عرض أزياء مدهش لنتاج طلاب إسمود دمشق

في قصر العظم بدمشق

شهد قصر العظم بدمشق ليل الأحد 27 حزيران 2010، عرض أزياء لطلاب السنة الثالثة في معهد إسمود دمشق هم: لجين قرموز، جوليا غانم، عُلا أبو حليقة، أحمد جاتي، هبة قصار، محمد سعيد حمو، لينا عطري، ليتيتيا ناديا ركبي، رامي أبو غاوي، غياث أيوب، عبير سميد، مجد غلوريا الحموي، نبيل عيسى، ريزان كورمستو.

وإسمود دمشق هو أحد فروع جامعة إسمود الدولية للأزياء ومقرها باريس، وتعتبر جامعة إسمود الدولية أقدم مدرسة أكاديمية في العالم لتعليم تصميم وتفصيل الأزياء.

تأسست جامعة إسمود الدولية عام 1841 على يد المصمم الفرنسي الشهير ألكسي لافين الذي اخترع مجسم المرأة وشريط القياس المرن، وقد تجاوزت شهرة جامعة إسمود الدولية فرنسا إلى العالم كله بتميز مناهجها وأسلوبها في فن التفصيل والتصميم، ونتيجة لذلك ولتزايد الطلب على الدراسة فيها فقد بدأت في سبعينيات القرن العشرين بافتتاح فروع لها في العالم وصلت حتى 21 فرعاً اليوم.

تم افتتاح فرع إسمود في سورية عام 1995، وهو أول أكاديمية عالمية لتصميم الأزياء في سورية ومنطقة الشرق الأوسط. وخلال مسيرته التي بلغ عمرها 14 عاماً وصل عدد خريجيه إلى ما يزيد عن 400 أخصائي في مجال الأزياء ينتشرون في أهم وأكبر دور الأزياء داخل سورية وخارجها، كما شارك إسمود سورية في العديد من النشاطات ونال العديد من الجوائز المحلية والعالمية.

وشارك إسمود سورية في العديد من نشاطات المراكز الثقافية العربية والإسبانية والفرنسية والعديد من النشاطات العالمية منها:
- معرض الألبسة الجاهزة في سورية (موتكس).
- المهرجان الدولي في جمهورية باكستان (كراتشي بلد العروس)، 2005.
- المعرض الدولي الخامس للتعليم والتدريب (إيتكس) في دمشق وحلب واللاذقية، 2007.
- ورشة عمل مع المصممة الألمانية السورية الأصل ناديا أميرالاي، بالتعاون مع المركز الثقافي الألماني بدمشق (معهد غوته)، 2008.
- معرض الأعراس بدمشق.


السيدة ندى الأسد
مديرة إسمود سورية

وقد ألقت السيدة ندى الأسد - مديرة إسمود سورية - كلمة بمناسبة الحفل شكرت فيها الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة وراعي الاحتفال، ورحبت بالسيدة دومينيك بوالو ممثلة جامعة إسمود الدولية للأزياء في باريس، وبالحضور الرسمي وحضور الحفل، ومما جاء في كلمتها: «نحن في سورية، وبعد خمسة عشر عاماً من التأسيس والعمل الدؤوب، ما زال لدينا الكثير من الأحلام والطموحات التي نسعى لتحقيقها، ونرجو أن تشاركنا جهودنا مختلف الجهات الرسمية والخاصة لكي نتمكن من احتضان طاقات ومواهب شبابنا وإبداعاتهم، وخلق ظروف وفرص عملهم ونجاحهم، وذلك ما سيساعد حتماً في المحافظة على تراثنا العظيم وخصوصيتنا الحضارية والثقافية والارتقاء بصناعتنا الوطنية».

وهنأت السيدة ندى الأسد الخريجين قائلة: «إنها مواسم الحصاد والياسمين والورد الدمشقي، ومعها نقدم حصاد الدفعة الثالثة عشرة من خريجي إسمود الدولية الذين نتقدم إليهم بأجمل التهاني وأطيب الأمنيات بمستقبل زاهر وناجح».



