غاليري قزح يفتتح موسمه التشكيلي بمعرض ثنائي فرنسي

عندما تتقاطع الطرق

افتتح غاليري قزح موسمه التشكيلي يوم الجمعة 8 تشرين الأول 2010، بمعرض ثنائي فرنسي تحت عنوان «عندما تتقاطع الطرق» جمع كلاً من الفنانة التشكيلية سيسيل جيرونيمي والفنان فريدريك مونتاني. وذلك بحضور لفيف من الفنانين التشكيليين السوريين، إضافة لعدد من الشخصيات الأجنبية المهتمة بالحراك التشكيلي في سورية.


التشكيلي الفرنسي فريدريك مونتاني

هذا وقد استمد الفنان فريدريك مونتاني عمله الفني من الطبيعة والزخرفة كمصدر إلهام عبر توليفة لونية جميلة معتمداً على تجسيد المرأة بحضورها الطاغي في مجمل أعماله دامجاً ما بين المرأة والطبيعة والزخرفة في إطار جمالي ملفت، وعن ذلك يقول الفنان مونتاني لـ «اكتشف سورية»: «إن تجسيدي للمرأة هو تجسيد للرؤية الخاصة التي أنظر من خلالها للمرأة كقيمة وجدانية وإنسانية تتوحد مع الطبيعة لخلق بُعد جمالي خاص ضمن حدود عملي الفني. كما أنني أستمد من العمل الزخرفي أعمالاً جمالية تسير جنباً إلى جنب مع الأعمال الزيتية».

التشكيلية الفرنسية سيسيل جيرونيمي

ومن جانبها تحدثنا التشكيلية سيسيل جيرونيمي عن تجربة عرض أعمالها في دمشق فتقول: «لقد كانت فرصة جميلة في أن أعرض تجربتي في دمشق، وخاصة أنني ترعرعت في بلد عربي مجاور هو الإمارات العربية المتحدة، وهذا ما أثر على عملي الفني الذي أبحث من خلاله عن الجذور المكانية التي عشت فيها، فكما تشاهد فإن لون الأرض العربية حاضر بقوة في هذه الأعمال، إضافة لتأثري ببعض أعمال غوغان، وهي محاولات في بداية طريقي التشكيلي كي أجد مكاني الصحيح ضمن الحراك التشكيلي العالمي».

السيد سامر قزح

كما التقى «اكتشف سورية» السيد سامر قزح - صاحب غاليري قزح – حيث يقول عن افتتاح الموسم التشكيلي في الغاليري بتجربة تشكيلية فرنسية: «ننطلق في غاليري قزح من مبدأ عالمية الفن ومن أهمية تبادل الخبرات من خلال استقدام التجارب الأجنبية التشكيلية المتميزة إلى سورية، إضافة لعرض التجربة السورية في الخارج، وهنا أذكر المعرض الجماعي السوري الذي رعاه غاليري قزح في زيورخ عام 2009. أما بالنسبة لافتتاح الموسم التشكيلي في غاليري قزح بهذا المعرض فيأتي لطبيعة النمط المختلف الذي يعمل عليه كل من سيسيل وفريدريك، فلكل منهما شخصيته المتميزة عن الآخر. فعمل التشكيلية سيسيل يمتاز بهذا التمازج اللوني ما بين موطنها الفرنسي وخصائص المدينة العربية، كما أنها تستمد من اللون طاقات ضوئية متميزة استطاعت من خلالها الإضاءة عن مكنوناتها الداخلية وبحرفية لونية عالية، أما بالنسبة لفريدريك فلديه حس غرافيكي عالٍ جداً».

وفي سؤال عام عن نشاط الغاليري لعام 2010 يجيب السيد قزح: «دائماً ما نسعى للأفضل من خلال التحضير المُسبق لأي عمل، فنحن في غاليري قزح نحضر لمشاريعنا قبل سنة من افتتاح الموسم التشكيلي، وهنا أقول أن تشرين الثاني 2010، سيشهد ثلاثة معارض تشكيلية مستقلة وفي وقت واحد».

السيدة أولغا قزح
مع ضيوف معرض عندما تتقاطع الطرق

وعن التوليفة اللونية المغايرة التي جمعت بين هذا الثنائي الفرنسي يقول الفنان وليد الآغا: «توجد نكهة واضحة في هذا المعرض، من خلال الإسقاطات البيئية والنفسية التي جسدها كل من سيسيل وفريدريك حيث نلاحظ وجود محورين واضحين في هذا المعرض، ففريدريك يقدم لنا حالة تتسم بمشروع واضح ومتمكن، كما أن مقومات العمل لديه أكثر حضوراً عند المتلقي، فعلى صعيد الحالة الجمالية يوجد تجاوب بصري اتسمت بها جميع أعماله ذات التقنية المختلفة، فلم يخرج من الإطار العام لمجمل أعماله. بالنسبة لعمل سيسيل فيوجد شيء من الصرامة القاسية ذات التضاد القوي، وكأنها تفرغ شيئاً من ذاتها وهذا أمر إيجابي في عملها، إضافة لوجود عجينة لونية جيدة، كما أريد التنويه إلى أن أعمالها ذات الحجوم الصغيرة تميزت بحرفية عالية وتوازن متقن أكثر من الأعمال الكبيرة».

التشكيلية السورية هبة العقاد

من جانبها تحدثنا التشكيلية هبة العقاد حول انطباعها عن هذا المعرض: «لكل من التجربتين طابعها الخاص والمختلف من حيث أسلوب الطرح، فما لفت انتباهي في تجربة الفنانة سيسيل هو طريقة تعاطيها مع اللون الذي اتسم بقوة رائعة، فجسدت من خلاله رسم الطبيعة بطريقة مميزة، وفي لحظة شعرت أن هذه الأعمال تمثل طبيعة سورية لا فرنسية، أما أعمال الفنان فريدريك فتميزت بأفكارها المشغولة بعناية مدروسة فمن عنصر زخرفي نشاهد عملاً تشكيلياً خاصاً ومميزاً».

من جانبه يحدثنا الفنان التشكيلي إلياس أيوب قائلاً: «يجمع هذا المعرض تجربتين مختلفتين في التصوير، حيث اتسم عمل فريدريك بشاعرية جميلة عبر عمله في التفاضل إضافة للمساحات الزخرفية التي تتعشق مع جسد المرأة، كما يوجد توليف لوني ضمن الشكل الزخرفي معتمداً على جسد المرأة، وكاتجاه معاكس نشاهد عمل سيسيل التي تنحو نحو المفاهيم الانطباعية بطريقتها الخاصة وهذا شيء مميز في تجربتها».

يذكر أن المعرض مستمر لغاية 23 تشرين الأول 2010، في غاليري قزح، الواقع في سوق طالع الفضة، امتداد سوق مدحت باشا، في دمشق القديمة.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية