ريما سلمون في آرت هاوس: تراب.. من نور وذهب
إذ تخرج إليك من كهف لوحتها، من جدارها الموشى بطعم الرقص الأول، لا تكون إلا تلك الشجرة البرية القادرة على التسامق المضمَّخ بطعوم الأرض، ذاك الصلصال المقدس الذي يُغيِّب أو يُظهِّر قامة الشكل المتكامل بالحب! أو ذاك المعفر بتراب التلاشي على بيدر العطاء قمحاً اصفراً ينمو ويخبو في مد وجذر الضوء؛ إذ تخرج إليك من إطار لوحتها تكون متشحة بتلاوينها البنية، وبخطوط شعرها الغرافيكي الممتد إلى اللوحة متصلاً ومنفصلاً وتكاد تقع في حيرة الشك فهل تحادث الآتي من اللوحة أم الباقي فيها؟! الفارق ليس بشكل الكلام، فكلاهما (ريما واللوحة) تتكلمان ذات رائحة التراب عند أول مطر! عندما التقيتُ ريما، في اللحظة الأولى شعرتُ أنني اعرفها، بل وأكثر من هذا فلوحاتها وهي تنتميان لذات الطين السوري الجميل، الدافىء والدافىء.
... بقية الموضوعاللوحات تقول «نعم للحياة» في معرض ريما سلمون
تقول مدارس التحليل النفسي إن الفنان يكتشف مكنونات «اللا شعور» بلوحاته أو بأعماله الفنية. وأمام معرض الفنانة ريما سلمون نتلمس جانباً من الحزن وآخر غامضاً وليد اللاشعور لدينا لعله الإحساس بالفرح المخفي لثنائية الرجل والمرأة.
لكن وعلى الرغم من وجود المرأة وحيدةً في اللوحات، تشعرنا الفنانة بأنها ليست كذلك، فمع كل لوحة لامرأة وحيدة هناك تفاصيل جسدية تشعرنا بقدوم أحدهم أو رغبة المرأة في آن تطال حلماً قد وصل للتو إلى فضاء لوحتها أو الفضاء الموجودة فيه. نجد المرأة في البداية مقيدة بيديها، ومن ثم تحاول القيام بفعل ما وهي تنظر إلى الأعلى، ثم لا تلبس أن تفرد يديها محاولة الوقوف.
... بقية الموضوععيد التشكيل في صالة السيد
في احتفالية لافتة احتضنت صالة السيد بدمشق, معرضا تشكيلياً, بمناسبة عيد المرأة, شاركت فيه 22 فنانة سورية وعربية,ويمثل المعرض تظاهرة فنية وإنسانية وجودية, تطرح إشكالية الوعي والرغبة في الخلاص من بطش الإنسان والمادة على السواء, وتتميز اغلب الأعمال في بناءها التشكيلي الأكاديمي المتماسك, حيث تتفرد كل فنانة بمساحة من الخصوصية, لكنهن يتفقن في الطرح التعبيري والانفعالي, لإسقاطات الشعور في بعده الشخصي والجمعي.
... بقية الموضوعريما سلمون: العالم ليس امرأة فقط
تنفرد الفنانة ريما سلمون بأسلوب خاص في الرسم، فهي تهتم بتقنيات لوحته. أما موضوعها فتحدده أحاسيسها الغامضة! لأنها ـ وكما تقول ـ تكون في حالة غياب عندما ترسم، أي أن لا وعيها هو الذي يحدد الموضوع. وتحاول بدورها تفسيره، كما يحاول أي متلق لأعمالها.
كما تختلف ريما عن كثيرات من التشكيليات السوريات. فهي ـ وعلى عكس المألوف ـ لا تعبر عن معاناة المرأة ومشكلاته. بل تعبر عن حاجة الأخيرة للرجل وتكاملها معه. وحين دعيت للمشاركة في معرض الفنانات العربيات احتفالاً بعيد المرأة العربية في صالة السيد بدمشق قدمت لوحة رسمت المرأة فيها إلى جانب الرجل، لافتة الأنظار إلى أن المرأة ليست كل الحياة، ولا تكون إلا مع الرجل. وكأنها تعلن صراحة أن العالم ليس امرأة فقط!
... بقية الموضوعفي معرض «رؤى نسائية» حوارية أنثوية فنية بين سوريا وأميركا
«إلى النساء السوريات، وإلى الفنان في داخل كل منا»، بهذه العبارة ابتدأت مارغريت سكوبي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا، تقديمها لمعرض «روافد نسائية ـ رؤى نسائية» الذي أقيم بالتعاون مع المركز الثقافي الأميركي في دمشق ووزارة الثقافة السورية، وشاركت فيه عشر فنانات من سوريا واثنتان من الولايات المتحدة الأميركية. بين المشاركات نحاتة وحفارة ومصورة ضوئية وسبع مصورات يشتغلن على تقانات لونية زيتية ومائية.
المعرض بشكل عام، يمثل حواراً فنياً أنثوياً دافئاً بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية، حوار جاء ضمن إطار سلسلة من النشاطات التي يقوم بها المركز الثقافي الأميركي في دمشق. الموضوع الرئيسي لكافة أعمال المعرض هو المرأة، فالنحاتة الشابة "سوزان عبود" شاركت بثماني منحوتات صغيرة منفذة من الخشب والحجر الصناعي، ترصد فيها حركات ووضعيات أنثوية، في حالات الحب والقلق والولادة، نفذتها بنوع من الواقعية التعبيرية، تجنح أحياناً نحو نزعة تزيينية غير مستحبة في العمل النحتي.
... بقية الموضوع