فيروز كبيرة وما بتعرف بلعب الصغار

فيروز..
أرجوكِ لا تحزني، فإنهم لا يعلمون ما يفعلون..

صوتكِ يا سيدتي جعلنا نغضب للقدس العتيقة، ونحنُّ لشوارعها القديمة..
صوتكِ أخذنا إلى مكة وأهلها الطيبَ..
صوتكِ علمنا الصلاة والحب وفرح القيامة..

سيدتي..
أرجوكِ لا تحزني فأنتِ أغلى من أسوارة العروس، ومن ذهب أيلول..

أنتِ أغلى وأعلى وأحلى..

فيروز..
اعتدنا بهذا الزمن على تشويه كل شيء..
أَلْهتْنا متاهات الدنيا عن كل شيء، إلى أن ضاعت بيترا الصغيرة..


فيروز..
يا ألماسة التاج،
وأيقونة القلوب،
وفرح العشاق،
وثورة المقاومين..

فيروز يا عبق الياسمين وزهر الليمون..
يا أنشودة الصباح.. وفرح ريما التي لا تنام..

فيروز يا تراب الجنوب، وجبل الشيخ..
وشام يا ذا السيف لم يغبِ..

أرجوك.. لا تحزني
اغفري لنا يا سيدتي.. فنحن بالحقيقة صغارٌ..
اغفري لنا حساباتنا، وأرقامنا، ودفاتر شيكاتنا، وأرصدتنا،


فنحن غارقون بمشاكل الميراث..


أما أنتِ يا سيدتي، فلتبقي مع طير الوروار..
مع طيارة من ورق وخيطان..
مع كوخنا الصغير..
مع العريشة والفل والزنبق..

اتركينا يا سيدتي نتنعم بنقودنا، وتجميع ثرواتنا، وإدارة أعمالنا، وضبط حساباتنا..
ولتبقي يا سيدتي مع شمس المساكين..
مع الساكن بالعالي..
مع الطير اللي طاير على حدود السما..
مع محبة جبران..

إن صمتكِ محبة..
صوتكِ محبة..
حياتكِ كلها محبة..

وحزننا نحن اليوم على أنفسنا مما فعلت أيدينا بكِ هو أيضاً محبة..

أ. سلامة

اكتشف سورية