جانب من حفل تخرج طلاب إسمود دمشق في قصر العظم

ثم ألقيت كلمة السيد ساتورو نينو – المدير العام لجامعة إسمود الدولية للأزياء في باريس – بالنيابة وجاء فيها: «إن إسمود دمشق واحدة من إحدى وعشرون مدرسة انتشرت اليوم في أربعة عشر بلداً حول العالم لمجموعة إسمود الدولية، ويستمد إسمود دمشق قوته من أصالة بلده وتاريخه، ومن عمل فريقه وعواطفهم».

وهنأ السيد نينو في كلمته الخريجين، وشكر الاختصاصيين والصناعيين السوريين الذين ساهموا في دعم إسمود دمشق، ودعا الحاضرين لمتابعة عمل مبدعي إسمود دمشق مع تخرج دفعة جديدة من طلاب إسمود سورية 2010.




السيدة ماريا جابر
مدرسة التصميم للسنة الثالثة
في إسمود دمشق

«اكتشف سورية» - الراعي الذهبي لهذا الحدث - تابع عرض الأزياء وحاور عدداً من أساتذة المعهد إضافة لبعض الطلاب الخريجين، وبداية مع السيدة ماريا جابر - مدرسة التصميم للسنة الثالثة – حيث تقول: «يتعلم الطالب قواعد التصميم منذ بداية دراسته الأكاديمية وصولاً للمرحلة الأخيرة التي أرى فيها مجالاً أكبر للإبداع، ففي السنة الثالثة والأخيرة يكون الطالب قد قطع شوطاً كبيراً من الدراسة الأكاديمية في تصميم الأزياء، ليصل لمرحلة مهمة يستطيع من خلالها التوقيع على تصاميمه الفنية».

وعن مستوى طلاب معهد إسمود دمشق مقارنة مع طلاب معاهد إسمود المنتشرة في مختلف أنحاء العالم تقول السيدة ماريا جابر: «لقد عدت منذ وقت قريب من الاجتماع الدولي لفروع إسمود العالمية المنعقد في تونس، وقد لاحظت من خلال البحث والوثائق أن مستوى الطالب السوري لا يقل أهمية عن مستوى طلاب إسمود في البلدان الأخرى. ففي سورية نمتلك من المؤهلات والمواهب العالمية الكثير لابتكار أفضل الأزياء العالمية، وقد شهدنا في الآونة الأخيرة اعتماد عدة شركات عالمية لتصميم الأزياء على المصمم السوري وخاصة من خريجي معهد إسمود دمشق. وما يؤسف له هو اتجاه البعض إلى بلد شقيق لتصميم أزيائهم».

وعن رأيها بطريقة تعاطي المجتمع السوري مع الموضة تضيف: «المجتمع السوري من أكثر المجتمعات العربية تقبلاً للموضة وأزيائها المختلفة، فمن شارع إلى آخر تلاحظ ذلك الخليط النادر من الألوان والأزياء التي ترتديها أجيال المجتمع السوري المختلفة. ليختلط عليك الأمر وتظن أنك في أوروبا، كما أنك تجد النقيض في اللباس في نفس الوقت وهذا يعود للعادات والتقاليد المختلفة بين شارع وآخر وحتى في الشارع نفسه».

ولدى سؤالنا إياها عن أن الكثير من الشعوب استوحت من تراثها تصاميم الأزياء وقدمته للعالم بطريقة جميلة فهل استطاع المصمم العربي الاستفادة من تراثه الشرقي؟ تقول: «المشكلة هي استخدام بعض المصممين للتراث الشرقي بشكله التقليدي والمجرد من غير إضافات إبداعية تضيف جمالاً خاصاً على جمال الزي التراثي. في هذا العرض توجد مصممتان هما لين قرموز وعُلا أبو حليقة خاضتا هذا المجال بطريقة جيدة».

يذكر أن ماريا جابر خريجة معهد إسمود دمشق عام 2001، حاصلة على الجائزة الأولى في التصميم، عملت 4 سنوات في تصميم الأزياء في المسرح والتلفزيون والسينما، أكملت دراستها في بريطانيا في نفس المجال، كما عملت مع عدة شركات عالمية لتصميم الأزياء.




الأستاذ فراس الأنصاري

من جانبه يحدثنا الأستاذ فراس الأنصاري - مدرس مادة التفصيل في معهد إسمود دمشق - فيقول: «هنالك تطوير دائم في مناهجنا الدراسية تواكب آخر الدراسات العالمية، كما أننا نواكب آخر إبتكارات الموضة العالمية ونقوم بتدريسها لطلاب إسمود دمشق».

