بحضور رسمي وثقافي كبير: مهرجان دمشق المسرحي يفتتح دورته الـ15

بحضور ورعاية الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة افتتح مساء أمس السبت 27 تشرين الثاني 2010 مهرجان دمشق المسرحي في دورته الخامسة عشرة، والذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقى ما بين 27 تشرين الثاني ولغاية 5 كانون الأول 2010، هذا وقد شهدت دار الأسد للثقافة والفنون حضور عدد كبير ومميز من رجال الثقافة والفن في سورية والوطن العربي، إضافة لمختلف الوسائل الإعلامية السورية والعربية والعالمية، كدليل على أهمية أقدم مهرجان للمسرح في الوطن العربي والذي بدأ أولى دوراته عام 1969.


السيد عماد جلول مدير المهرجان
يلقي كلمة الافتتاح

بدأ المهرجان بالنشيد العربي السوري لتتولى الممثلة سلاف فواخرجي والممثل وائل رمضان تقديم فقرات المهرجان التي تم استهلالها بكلمة السيد عماد جلّول - مدير المهرجان – والذي رحب بالمسرحيين السوريين والعرب في دمشق عاصمة الفكر والمشاريع الإبداعية، مؤكداً أن هذه الدورة ستكون استثنائية في كل برامجها وعروضها المسرحية، معتبراً إياها امتداداً للنجاحات السابقة التي حققها تاريخ المهرجان، ومشيراً في نهاية كلمته إلى دعم وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت، واهتمامه الكبير وحرصه على نجاح الدورة الخامسة عشرة من مهرجان دمشق المسرحي، كما شكر مدير المهرجان الدكتور محسن بلال وزير الإعلام، وجميع المؤسسات الإعلامية على دعمها الإعلامي لفعاليات مهرجان دمشق المسرحي.

وفي كلمة مقتضبة أعلن وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت افتتاح مهرجان دمشق المسرحي مشيراً في كلمته إلى أهمية المسرح في حياة الشعوب: «المسرح ليس بمتحف للتراث بل هو التوازن بين الحداثة والأصالة يعيد إنتاج تراث الماضي برؤية معاصرة، ويعالج الراهن بجرأة ومصداقية، لذا فالمسرح هو أمل المستقبل. إنه التكامل الذي يهب دفاعاً عن هويتنا القومية في عصر العولمة منفتحاً على ثقافات العالم الإنسانية، متلقفاً إياها بمبدأ الحوار مع الآخر في الوقت الذي يحتفي فيه المهرجان بالنصوص العربية ومبدعيها، والمسرح هو التعددية والتنوع التي تشكل لوحة فسيفسائية عالمية. فالمسرح بعصرنا مقايضة فكرية بين شعوب العالم، فنأخذ من مختلف ثقافات العالم لنعطي من ثقافتنا وذائقتنا العربية. المسرح رئة الشعوب تتنفس به وتحيا من خلاله، والمسرح هو العطاء المرهون بإرادة الشباب».

الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة
وتكريم للمبدعين المسرحيين
في حفل افتتاح مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر

هذا وقد تم في افتتاح المهرجان تكريم عدد من المبدعين السوريين والعرب ممن عملوا للمسرح وهم:
- الكاتب الإماراتي إسماعيل عبد الله.
- الممثل السوري أيمن زيدان.
- الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون في مصر.
- الفنانة السورية فايزة شاويش.
- الممثل اللبناني رفيق علي أحمد.
- الممثل السوري نضال سيجري.
- الفنان التونسي عبد الغني بن طارة.
- الفنانة السورية ندى الحمصي.
- المبدع الراحل ناجي جبر.

وفي نهاية الحفل قدمت فرقة أورنينا للرقص المسرحي عرضها «الإلياذة الكنعانية» تأليف الأديب والشاعر محمود عبد الكريم، كريوغراف وإخراج ناصر إبراهيم. كما تجدر الإشارة إلى أن «الإلياذة الكنعانية» هي عمل ملحمي مسرحي غنائي شعري، تتشكل مادته الدرامية من حكاية فلسطينية تروي صمود الشعب الفلسطيني الذي وقف منذ حوالي ثلاثة آلاف عام في صراع لا يتوقف من أجل الأرض والحياة والسلام والحرية.

