معبد عمريت
ابتدأت التنقيبات في موقع عمريت على يد بعثة أثرية بإدارة العالم الفرنسي موريس دونان M.Dunand عام 1926، ثم أكملتها تنقيبات أثرية وطنية بإشراف السيد نسيب صليبي عام 1954، وما تزال مستمرة إلى اليوم. عثر في المدينة جراء التنقيبات المتتابعة على أوابد مختلفة ذات أهمية كبيرة، إلا أن أهمها المعبد المنحوت ضمن الطبقة الصخرية المطلة على نهر مارانياس، ويعود تاريخه إلى القرن السادس ق.م، وأظهرت التنقيبات عناصر معمارية غاية في الأهمية في هذا المعبد، وكشفت عن أبعاده البالغة 56.33 × 49 متراً، كما بلغ ارتفاعه ثمانية أمتار ومقاييس بركته 48 × 38 متراً. وكان للمعبد باب كبير يقع في الجهة الشمالية، مقابل باب الهيكل المركزي الذي يتوسط البركة، وعلى جانبي الباب برجان يقودان إلى أروقة المعبد للطواف حول هيكله المركزي بواسطة الزوارق الصغيرة حيث بلغ عمق البركة ثلاثة أمتار. بالإضافة إلى مذبح صغير لتقديم الأضاحي أمام الباب الكبير، وكرس المعبد للإله "ملقارت" وهو الشافي من الأمراض. ومن الأوابد المهمة التي عثر عليها أيضاً الملعب الذي بقي منه قسم بطول 230 متر والواقع على منحدر الضفة اليمنى لنهر عمريت، ومدافن عمريت المنتشرة على مساحة كبيرة، وقد استخدمت هذه المدافن لسكان عمريت وسكان أرواد الذين استخدموا اليابسة لدفن ملوكهم وحكامهم. ومنها المدافن العائلية المنحوتة بالصخر والمعروفة لدى عامة الناس بـ "المغازل" ، وهي عبارة عن مدافن هرمية يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار اسطوانية الشكل وذات قاعدة مكعبة، ووجدت فيها لقى جنائزية يعود تاريخها إلى القرن الخامس والأول ق.م، وهناك أيضاً المدفن القببي الذي يبلغ ارتفاعه 9.5 متر وهو أقدم من المدفن الهرمي. أما مستودع المقدسات فهو هضبة صخرية معروفة باسم المقلع، وعثر بين أنقاضها على تماثيل حجرية محطمة تجسد بمضامينها تقديمات نذرية للمعبد. وتنتشر أيضاً في الموقع البيوت المنحوتة بالصخر.