النتائج الأولية للاستبيانات حول مسلسلات شهر رمضان

بناءً على المعطيات الأولية لعدد من الاستبيانات حول تصنيف المسلسلات التلفزيونية للموسم الدرامي الرمضاني، والتي أقامتها مجموعة من المواقع الإلكترونية، اعتمدت فيها على مبدأ تصويت الجمهور، انحصرت المنافسة بين مجموعة من المسلسلات، هي: «لعنة الطين»، «تخت شرقي»، «ضيعة ضايعة»، «وراء الشمس»، «أبو جانتي ملك التكسي»، «باب الحارة»

ويبدو أنّ مسلسلي «ضيعة ضايعة» ومسلسل «أبو جانتي» هما الأكثر شعبية خلال الموسم الرمضاني الحالي. وتعود شعبية «ضيعة ضايعة» إلى مجموعة من الأسباب التي أدت إلى نجاح العمل، منها: بساطة النص والشخصيات، إذ أنّ الشخصيات لا تتحاذق على المشاهد ولا تحاول أن تعظه أو تعلمه، وإنّما تتكلم بلسان حالها وتعبّر عن نفسها ضمن قالب فني كوميدي جميل وسلس، ومواقف كوميدية تحمل في مضمونها نقد غير مقحم على سياق العمل؛ كما أنّ الممثلين قد استطاعوا أن يجسدوا الشخصيات ببراعة، ودون محاولة للتهريج التي أصبحت (موضة) في المسلسلات الكوميدية، لتأتي كاميرا الليث حجو وتنقل بساطة النص بصورة جميلة وإيقاع حيوي، ضمن مواقع تصوير جميلة تغري المشاهد بالتورط أكثر في عملية المشاهدة.


ويأتي مسلسل «أبو جانتي ملك التكسي» في المرتبة الثانية من حيث الشعبية، وبالرغم أنّ مسلسل أبو جانتي لم يرتقي إلى مسلسل «ضيعة ضايعة» من حيث النص والإخراج والتمثيل، إلا أنّه استطاع أن يكتسح الشارع السوري بأغنيات سامر المصري وحركات أيمن رضا. وربما هذه النقطة هي التي جذبت الشارع إلى مسلسل «أبو جانتي» وهو اللعب على مجموعة من المثيرات العاطفية التي تدغدغ شعور المواطن البسيط، فتجسيد شخصية سائق التكسي تغري الجميع لمتابعة هذه الشخصية، ومن ثم أغان سامر المصري التي انتقاها بذكاء، وبعض الحركات التي يؤديها أيمن رضا، هذه النقاط ونقاط أخرى عديدة جعلت مسلسل أبو جانتي أكثر المسلسلات شعبية في هذا الموسم الرمضاني، بالرغم من المستوى الذي ظهر فيه المسلسل.


وبعيداً عن الكوميديا يأتي مسلسل «أسعد الرواق» أحد أكثر المسلسلات متابعة ضمن مسلسلات البيئة الشامية، حيث لعبت المخرجة رشا شربتجي على اخيتار مسلسل علق في أذهان المشاهدين، وقدم فيه الفنان الراحل هاني الروماني أحد أروع أدواره. وهذه النقطة أغرت الكثير من الجمهور السوري بمتابعة هذا المسلسل، ليأتي أداء تيم حسن المميز ويشد الجمهور أكثر إلى المسلسل، ضمن قصة تحاول مقاربة البيئة الشامية بعيداً عن الخيال والقصص الوهمية والمخترعة.


مسلسل «باب الحارة» مازال يتصدر مسلسلات البيئة الشامية، وهو ينافس بقوة على المراكز الأولى في الاستبيانات، ولكن باب الحارة لم يقدم في جزئه الخامس أي جديد، واقتصر على قصصه المتخيلة والركيكة، وفقدانه الحبكة الدرامية وتشتتها، ومن المرجح أنّ سبب المتابعة الكبيرة لهذا الجزء هو البحث عن النهاية لهذا المسلسل الذي استمر طيلة خمس سنوات.


ومن المسلسلات التي حظيت بنسبة مشاهدة كبيرة والتي تتنافس على المراكز الأولى هو مسلسل «لعنة الطين»، الذي يتناول قصة شاب يقع ضحية ابتزاز لمسؤول كبير. ولعل الأداء الجميل للفنان خالد تاجا والفنان مكسيم خليل هما أكثر العناصر نجاحاً في المسلسل، ضمن كلاسيكية الرؤيا والطرح والمعالجة.


ومن المسلسلات الاجتماعية التي نالت نسبة مشاهدة كبيرة، وتعاطفاً من قبل الجمهور هو مسلسل «تخت شرقي» لتسليطه الضوء على مشاكل الشباب وهمومهم، والأداء الجميل والمقنع لبعض نجوم العمل أمثال مكسيم خليل وسلاف معمار، بالرغم من وقوع العمل في فخ التنظير والمباشرة.


مسلسل وراء الشمس حقق نسبة مشاهدة عالية، إذ استطاع الفنان بسام كوسا أن يجذب آلاف من المشاهدين لأدائه الرائع والمتقن، في ظل غياب الأحداث عن المسلسل، التي جعلت المشاهد يشعر في كثير من الأحيان بالملل.

وهناك الكثير من الأعمال الدرامية الجميلة التي عرضت ولم يتح للجمهور مشاهدتها، إما بسبب توقيت عرضها، أو بسبب تعارضها مع مسلسلات أخرى، وتبقى هذه القراءة للأعمال غير محسومة، حتى تظهر النتائج النهائية للاستبيانات، فلا نستطيع أن نستهين بتأثير الحلقة الأخيرة على مزاج الجمهور، والتي من الممكن أن ترفع أعمال وتنزل أعمال أخرى.

اكتشف سورية