الفنانة ندى الحمصي

«اكتشف سورية» تابع فعاليات حفل افتتاح مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر والتقى عدداً من الفنانين ومنهم الفنانة السورية ندى الحمصي المُكرمة في حفل الافتتاح والتي تقول: «بعد هذا التكريم الجميل أفتتح صفحة جديدة في مسيرتي المسرحية، فأنا الآن مندفعة، فرحة، نشطة، وما حصلت عليه اليوم شكل حافزاً كبيراً لي للعمل والعطاء، فأنا أعتبر الفنان كطفل صغير يحتاج للتصفيق والثناء، وفي حقيقة الأمر، هذا التصفيق والتكريم الذي حظيت به هو موجه لكل من عمل معي على خشبة المسرح».

وعن مسيرتها المسرحية تلخصها لنا الفنانة القديرة ندى الحمصي: «بدأت العمل المسرحي قبل 35 عاماً عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، حين بدأت بدورة إعداد ممثل في المركز الثقافي العربي بدمشق، ثم تابعت العمل في المسرح الجامعي ومسرح العمال والمسرح الوطني الفلسطيني، إضافة لعملي تحت إشراف الفنان الراحل فواز الساجر وجواد الأسدي ووليد قوتلي وغيرهم. كما أسسنا في عام 1987 مركز "إيماء دمشق" مع الدكتور رياض عصمت الذي دربني على فن الإيماء مع مجموعة من الممثلين، ثم أسسنا مركز موزاييك للإنتاج الفني ومسرح الحجرة، وحالياً أعمل في المسرح ما بين كندا وسورية مع تجمع كندي اسمه "فضاء الثقافات المتعددة" نجمع من خلاله فنانين من مختلف الثقافات العالمية، وقد جئنا إلى دمشق بعرض مسرحي يتناول تفجيرات عمان الذي ذهب ضحيتها المخرج الراحل مصطفى العقاد حيث قدمنا العرض في دمشق وعمان و بيروت».

الفنانة أميمة الطاهر

ومن مُؤسسات المسرح السوري ممن عملن في بداياته كانت لنا وقفة مع الفنانة القديرة أميمة الطاهر والتي ستُكرم في ختام مهرجان دمشق المسرحي حيث تقول لـ اكتشف سورية: «بداية أشكر وزارة الثقافة لدعمها الدائم للعمل الفني وخاصة العمل المسرحي الذي قدم لي الكثير كفنانة كبُرت على خشباته من خلال المشاركة في العديد من الأعمال المسرحية. هذا المهرجان لكل العرب وهو نهضة حقيقية وولادة تتكرر لدعم المسرح السوري والعربي، وهو بمثابة مؤسس للعلاقات الطيبة بين جميع المسرحيين العرب».

وعن ذكرياتها في المسرح السوري تضيف الفنانة القديرة أميمة الطاهر: «انتسبت للمسرح القومي عام 1969، حيث قدمت أول عمل مسرحي في العام نفس مع المرحوم عبد اللطيف فتحي في مسرحية "صابر أفندي" تأليف المرحوم حكمت محسن وإخراج المرحوم عبد اللطيف فتحي، بمشاركة كبار ورواد فن التمثيل في سورية أمثال الفنانة الراحلة هالة شوكت، عبد اللطيف فتحي، عبد الفتاح مزين، ياسر العظمة، محمد خير حلواني، ومنى واصف. كما قدمت في العام نفسه مسرحية "طاسة الرعبة" التي قدمت للتلفزيون السوري، ومسرحية "المدنسة" للأستاذ علي عقلة عرسان، كما عملت مع معظم المخرجين الأوائل ومنهم: أسعد فضة، محمود خضور، حسين إدلبي، محمد الطيب، ليتجاوز رصيدي المسرحي 35 عملاً مسرحياً».

