الملتقى الأول للنحت ضمن فعاليات مهرجان طرطوس

إبداع متميز على كورنيش البحر

بدأت فعاليات هذا الموسم من مهرجان طرطوس منذ حوالي الشهر، حيث كان من بين نشاطاتها ملتقى النحت الأول في طرطوس على كورنيشها وضم 17 فناناً من مختلف مناطقها. إنها المرة الأولى التي يُقام فيها ملتقى للنحت في هذا المدينة بتنظيم من فرع اتحاد تشكيليّ طرطوس، وإن كان قد سبقه في ذلك منذ سنوات ملتقى الملاجة بمبادرة من النحات علي سليمان، وملتقى حصين البحر بمبادرة من النحات غازي كاسوح.

تبرز أهمية ملتقى طرطوس من خلال العدد الكبير المشارك ومن تنوع الخامات والاتجاهات الفنية في الوقت نفسه، وكذلك من مدى تفاعل جمهور طرطوس الكبير مع النحاتين على مدى أيام الملتقى، ورغم كل الظروف الصعبة التي مر بها النحاتون المشاركون على مستوى البنية التحتية وضعف الإمكانات وقلة الأدوات، إلا أن عزيمتهم وإصرارهم كانا كبيرين لإنجاز هذا الملتقى بسوية إبداعية هامة، دون أن نغفل الدعم المباشر من محافظة طرطوس على كل المستويات المؤسساتية، ما يبشر باستمرار هذا الملتقى السنة القادمة، لاسيما وأن هذه الأعمال النحتية ستوزع في ساحات المدينة، ومن اللافت في هذا الملتقى أن كل المشاركين به هم من أبناء محافظة طرطوس، وهي فرصة هامة للفنانين وجمهور طرطوس على السواء لإقامة التعارف فيما بينهم، وهذا ما تمخض عنه الملتقى في أحد أبعاده على مستوى التواصل مع المتلقي للتعرف عن قرب على مراحل إنجاز العمل النحتي.

«اكتشف سورية» تابع فعاليات الملتقى، والتقى الفنانين المشاركين للتعرف على أفكارهم ورؤاهم، حيث التقى بداية مع النحات علي حسين -رئيس فرع الاتحاد التشكيلي في طرطوس الجهة المنظمة للملتقى- ودار معه هذا الحوار:

ماذا تعني مشاركة 15 نحاتاً من أبناء المحافظة في هذا الملتقى الأول؟
كان مقصوداً أن يشارك أكبر عدد ممكن من فناني المحافظة، ومن أجيال واتجاهات فنية مختلفة، ليخوضوا هذه التجربة الجماعية، من أجل تحفيزهم على العمل أمام الجمهور مباشرة، لإقامة نوع من التفاعل والتعارف بين هؤلاء الفنانين والجمهور، وهذا يجعل النحت في دائرة الضوء، كما أن الأعمال التي ستنتج ستوضع في الأماكن العامة في المحافظة وهذا يسهم في إغناء الثقافة البصرية الفنية.

كيف تتحدث عن فكرة عملك؟
المرأة هي عنصر أساس في عملي، وتقصدت المرأة لأنها أكثر ليونة ومعنى من الناحيتين التشكيلية والتعبيرية، المرأة في العمل متحولة إلى حورية خرافية، وتشكل هي والسمكة نوعاً من التناغم، الحورية خيال والسمكة واقع، إن العمل يحكي هذه المزاوجة والتكامل بين الواقعي والخيالي، وكما هو أسلوبي في النحت ألح على أن ُيرى عملي من كل الاتجاهات.

ثم جلنا على أعمال النحاتين المشاركين، واستمعنا إلى آرائهم حول تجربتهم النحتية ومشاركتهم في الملتقى، فكانت المقاربة التالية:


عمل لريم كاسوح
في الملتقى الأول للنحت في طرطوس

ريم كاسوح:
وليمة لأعشاب البحر هو عنوان عملي، العمل تركيبي يجمع بين المعدن الذي هو بمثابة إطار كبير يتدلى من منتصفه إلى الأسفل جذع شجرة زيتون، إضافة لبعض القطع من خشب الزيتون وبعض المكعبات (الصناديق) الخشبية، ويصور رجلاً وامرأة يجلسان على أعلى الإطار الحديدي وبينهما تنمو نبتة كبيرة من الشوك، بينما تتدلى إلى الأسفل بشكل مقلوب شجرة الحياة، والمفارقة تكمن هنا، فشجرة الحياة ترمز إلى علاقة الحب بين الرجل والمرأة المتنافرين في الأعلى تحت وطأة فهم غير الواضح للحياة، ولسوء التقدير في مواجهة ضغوط وهموم الحياة، وهذه الشجرة تنمو بشكل مقلوب، ونتيجة لكل هذا، فإن الأشواك هي التي تنمو بينهما، وعملي يصور هذا.

