الحمام العربي (حمام منجك) في بصرى

يقع قبالة الجامع العمري في بصرى. بناه منجك اليوسفي  وكان نائب السلطان المملوكي الأشرف شعبان، الذي حكم خلال الفترة من 764هـ/1363م حتى 778هـ/1376م في سورية، وافتتح عام 773هـ/1372م. وقد نقش هذا التأريخ على لوح حجري مع شعار منجك ثم نُزع من الحمّام فيما بعد، واستعمل في بناء آخر. مساحة الحمّام 15× 45م، وهندسته دمشقية.

يتألف البناء من جناح الاستقبال والحمّام وغرف الخدمات. توجد غرفتان كمدخل، وممر يقود إلى المرحاض، وغرفة الاستقبال، التي تتألف من صالة واسعة لها قبة، في وسطها حوض ماء. حول الغرفة من الداخل توجد مصطبة فيها 31 تجويفاً لحفظ الملابس، مساحة هذا الجناح 15×15م. يوجد باب في غرفة الاستقبال يقود إلى الحمّام. ويبدأ بغرفة كان فيها نوافير ماء. وفيها باب يؤدي إلى غرفة ذات عشرة أضلاع، تحتوي على ستة أماكن للاستحمام، يتفرع منها مكانان للاستحمام الشخصي. شمال هذه الغرفة توجد أخرى مستطيلة فيها ستة أماكن للاستحمام وأربعة أخرى في زواياها القطرية.

جميع هذه الغرف كانت مغطاة بأسقف معقودة من الحجر الأسود الخفيف، أما جدرانها فكانت مكسية بالجص، الإضاءة كانت عبر فتحات زجاجية متوضّعة في القباب.

استخدمت الحجارة البيضاء الكلسية ابتداءً من الأرض فالمصطبة حتى بداية القبة. وكان التباين بين اللون الأبيض ولون الحجارة البازلتية السوداء جميلاً ومؤثراً.

القسم الشمالي من مبنى الحمّام فيه غرف الخدمات ولها مدخل واحد على الشارع الرئيسي. وتتألف غرف الخدمات من الفرن، الذي أُقيم في باطن الأرض، ومستودع الماء البارد، في الزاوية الشمالية الشرقية، ومستودع أكبر للماء الساخن، وأماكن للتخزين. ويتم توزيع الماء البارد والساخن على أقسام الحمّام عبر شبكة من الأنابيب الفخارية المزدوجة. وتوجد أنابيب للماء البارد منفصلة تؤدي إلى النوافير، وإلى المرحاض.
تحت الأرضية توجد ممرات لنقل دخان الفرن الساخن إلى المدخنة في غرفة الاستقبال وذلك للتدفئة. أرضية الحمّام كانت مغطاة بأحجار ملونة، وقطع رخامية فسيفسائية، وجُعلت مائلة قليلاً لتصريف الماء منها عبر قنوات تجمعها لتصبها في مجاري المدينة المالحة.

فاطمة جود الله

سورية نبع الحضارات