ويضيف: «في هذا العرض يوجد اختلاف وتنوع كبير للمواضيع المطروحة التي اعتمدها الطلاب من خلال الأفكار والقماش المستعمل وطريقة الخياطة كل هذه الأمور جعلتنا أمام مصممين سيكون لهم اسم كبير في عالم الأزياء العالمية».

وعن دور الإعلام في تسليط الضوء على حركة تطور تصميم الأزياء في سورية يقول: «بدأ الإعلام السوري يعي تطور حركة تصميم الأزياء في سورية كالمجلات والتحقيقات الصحفية، وما نتمناه زيادة الاهتمام الإعلامي في هذا الشأن لما له من دور كبير كداعم مهم لحركة تصميم الأزياء في سورية».

وسألناه عن رأيه في أن هنالك دولاً مجاورة استثمرت ملايين الدولارات في مجال تصميم الأزياء، فقال: «يجب أن نستفيد من تجربة هذه الدول وخاصة أننا نمتلك جميع المقومات لازدهار هذه الصناعة، فمن خلال تجوالي ومتابعتي لعروض الأزياء، أقف عند التجربة التركية التي يعتمد جزء كبير من اقتصادها على النسيج والأزياء، وما أتمناه هو أن نسير على نفس هذه الخطى من خلال الدعم الحقيقي لهذا القطاع وفتح باب التصدير وتقديم التسهيلات اللازمة من خلال استيراد أفضل الآلات النسيجية في العالم».




أحمد جاتي

كما التقينا عدداً من الطلاب ومنهم الطالب الخريج أحمد جاتي من قسم تفصيل الأزياء الذي يقول لـ «اكتشف سورية»: «لقد كانت ثلاث سنوات مليئة بالعمل المستمر تحت إشراف مدرسين محترفين في معهد إسمود دمشق المنفرد بمستواه الأكاديمي في سورية، فمن خلال دراستنا الأكاديمية في معهد إسمود تبلورت لدينا مفاتيح هذه المهنة، فكان لكل منا طريقته في التعبير عن أفكاره وإبداعاته الفنية، بالنسبة لي استوحيت من فكرة التلوث والتصحر مادة لصنع أزياء تحاكي هذه الفكرة بواسطة إدخال اللون الرمادي بتدرجاته اللونية على خامة الجينز التي اعتمدتها لهذه الأزياء».




محمد سعيد حمو

من جانبه يؤكد المصمم محمد سعيد حمو على أهمية الدراسة الأكاديمية التي التحق بها في معهد إسمود دمشق، ساعياً وراء حلم الطفولة بدراسة هذا الفن، ويشير خلال حديثه معنا بحصوله على جائزة الطالب المثالي فيقول: «لقد حصلت منذ سنتي الأولى على جائزة أفضل طالب مثالي وهي المرة الأولى التي يحصل عليها طالب في سنته الأولى، وهذا يعود لمثابرتي في تقديم الأفضل في مجال التفصيل، ولا بد من الإشارة إلى دور معهد إسمود دمشق في صقل موهبتي وتوجيهها نحو الطريق الصحيح».

ويردف حمو قائلاً: «أتعاون في هذه التجربة مع المصمم غياث أيوب ومشروعه القائم على فكرة الجليد وتوظيفها في عالم الأزياء، إضافة لتعاوني مع المصممة لينا المصري وعملها المستوحى من الأسطورة».




جوليا غانم

وعن الحرية التي تتمتع بها المصممة جوليا غانم في تنفيذ ابتكاراتها كونها المصممة والمنفذة لعملها تقول: «هذا يعود لدراستي في قسم التصميم والتفصيل في معهد إسمود، فقد أشرفت على جميع الخطوات والتفاصيل الصغيرة منها والكبيرة وذلك للتوصل إلى أفضل تصميم أريده. في هذه التجربة أقدم ستة فساتين بأحجام مختلفة تتناسب مع جميع الأذواق، مستوحية من فكرة الكرنفال بألوانه المختلفة والمبهرة إضافة للتعريقات في بعض الفساتين».

وعن خياراتها المستقبلية بعد التخرج تضيف: «ستتعدد الخيارات المستقبلية للمهنة التي أحب بين افتتاح ماركة خاصة بي أو العمل مع إحدى الشركات العالمية المتواجدة في سورية».