علي سليمان:
الفكرة التي يقدمها العمل هي فكرة مباشرة، كون هذا الملتقى هو الأول، ولكون طرطوس لا تحتوي كتلاً نحتية من الحجر بالأسلوب الواقعي أحببت أن يكون عملي واقعياً، وهو عبارة عن يد تمس بقلم، وفي المقابل مسطح حجري مكتوب عليه (إننا محكومون بالأمل) وهذا العمل مُهدى لروح المسرحي سعد الله ونوس.

غازي كاسوح:
عمل نحتي على خامة الحجر مكون من ثلاث قطع، يرصد العلاقة بين النقطة والخط، فالشكل الكروي في أعلى العمل يضبط التكوين الممتشق، كما يوضح ثقل النقطة المتجسدة بهذا الشكل الكروي، ونتيجة لهذا الثقل نجد الكتلة تتشقق وتتصدع من جوانبها وذلك لتأكيد هذا الثقل المادي والمعنوي للنقطة، وفي الوقت نفسه فإن الكتلة عبارة عن مجموعة من الخطوط في طور تشكلها الأولي، الذي يبدأ من النقطة، ولقاء أي سطحين هو عبارة عن خط، يتوسط الكتلة فراغ يماثل الشكل الكروي في الأعلى، ويدفع المتلقي للربط بين دائرة الفراغ والشكل في الأعلى، فيصير الشكلان عبارة عن نقطتين! في الجهة الأخرى من العمل، ثمة مكعب يمكن النظر إليه من زاوية النقطة، تنبثق من حوله الكثير من الخطوط التي تمثل إشعاعات، وكأن النقطة هي مصدر هذا الضوء والوهج الأول، ومن خلال هذه الخطوط تبرز الحركة المتوازنة على سطوح العمل وفي داخله، العمل عبارة عن دعوة بصرية فكرية أتقصد من خلالها إشغال عين وفكر المتلقي.

علاء محمد:
«عشق» هو عنوان العمل الذي يصور رجلاً وامرأة يخرجان من محارة محمولين على رأس رجل كهل وأرمز من خلاله إلى الزمن، العمل بارتفاع 3.5 م.

النحات أديب أحمد
مع عمله النحتي

أديب أحمد:
عمل تعبيري يصور امرأة جالسة تضم إليها باقة من الورد، وتمثل هذه المرأة حالة من الانسجام بين الطبيعة والإنسان.

حسن محمد:
العمل يصور مقدمة سفينة فينيقية، لأجسد العلاقة ما بين طرطوس المكان، وطرطوس التاريخ والإنسان والحضارة، فالإنسان كان على الدوام هو الذي يقود حركة الزمن إلى الأمام، وهذا ما تجسده المرأة على مقدمة السفينة، أما شعرها فهو بمثابة شراع من الموج والحرية يأخذ هذه السفينة إلى الأفق، وتختبئ فيه الكثير من الأسماك والكائنات البحرية.

شادي عروس:
أحياناً لا تكون كتلة الحجر مناسبة بشكلها للنحت، لذا يكون النحات أمام صعوبة إضافية، وهذا تماماً حدث مع شادي، فكتلته غير المناسبة، تحولت إلى أسطورة، فجلجامش طوع أنكيدو الثور وأمسك بقرنيه، تماماً كما طوع شادي الحجر ومنحه لغة البقاء.

علي إبراهيم:
عمل تجريدي منفذ على الخشب، رشيق التكوين والحركة، يتخلله من الأعلى فراغ دائري، ينتهي العمل من الأعلى بمقاربة مع مغازل عمريت لجهة الزخرفة.

حسام سعد:
يحافظ حسام سعد على حضور الكتلة الطبيعية، العمل منفذ على جذع شجرة الزيتون.

جمال محمود:
عمل تعبيري تلخيصي منفذ على الخشب، يصور امرأة تغطي نصف وجهها بيدها، جمال يؤكد من خلال عمله على فهمه العميق للعملية النحتية لجهة التكوين وتنوع السطوح والحركة والمضمون التعبيري.

صالح علي:
عمل منفذ بالخشب، يعتمد القص واللصق والخطوط الخارجية الحادة واللينة والفراغات الكثيرة، والتكوين الرشيق الكثير التفاصيل، يقدم حكاية بصرية، تأخذ المشاهد في اتجاهات معرفية أسطورية، وإن كان يغيب عنه لمسة النحت المباشرة، إلا أنه يمتلك أسلوباً مختلفاً يضيف إلى الملتقى غنىً وتنوعاً على صعيد الأفكار والأساليب والخامات.

عيسى سلامة:
عمل تعبيري تلخيصي يصور برشاقة حورية بحرية، العمل منفذ على خامة الخشب.

يامن يوسف:
يقدم عملاً لامرأة برؤية تلخيصية تعبيرية، العمل منفذ على الخشب.

عدنان أيوب:
عمل تعبيري منفذ على خشب الزيتون، يطرح من خلاله حميمية العلاقة بين الرجل والمرأة.

عمار حسن - طرطوس

اكتشف سورية