الفرد، وآية الانتساب إلى القوم، فمن أضاع لغته فقدَ نسبه وأضاع تاريخه، واللغة العربية قد شملت كل المعاني والتعابير النحوية، قد سافرت في جميع أرجاء المعمورة، وهي تدرس في الغرب وتترجم معاجمها ومؤلفات علمائها.
وهي البوصلة وفي العربية الموصلة التي تعطي إشارة الطريق للرحيل إلى عالمها الخاص، وهي بحر يجب الغوص فيه لمعرفة خباياها ودلالاته التعبيرية».
عبد القادر شبيب - دمشق
اكتشف سورية
من محاضرة الكتور متازن مبارك في ثقافي أبو رمانة |
من محاضرة الكتور متازن مبارك في ثقافي أبو رمانة |
من محاضرة الكتور متازن مبارك في ثقافي أبو رمانة |