ليتيتيا ناديا ركبي

وعن اختيارها لدراسة تصميم الأزياء في سورية تقول المصممة الفرنسية ليتيتيا ناديا ركبي في حديثها مع «اكتشف سورية»: «إن انتمائي لعائلة أحد قطبيها سوري، وفر لي فرصة للدراسة في هذا البلد الذي أعتبره بلدي، لقد كانت دراستي هنا في دمشق مثيرة للغاية وخاصة أن سورية تعطي للمصمم أفكاراً كثيرة ومتنوعة خاصة بوجود عادات وتقاليد متباينة تنعكس على الزي الشعبي والتراثي لهذا البلد الغني بتراثه. في تصاميمي التي أقدمها هنا تستطيع أن تشاهد تأثيراً خفياً للنحات الذي بداخلي. وهي عملية خلق شكل جيد للمرأة عبر الاستفادة من التماثيل النحتية البرونزية وتوظيفها في عالم الأزياء بشكل عصري ومريح».





لينا عطري

وعن نتاجها الفني في تصميم الأزياء بعد دراسة 3 سنوات في معهد إسمود دمشق تقول المصممة لينا عطري: «إنها ثلاث سنوات مرت بسرعة استفدت من خلالها بشكل كبير، وخاصة في طريقة التعاطي مع عالم تصميم الأزياء، لقد دخلت إلى عالم أكاديمي محترف فتح لي الباب واسعاً لعملي في المستقبل. لذا فأنا سعيدة جداً بتخرجي من هذا المعهد وما اكتنزته من خبرة نظرية وعملية في نفس الوقت».




نبيل عيسى

وعن تصميماته التي اتسمت ببعض القسوة يقول المصمم نبيل عيسى: «انطلقت من فكرة المستذئبين التي وردت في الكثير من الأفلام الأجنبية، لذا اعتمدت على تقديم هذه الحالة من خلال تصاميمي، ومحاكاة السرد القصصي لهذه الأفلام عبر مسرحة الحالة التي ستخرج بها عارضة الأزياء، كما اعتمدت على الماكياج الذي يخدم فكرة الأزياء».

وعن دراسته الأكاديمية في معهد إسمود دمشق يضيف نبيل عيسى: «لقد استفدت كثيراً من معهد إسمود دمشق الذي يعتبر امتداداً لإسمود باريس فهو أقدم اسم لدراسة الأزياء في العالم، ولقد وفرت لي الدراسة الأكاديمية فرص عمل كثيرة وخيارات متعددة أهمها السفر لباريس ومتابعة الدراسة والعمل هناك».





ريزان كورمستو

من جانبه يحدثنا المصمم ريزان كورمستو فيقول: «سأقدم مجموعة من الأزياء بعنوان المنحنيات مستفيداً من مفهوم الهندسة والعمارة ودمجهما في عمل فني عبر كسر الزوايا بمنحنيات تناسب جسم المرأة. فهنالك الكثير من المصممين استوحوا من الهندسة والعمارة أفكاراً لتصاميمهم الفنية كما تابعت عمل بعض المهندسين الذي يعملون في مجالهم للاستفادة القصوى من هذه الدراسة لكي أتماشى مع جسد المرأة وإبراز أنوثته بطريقة جميلة وقد استخدمت ألواناً متدرجة في العمارة وهي الرمادي والأسود وتدرجاتهما المميزة».





لجين قرموز

ونهاية مع المصممة لجين قزموز التي تقول في حديثها لـ «اكتشف سورية»: «دخلت معهد إسمود دمشق لاهتمامي الكبير بالأزياء وتصميماتها المبهرة، فهنا في معهد إسمود وجدت الإمكانيات التي طورت أدواتي بوجود خبراء وأساتذة أكاديميين وفروا لنا جميع الظروف الموضوعية والأسس التي يعتمد عليها المصمم العالمي. وفي هذا العرض سأقدم ابتكاراتي التي تدور حول فكرة تدرج ألوان البشرة على اختلافها وما لها من جمال خاص يعكس خصوصية كل امرأة في هذا العالم، ولكن المادة الأساسية التي اعتمدتها في هذه التصاميم هي الجلد مع إدخال نقش شرقي يعبر عن انتمائي لهذه المنطقة التي أحبها من العالم وهي سورية».

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية