رحيل مها الصالح رائدة المسرح السوري

نجمة يستمر ضوء رسالتها طويلاً بعد الرحيل

رحلت السيدة مها الصالح صباح السبت 14 حزيران 2008، عن عمر يناهز 63 عاماً بعد صراع مع مرض عضال أنهى مسيرة طويلة وزاخرة من العمل الدرامي المسرحي والتلفزيوني في سورية والخارج.
ولدت الفنانة مها الصالح في جبلة عام 1945، وبدأت مسيرتها الفنية عام 1963 في فرقة الفنون الدرامية التابعة للتلفزيون، ثم عملت في المسرح القومي كممثلة ومخرجة مسرحية.
اشتهرت الراحلة مها في أعمالها بإعادة صياغة دور المرأة في المجتمع والخروج من شرنقة الحريم النمطية التي يرسخها محيطها الذكوري: «أنا أحب تقديم المرأة كما نحلم أن نكون، من خلال خطاب مسرحي بما يتضمنه من ثورة في خدمة المجتمع الإنساني، مما يسمح للمرأة بإعادة صياغة كينونتها مع نفسها ومع محيطها».
كانت تختار في معظم أعمالها المواضيعَ المثيرة للجدل التي تختلج المرأة في التمرد على القيود التي يفرضها المحيط على المرأة: «لا بد للمرأة أن تطرح قضاياها وتعبر عن همومها ومعاناتها بنفسها، والخروج من شرنقة الحريم ونمطية الشخصية المستلبة».
من ناحية أخرى، اعتقدت أن المسرح نخبوي في طروحاته: «ألا يحق للنخبة أن تشاهد مسرحاً؟! أنا كممثلة أملك الخيار، وكذلك المشاهد الذي يملك الحرية في حضور العرض من عدمه. هل نستطيع مثلاً أن نفرض على الشاعر ماذا يكتب؟».
أسست فرقة «موال» المسرحية، والتي تتألف من أربعة أعضاء، كانت تعمل بالتوازي مع المسرح القومي في سورية، الذي أعطته الكثير من أعمالها وأعطاها المنبر العالي للتواصل مع جمهورها الذي أحبها منذ بدايتها في سبعينيات القرن الماضي.
أحد أشهر أعمالها الأخيرة كان «شجرة الدر» المأخوذ عن نص للكاتب التونسي عزّ الدين المدني، وإخراج د. شريف خزندار. كتب المدني النص لها بعد لقائه بها في القاهرة في «مهرجان المبدعات» في مونودراما «عيشة». المسرحية تحكي حكاية امرأة (شجرة الدر) وبحثها عن أنوثتها المقدسة, الأنوثة التي تذهب إلى البطولة بمعنييها الوطني، والإنساني، والصوفي، تبحث عن ذرة رمل فتجد فيها كوناً بأكمله.
تمّ تقديم المسرحية لأول مرة في مسرح الدراما في دار الأسد بـدمشق في شباط 2005. ثم شاركت المسرحية في مهرجان «المتخيل» في باريس عام 2005، وفي مهرجاني جرش في الأردن والفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، وأثناء اختيار الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2006. حصلت السيدة الصالح عن دورها في «شجرة الدر» على جائزة «صاحبة الكلب لتشيخوف» في المهرجان المسرحي السابع في موسكو «مهرجان الممثل الواحد»، عند تقديم المسرحية مع فرقة موال في تشرين الثاني 2007.
أما أعمالها الأخيرة فهي:
«خطبة لاذعة ضد رجل جالس»، لغبريال غارسيا مركيز، تمثيلاً وإخراجاً
«الأيام الحلوة»، وهي الصياغة العربية التي أنجزتها خالدة سعيد لمسرحية بيكيت، تمثيلاً
شاركت في مهرجان ليفيت المسرحي البريطاني
شاركت في «قبعة المجنون» عن نص للويجي بيرانديلو، كمشاركة سورية ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر، 2007
الجدير ذكره أن جثمانها سيشيع في الحادية عشرة الا ربعاً من صباح الأحد 15 حزيران من بيتها في بناء الفنانين بالمزة الى مقبرة السيدة زينب، حيث أوصت أن يتم دفنها إلى جانب شقيقتها الراحلة سنية صالح زوجة الكاتب الكبير الراحل محمد الماغوط ووالديها.

اكتشف سورية