عدنان قريش

دمشق 1911

يقترن اسم الفنان "عدنان قريش" بالأغنية الشعبية الدارجة اقتراناً وثيقاً، وربما كان مع زميله الفنان المرحوم "عبد الغني الشيخ" والفنان "عبد الفتاح سكر" من أكثر الفنانين الذين اكتسبوا شعبية كبيرة من وراء الأغاني الشعبية الدارجة التي لحنها لعدد من المطربين والمطربات.
ولد "عدنان قريش" في حي المهاجرين في دمشق عام 1911، ومال إلى الموسيقا منذ يفاعته، غير أن أسرته المحافظة حالت بينه وبين الفن الموسيقي، ومع ذلك استطاع وهو بعد مازال تلميذاً في مدرسة الحي الابتدائية، من ممارسة هوايته سراً، فتعلم مبادئ العزف على العود مع عدد من زملائه، غير أنه لم يستطع أن يشبع هوايته تماماً فقد تقاذفته الأهواء بعد نيله للشهادة الابتدائية بين متابعة الدراسة في مدرسة "عنبر" النائية جداً عن بيته في حي المهاجرين، وبين هوايته الموسيقية، وظن رغم إلحاح أسرته في متابعة دراسته، أنه إذا عثر على عمل ما، سيتمكن من خلال الراتب الذي سيتقاضاه من تأمين حاجاته وإشباع ميوله الموسيقية. وهكذا التحق في العام 1929 كعامل "خراطة" في معمل "القدم" للقطارات التابع لمؤسسة الخط الحجازي.
أدرك عدنان قريش بعد عامين من العمل الشاق في هذا المعمل، بأنه لن يتمكن من دراسة الموسيقا طالما أن هذا المعمل يستنفذ طاقته أكثر من أربعة عشر ساعة في اليوم، وأدرك أيضاً أن أسرته كانت على حق. وعندما عرض عليه من جديد أن يتابع دراسته في معهد "اللاييك" ـ الحرية اليوم ـ لم يتوان على الإطلاق، وأصبح في عداد طلابه منذ العام 1932، ولكنه لم يستمر فيه سوى عام واحد، فقد عادت روحه القلقة تلح عليه من جديد بالبحث عن عمل يتفق وهوايته الموسيقية، فتقدم إلى وظيفة "كاتب ضبط" في محكمة الصلح الأولى، فنجح وأصبح موظفاً في القصر العدلي بدءً من العام 1933، وانتسب في الوقت نفسه إلى نادي دار الألحان والتمثيل غير أن هذا النادي لم يعمر طويلاً، إذ سرعان ما أغلق أبوابه بعد عام واحد على انتسابه، واضطر أن يبحث عن ناد آخر، فلم يجد أمامه سوى "نادي الفنون الجميلة" الذي كان كتلة من النشاط والعمل، ليصبح عضواً فيه، وليلعب هذا النادي دوراً هاماً في حياته الفنية.
في العام 1935 استقال من القصر العدلي، بعد أن أغراه سلك الشرطة، الذي كان لا يختار موظفيه، وبنوع خاص رجال شرطته إلا من أبناء الأسر المعروفة باستقامتها.
ويبدو أنه ارتاح لعمله الجديد، لأنه مكث فيه عدة سنوات، ولم يتركه إلا عندما اشتد أوار الاضطرابات ضد الفرنسيين، وعندما وجد أن العمل في ظل الظروف السائدة آنذاك فيه امتهان لكرامته ووطنيته تجاه الناس.
غدا "عدنان قريش" الموزع بين الوظيفة وبين الموسيقا، عازفاً بارعاً وملحناً موهوباً باعتراف "نادي الفارابي" الذي انتسب إليه لاكتساب معارف موسيقية جديدة على يدي الأخوين نصوح ومطيع الكيلاني. وعندما وجد نفسه حراً طليقاً من أعباء الوظائف، انصرف إلى فنه واتصل بأعلام الموسيقا من الرواد الذين رحبوا به فتتلمذ على أيدي الاساتذة: فؤاد محفوظ، سعيد فرحات، مجدي العقيلي، والتركي عازف الكمان المعروف "شوقي بك زوربا". وبذلك اكتملت ثقافته الفنية، فتعمق بالتراث والتأليف في ضروبه المختلفة من غنائية وموسيقية.
في العام 1940 ساهم في تأسيس معهد أصدقاء الفنون، وبعد عامين على ذلك دعي للعمل في إذاعة راديو الشرق من بيروت وإذاعة دمشق الفرنسيتين واشترك مع النوادي الموسيقية المختلفة في أداء برامجها في الإذاعتين المذكورتين، ولحن لأول مرة لمطرب نادي الآداب والفنون "بشير الشويكي" أغنية "تعالي يا منى قلبي" التي أذيعت من إذاعة دمشق في تشرين الأول من عام 1943.
وفي العام 1947 وبعد تأسيس الإذاعة السورية في العهد الوطني بعد الجلاء، كان في عداد الموسيقيين الذين وقع عليهم الاختيار ليساهم في العزف والتلحين. ومنذ ذلك التاريخ غدا موظفاً رسمياً تابعاً للهيئة العامة للإذاعة.
وفي العام 1966 كون فرقة موسيقية، عرفت باسم الفرقة الشعبية، وكانت هذه الفرقة بمثابة إحياء للتخت الشرقي، وعملت في كل حفلاتها على تقديم الألحان التراثية، من "سماعيات وبشارف ولونغا".
ونتيجة لجهوده الفنية التي قدمها على مختلف الصعد الموسيقية في الإذاعة، أسندت إليه رئاسة الدائرة الموسيقية، التي ظل يعمل فيها منذ العام 1967 ولغاية إحالته على التقاعد في العام 1975.
 