المسرحي زكي كورديللو

وعن تكريمها الذي سيشهده ختام مهرجان دمشق المسرحي تقول لنا: «بداية، كفنانة سورية كُرمت أكثر من مرة في نقابة الفنانين، كما كُرمت من قبل التلفزيون العربي السوري والإتحاد النسائي وبعض الإذاعات السورية وفي عيد الأم، والآن من قِبل مهرجان دمشق المسرحي كتقدير لسنوات طويلة من العمل والاجتهاد على خشبة المسرح السوري، ورغم أنه جاء متأخراً إلا أنني أشعر بسعادة كبيرة لهذا التقدير الذي حصلت عليه، وهنا أشكر وزير الثقافة الدكتور رياض عصمت على هذه اللفتة الجميلة».

كما التقى «اكتشف سورية» الممثل والمخرج زكي كورديللو – المدير السابق لمسرح الحمراء بدمشق – الذي يقول: «مهرجان دمشق المسرحي علامة فارقة في مسيرة المسرح العربي وهو مكان للتلاقي وتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الآخرين ورؤية الآخر عبر طروحاته المسرحية ومناسبة للقاء يجمع بين المخرجين والممثلين من مختلف الدول العربية. وما أتمناه في المستقبل أن يصبح هذا المهرجان مهرجاناً عالمياً تحت مُسمى "مهرجان دمشق المسرحي الدولي" وهنا أنوه لتجربة الأشقاء في تونس بمهرجاناتهم المسرحية الكثيرة ذات الصبغة الدولية».

الفنان وائل رمضان

من جانبه يقول الفنان وائل رمضان الذي شارك في تقديم برنامج حفل الافتتاح: «شرف كبير أن أقدم حفل الافتتاح وخاصة في مهرجان يُعنى بفن المسرح هذا الفن الأصيل، فهو البيت والمدرسة الأساسية لأي ممثل، كما يمتاز مهرجان دمشق المسرحي بعراقته وتاريخه الطويل، نتبادل من خلاله أفكارنا وتجاربنا مع المسرحيين العرب والأجانب، لذا أعتبر مهرجان دمشق المسرحي أكبر حافز وأفضل منبر يطل من خلاله الممثل السوري والعربي».

من جهتها تعبر الفنانة سلاف فواخرجي عن سعادتها لتقديم حفل الافتتاح وتعتبره تكريماً شخصياً لها: «أشعر بالسعادة لوجودي ضمن هذا المهرجان الكبير الذي يلتف حوله الكثير من المبدعين السوريين والعرب، وتكليفي بقديم هذا الحفل هو تكريم حقيقي لي، ودافع مستقبلي للعمل على خشبة المسرح، وعبر "اكتشف سورية" أقول عندما أجد النص الجيد سأكون سباقة للعمل على خشبة المسرح».

الفنانة سلاف فواخرجي

وعن أعمالها المسرحية التي قدمتها تضيف النجمة السورية سلاف فواخرجي: «شاركت في عملين مسرحيين، ففي التجربة الأولى تعرفت على مفردات العمل المسرحي، لتتبلور في المسرحية الثانية "حكاية شتاء" للكاتب الإنكليزي وليم شكسبير، وإخراج الدكتور رياض عصمت، حيث قدم هذا العمل على خشبة مسرح العمال عام 1998، وفي أيام قرطاج المسرحية في تونس».

يذكر أن اليوم الأول لفعاليات المهرجان الأحد 28 تشرين الأول 2010، ستضم العروض التالية:
- «أناس الليل»، للمخرج باسم قهار على خشبة مسرح القباني، الساعة السادسة مساءً.
- «كنا صديقين»، عرض من المملكة العربية السعودية في دار الأسد للثقافة والفنون الساعة السابعة.
- «أنا ..أنت الإنسان»، عرض من قطر، في دار الأسد للثقافة والفنون، الساعة السابعة مساءً.
- «راجعين»، للمخرج أيمن زيدان على خشبة مسرح الحمراء، الساعة الثامنة والنصف مساءً.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية