الأبواب في حلب

أهم الأبواب:
باب قنسرين:

سُمي كذلك لأنه يؤدي إلى بلدة قنسرين أي العيس حالياً وتبعد 25كم جنوب غرب حلب. وكانت عاصمة الولاية قبل الإسلام، وفي القرون الأولى بعد الإسلام، كما كانت مقر الجيش والدفاع.
ربما بناه سيف الدولة الحمداني لأن اسمه مذكور على أحد عوارض الباب. جدّده الناصر يوسف الثاني عام 654هـ/1256م قبل دخول هولاكو عام 1260م، ودعّمه بأبراج، وأصبح مثل القلعة، وهو الباب الذي دخل منه هولاكو إلى المدينة. رمّمه السلطان المؤيد شيخ عام 818هـ/1415م حسب كتابة عليه. كذلك رمّمه قانصوه الغوري حسب كتابة أخرى.
وكان الباب أشبه بحصن دفاعي. لمدخله فتحة تسمح بإنزال شبك حديدي، كأبواب القرون الوسطى. في البرج الشرقي، مرامي للسهام، ثم بابان آخران، فالباب الرابع المؤدي إلى المدينة، وكان فيه أبراج، وطواحين، وفرن، وجرار للزيت، وصهاريج للماء، أشبه ما يكون بقلعة صغيرة.
باب أنطاكية:
هو الباب الرئيسي في السور الغربي للمدينة. ويؤدي إلى أنطاكية. دخل منه العرب المسلمون في عام 16هـ/637م يتألف الباب من برجين، قام الباب بينهما، وبُني بأحجار ضخمة.
على جداره الداخلي بين البرجين كتابة تذكرالحاكم بأمر الله ولم يذكر التاريخ، وربما كان بين 1016 و1018م. كان عزيز الدولة فاتك حاكماً للمدينة وللقلعة. فثار ضد الحاكم بأمر الله وأعلن استقلاله عنه، ولكنه قُتل في سريره في قلعة حلب عام 1022م. من قبل غلام هندي، بتحريض من بدر أبو النجم أحد مماليك بنجوكتين. مولى العزيز صاحب مصر.
ومنذ ذلك الحين أخذ الخليفة الظاهر وابنه المستنصر) بالقاهرة يسمون حاكماً لقلعة حلب، وآخر للمدينة لتجنب إعادة الكرة.
جُدّد الباب أيام السلطان برقوق وابنه فرج ويؤرخ ذلك كتابة في أعلى نجفة مدخل الباب، في عام 792هـ/1389م.
وهناك كتابة أخرىأسفل نجفة المدخل تذكر ترميم الأشرف السيفي دقماق للباب بتاريخ 1402، وإلى جانبي الكتابة رنكان شعاران مملوكيان. وعلى البرج الأيمن أسفل الإفريز العلوي، أي واجهة مدخل الباب، توجد كتابة طويلة تؤرخ تجديداً للسلطان المؤيد أبو النصر شيخ وتاريخ 1423م.
وكان هناك كلة معدنية في سقف باب أنطاكية من الداخل تُنسب إلى الشيخ معروف الذي كان فدائياً أيام الصليبيين، ودُفن في المدرسة الشاذبختية في سوق الزرب.
جنوب الباب وعلى مسافة 25م يوجد برج صغير، عليه كتابة تؤرخ بناءه بعام 1489م بأمر من الحاكم بأمر الله. وهناك برج آخر أيضاً جنوب الباب، مبني بحجارة ضخمة، عليه كتابة تؤرخ البناء وبانيه، وهو السلطان أحمد الأول العثماني. وبرج شمال الباب على بعد 50م. الطابق العلوي منه بناه المؤيد شيخ. والسفلي أقدم من عصر الملك الناصر يوسف الثاني الأيوبي. فيه نقش أسدين للزينة، وفيه مرامي للسهام، وفتحات للسوائل المغلية.
باب النيرب:
يقع شرق حلب. سُمي بذلك الاسم لأنه يؤدي إلى قرية النيرب القريبة، والتي وُجدت فيها تماثيل من الألف الأول قبل الميلاد، ويقع شرق حلب.
باب النصر أو باب اليهود:
سُمي كذلك لأنه يطل على مقابر اليهود، خارج الأسوار. وهو أيوبي بُني في بداية القرن 13. هدمه وأعاد بناءه الظاهر غازي، وعليه كتابة تؤرخ ذلك. لم يبقَ منه إلا برجان مهدمان.
باب المقام أو باب النفيس أو باب دمشق:
بُني مع السور الخارجي في القرن الثاني عشر على طول خندق الروم، في عهد الظاهر غازي. أي في القرن الثاني عشر. وأنهى البناء ابنه الملك العزيز محمد. سُمي باب المقام لأنه يؤدي إلى مقام إبراهيم الخليل أي مقام الصالحين، جنوب حلب.
وسُمي باب النفيس نسبة إلى اسم متولي الأمر في ذلك العهد. وعليه كتابة تؤرخ ترميمه بعهد أبو النصر بارسباي. وتمت عمارته بعهد قايتباي.
برجه الشرقي بحالة جيدة. وعليه من جهة الجنوب كتابة تؤرخ تجديده في عهد قايتباي (1493م). وعلى جانبي الكتابة رنكان (شعاران) دائريان فيهما كتابة. وفيه فتحتان للسهام.
وباب المقام يتألف من ثلاثة مداخل، الأوسط ضعف الجانبيين، ويختلف بهذا عن جميع أبواب حلب التي كانت للدفاع، ولها مدخل واحد جانبي في الضلع الضيق من البرج، وفوقه ممر معقود. وذلك لمنع اقتحامه بجذع (رأس الخروف)، السلاح الهجومي المستعمل في ذلك الوقت. يقود هذا الباب مباشرة إلى داخل المدينة. بينما تحتاج الأبواب الأخرى للانحراف يميناً قبل دخول المدينة. يقع بالقرب منه ضريح خاير بك.
باب الأحمر أو باب خندق بالوج:
بُني أيام السلطان عزيز محمد في القرن الثاني عشر. ورُمم أيام قانصوه الغوري في 920/1514م. وقد اندثر الباب بكامله.
باب الجنان:
يقود إلى الجنائن خارج المدينة حول نهر قويق. لم يبق منه إلا البرج الجنوبي. وعليه كتابة تؤرخه 918هـ/1512م من أيام قانصوه الغوري. أسلوب البناء يشبه أسلوب بناء باب الفرج في حلب، وعلى الباب رنك (شعار) دائري للسلطان قانصوه الغوري.
باب الفرج، أو باب العبارة:
بناه الظاهر غازي، أُغلق بعد موته ولم يُفتح إلا أيام حفيده الناصر يوسف الثاني. وكان هناك بابان في حلب باسم الفرج واحد قرب حمّام النصر وقد خرّبه الظاهر غازي واختفت آثاره. والثاني بين باب النصر في حلب وباب الجنان. وكان يسمى باب العبارة ثم صار اسمه باب الفرج في حلب.
هُدّم باب الفرج عام 1904 لتعريض الشارع. ولم يبقَ منه سوى برجه الجنوبي، وفيه فتحة لرمي السهام، على جانبها (رنكان) دائريان من أيام قايتباي، وهناك كتابة على الجدار الشمالي للبرج الجنوبي مؤلفة من سطر واحد، تؤرخ ترميم الباب من قبل قايتباي بعام 893هـ/1488م. وقد غطّت الكتابة شرفة لأنها بُنيت فوقها.
باب الحديد أو باب قناة (جيلان) أو باب بانقوسا:
وهو برج من طابقين، له فتحات لسكب السوائل الحارقة ومرامي للسهام. بناه السلطان الظاهر غازي فوق خندق الروم في القرن الثاني عشر.
سُمي باب الحديد لأن سوق الحدادين والأدوات الزراعية، كان قربه، رممه قانصوه الغوري عام 915هـ/1510م، حسب كتابة على يسار المدخل. وهناك ثلاثة رنوك مستديرة هي شعار المماليك. فيها كتابة عن قانصوه الغوري.
تهدّم البرج الشمالي فيه. وبقي الثاني، وهو من طابقين، فيه مرامي للسهام، وفتحات لسكب السوائل الحارقة.
وهناك أيضاً باب العراق، باب الصغير في حلب، باب دار العدل، باب الفرح، باب السعادة، باب السلام في حلب، باب الأربعين في حلب، باب العمارة في حلب.
لم يبقَ من كل هذه الأبواب إلا باب النصر، باب أنطاكية، باب المقام، باب الحديد، وباب قنسرين.

فاطمة جود الله

سورية نبع الحضارات