أعماله:
تنقسم أعماله على قلتها إلى أقسام، منها التأليف الموسيقي الذي لم يعط فيه سوى مقطوعتين في قالب اللونغا التراثي هما: "لونغاراست" و"لونغا عجم كرد". كذلك شارك في وضع موسيقا المسلسل الإذاعي "سندباد" الذي كتبه "حكمت محسن" مع كل من الموسيقيين "عبد الفتاح سكر" و"مطيع المصري".
أما في مجال الغناء، فلحن لكل من المطربين والمطربات: كروان، ياسين محمود، أديب طويلة، والثلاثي الفني، وأشهر الأغنيات الشعبية الدارجة التي صاغها بأسلوب الأغنية التراثية وحققت شهرة قوية على صعيد القطر العربي السوري والأقطار العربية المجاورة، تلك التي غنتها المطربة "كروان": "زين يابا، الهودج، يابا يا يبا، ويا حسين".
كذلك وضع مجموعة من الأغاني الوطنية والقومية من أجودها تلك التي لحنها عن الوحدة في أعقاب قيام الوحدة بين مصر وسورية في العام 1958.
اهتم عدنان قريش بكتابة الأغنية الضاحكة، وأبرز من غنى من أعماله في هذا الضرب من الغناء الفنان الراحل "فهد كعيكاتي" الشهير فنياً باسم "أبو فهمي" و"أنور البابا"، المعروف فنياً باسم "أم كامل"، والمرحوم "حكمت محسن" والمرحوم "أبو شاكر النشواتي" والفنان الكبير "رفيق سبيعي" المعروف باسم "أبو صياح" وفنان الكوميديا الأصيل "دريد لحام".
وعدنان قريش الذي يقف على أعتاب الثمانين تقريباً، مازال يعمل بنشاط في البرنامج الإذاعي الذي يعده بالاشتراك مع الأستاذ "حسن المير حسن" تحت عنوان "ألحان زمان".


صميم الشريف

الموسيقا في سورية|

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

أحمد قريش:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصباحكن ورد

انا الفنان أحمد قريش وبدي اتعرف عالفنان عدنان قريش

وياليت حدا يوصلني لتيلفونو او الموبايل الخاص فيه

انا من الشام من رنكوس وعايش بالرياض وفنان وكل شرف اتعرف عالفنان عدنان ونكتسب


الخبرة من فنان عملاق كبير................ ولكم مني كل الحب والود ,,,

الفنان أحمد قريش

الرياض