حلب تزوج 60 شاباً من أبنائها في عرس جماعي

بجو من الفرح والسعادة شملت 120عائلة حلبية

كانت معالم التأثر واضحة على وجه الشاب محمود الصالح، الذي يعملُ سائقاً على إحدى سيارات الأجرة العاملة في مدينة حلب، حيث وأخيراً وبعد عامين من خطبته لعروسه، استطاع أن يتزوج بها في هذا اليوم، وتحقّق الحلم الذي كان يسعى إليه ويعمل لأجله.

و«محمود» هو واحدٌ من 60 عريساً زُفوا إلى عرائسهم، ضمن العرس الجماعي الذي أقيم مساء يوم السبت 31 تموز 2010، والذي أقيم في «المجمع الخيري الإسلامي في حلب». ويوضح محمود لـ «اكتشف سورية» أنّه سمع بفكرة هذا العرس أول العام، وحاول أن يتقدم إلى المنظمين ليكون أحد العرسان المتواجدين اليوم. ويختتم كلامه بالقول بأنّ هذا العرس كان أمراً حاسماً في حياته، لأنّه سرّع من زواجه بنسبة كبيرة هو وأغلب المتواجدين في هذا العرس.

الفرحة كبيرة على وجوه العرسان، وهناك عدد كبير من المتواجدين كان حاضراً اليوم ليشهد فرحة تزويج هؤلاء الشباب وتحويل حلمهم في بناء منزل الزوجية إلى حقيقة. الشاب زكريا حمادة البالغ من العمر 25 سنة، والذي يعمل في مجال الحلاقة الرجالية، بيّن لـ «اكتشف سورية» أنّه سمع عن الفكرة من قبل عدد من الشباب ضمن حيّه، والذين تزوجوا في أعراس جماعية مشابهة سابقة، ويضيف قائلاً:
«أنا خاطب مُنذ عامٍ تقريباً، وكان من الممكن أن أبقى عاماً آخر لولا هذه الفكرة. أشكر الجهات الداعمة والتي سهلت لنا أمر زواجنا اليوم».


من أجواء العرس الجماعي

أما الشاب أحمد مدراتي، والذي يبلغ من العمر 31 عاماً، ويعمل سائقاً لسيارة أجرة عمومية، أوضح أنّه سمع بالفكرة عن طريق الأقارب الذين عرضوا عليه المشروع، فتحمس له وقرر التواجد فيه، ويضيف قائلاً: عندما عرضت الفكرة على أهل العروس، لم يعارضوا وأيدوا الفكرة. أنا خاطب منذ ثلاثة أشهر، وهذا العرس سرّع موضوع الزواج، الذي كان سيستغرق عاماً آخر لو لم يكن هذا العرس الجماعي موجودا.

لا تسع فرحة السيد مصطفى أحمد غريز أيّ مقدار، فهو يزوج اليوم ابنه أحمد مصطفى ضمن هذا العرس الجماعي. السيد مصطفى، الذي يعمل سائقاً لدى دائرة الإفتاء بيّن لـ «اكتشف سورية» بأنّ ردة فعله الأولى عندما طرح ابنه الفكرة عليه كانت إيجابية، حيث كان هذا العرس فرصة كبيرة، خصوصاً في ظلّ الواقع المادي المتوسط الذي يعيشونه، ويضيف قائلاً: أشكر وجود هؤلاء الناس الداعمة التي حققت حلمي وحلم ابني. عندما عرضنا الفكرة على أهل العروس، استقبلوا الأمر بكل رحابة صدر، ووافقوا وسهلوا لنا الموضوع بدورهم. هذا العرس جعل ابني يتزوج قبل عام على الأقل من موعد العرس المتوقع لو لم تكن هذه الفكرة موجودة، وأنا سعيد لأنّ هنالك أُناس لا يزالون يقومون بعمل الخير.

أما صاحب الفكرة والمبادرة السيد المحامي محمد سواس من مجموعة «دعوة خير» فقد أوضح لـ «اكتشف سورية» أنّ هذا العرس هو العرس الجماعي السادس الذي يقام في مدينة حلب من تنظيم نفس المجموعة، وتابع قائلاً: نظمنا خلال الفترة الماضية عدداً من الأعراس الجماعية التي كانت تتم بتبرع ودعم من أصحاب الخير. بالنسبة لعرس هذا اليوم فقد تم تقديم مبلغ نقدي مقداره 100 ألف ليرة سوريّة لكل عريس، إضافةً إلى تحمل تكاليف العرس وتقديم طقم العرس. هذه المبالغ جاءت كتقدمة من عدد من الفعاليات التجارية، التي أود شكرها وهي كلّ من: شركة حمادة التجارية، المغترب الدكتور عبد القادر سنكري، وشركة أوبري للصناعات الدوائية، ومجموعة شمسي للتجارة، حيث قدمت هذه الشركات الدعم المادي للعرسان بنسب متفاوتة. كما أن هناك عدد من تجار مدينة حلب ساهموا بهدايا عينية للعرسان منها مجموعة «كريّم» التي قدمت مجموعة أدوات كهربائية لكل العرسان، وأحد تجار حلب الذي قدم «مانطو وماكياج» لزوجات العرسان.

وفي النهاية قدم السيد محمد سواس الشكر لكلّ من «المجمع الخيري الإسلامي» الذي استضاف العرس الجماعي ، ومنظمة «الهلال الأحمر العربي السوري» التي ساهمت بعملية التنظيم.

ومن الجدير ذكره أنّ مجموعة «دعوة خير» قامت خلال الأسبوع الماضي بتنظيم عرس جماعي آخر مخصصاً لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث شمل تزويج 12 عريساً من ذوي احتياجات خاصة مختلفة بنفس الدعم الذي تم مساء اليوم في هذا العرس.

أحمد البيطار

اكتشف سورية