المعرض الأول للفن الواقعي 2010 في مجمع دمر الثقافي

برعاية وزارة الثقافة اُفتتح في مجمع دمر الثقافي بدمشق المعرض الأول للفن الواقعي 2010، وذلك مساء يوم الإثنين 24 أيار 2010، شارك في المعرض كلٌ من الدكتور عبد المنان شما، عبد الله أبو عسلي، سلام بلان، عصام الشاطر، منصور حناوي، عبد السلام عبد الله، بالإضافة إلى أعمال الفنان الراحل رشاد مصطفى.


الدكتور عبد المنان شما

«اكتشف سورية» حضر افتتاح المعرض وحاور العديد من الفنانين فكان لقاؤنا الأول مع الدكتور عبد المنان شما صاحب التجربة الغنية والمميزة في تاريخ الفن التشكيلي السوري على امتدادها الطويل حيث يقول: «المعرض وبكل تجرد مميز جديد، وذلك لتخصص الأعمال التي تتجه نحو المدرسة الواقعية، هنالك اختلاف في طريقة طرح المواضيع من خلال أعمال الفنانين المشاركين على اختلاف أجيالهم، إضافة لتميز أعمالهم المتجهة نحو البيئة المحلية والمتنوعة، لذا فإن ما أشاهده هو عوالم مختلفة ومميزة في أعمالهم التشكيلية فلكل منهم طريقته الخاصة في الطرح والمعالجة اللونية».

وعن الواقعية بين الأمس والحاضر يقول: «الخط البياني لهذه المدرسة متعرج وهذا يعود لاختلاف تجربة الفنانين التشكيليين في معالجتهم لمواضيع لوحاتهم التشكيلية، فمنهم من كان ملتزماً بأدق التفاصيل، ومنهم من اكتفى بنظرة شمولية لما يراه، إضافة لما شكلته المدرسة الواقعية من حوارات ساخنة حول جدوى هذه المدرسة التي أطلق عليها البعض بالمدرسة التسجيلية».

التشكيلي عصام الشاطر

وفي لقاء مع الفنان التشكيلي عصام الشاطر والمشارك بـ 11 عملاً تشكيلياً يقول: «الواقعي أوما يعرف بالواقعية الجديدة هي استمرار لمرحلة سابقة من مراحل الفن التشكيلي، ولكن هذا الاتجاه لم يأخذ حقه بما يكفي من التجارب التشكيلية السورية، لذا جاء عملنا في هذا المعرض نتيجة لمحاولات ودراسات كثيرة سعياً لتقديم فن واقعي مختلف وجديد، من خلال التقنية ولعبة الضوء والتكوين وبنية اللوحة بشكل عام، بحيث نصل من خلالها إلى ما يسمى الواقعية السورية الجديدة. في بعض الأعمال دمجت بين المدرسة الواقعية والتجريدية بنماذج واقعية على خلفيات تجريدية عبر ربطها باللون والخط وبنية التكوين».

ويضيف التشكيلي عصام الشاطر فيقول: «قدمت في هذا المعرض مفردات من جبل العرب، مستعيناً بمفرداته التراثية، فأنا مع توجه الفنان نحو بيئته المحلية في عمله التشكيلي، مبتعداً عن المفردات الغربية أو الخارجية».

التشكيلي عبد الله أبو عسلي

من جانبه يحدثنا الفنان التشكيلي عبد الله أبو عسلي عن تجربته التشكيلية: «أشارك بثمانية أعمالٍ تشكيلية، تنحو نحو الواقعية الجديدة، عبر محاكاة البيئة المحلية لسورية وطبيعتها المميزة، فانطلقت من البيئة المحلية لمدينة السويداء ماراً بما تحويه مدينتا اللاذقية وطرطوس من مفردات جميلة، إضافة لاستخدامي لبعض التكوينات الأخرى بتقنية خاصة عبر المزاوجة اللونية ما بين تلك المفردات الطبيعية التي تحقق سعادة الإنسان».

وعن ميزة المدرسة الواقعية التي خصها مع بعض الفنانين بمعرض خاص يقول: «تعتبر المدرسة الواقعية من أفضل المدارس التشكيلية التي تتفق عليها جميع شرائح المجتمع على اختلاف ثقافتهم البصرية، فكل منهم يرى العمل الواقعي بمنظوره الخاص».

التشكيلي عبد السلام عبد الله

من جهته يقول الفنان عبد السلام عبد الله المشارك في المعرض الأول للفن الواقعي 2010: «دائماً ما أقول أن الجزء يصب في الكل، فمن الجميل أن نرى الواقعية والسريالية والتجريدية وكافة مدارس الفن التشكيلي في التجربة التشكيلية السورية. بالنسبة لي أعمل بشكل دائم في فضاء المدرسة الانطباعية، وقد كُرمت بصنع خمسة طوابع بريدية سورية بالتعاون مع كل من المؤسسة العامة للبريد ونقابة الفنانين، بالعموم أنا مع جميع المدارس التشكيلية على اختلاف توجهها، وكلنا كفنانين تشكيليين سوريين نسعى لنهوض الخط البياني للحركة التشكيلية السورية من خلال تنوع تجاربنا المختلفة والمتنوعة. هذا المعرض هو مفردة من مفردات التشكيل السوري، وهي الواقعية بشكلها المكثف عبر هذه الأعمال والتي تفرد كل فنان بطريقته الخاصة في حياكة لعمله التشكيلي كرسالة بصرية تعتمد على فهم وثقافة الفنان نفسه».

وعن رأيه يحدثنا الفنان التشكيلي خير الله شيخ سليم الزائر للمعرض الأول للفن الواقعي 2010: «يأتي تميز هذا المعرض بأجياله المختلفة، وخاصة بما نراه من امتداد لتجربة الرواد السوريين عبر أعمال من لحقهم من فنانينا الشباب. فقد سبق هذا المعرض حالة من الركود بما يسمى المدرسة الواقعية، ولكننا نعود إلى هذه المدرسة بقوة كبيرة عبر مشاهدة هذه الأعمال ذات المستوى العالي من الحرفية التشكيلية. هذا المعرض يشكل ظاهرة جديدة ومميزة على صعيد التشكيل السوري لغناه الخاص بأعمال المدرسة الواقعية السورية».

الفنانون المشاركون في سطور:

- رشاد مصطفى:
ولد في دمشق عام 1911، وتوفي عام 1995، درس التصوير على يد أستاذه الفنان توفيق طارق، منح وسام الاستحقاق السوري عام 1981.

- الدكتور عبد المنان شما:
درس التصوير الجداري في موسكو ونال درجة الدكتوراه في علوم الفن، أستاذ في كلية الفنون الجميلة، وعميد لها في وقت سابق، أقام عدداً كبيراً من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية، عضو لجنة التحكيم الدولية للبينالي السابع للفنون الآسيوية والأسترالية في داكا – بنغلادش. في عام 2002 شارك في الملتقى العالمي الفني الذي أقيم في معتقل الخيام جنوب لبنان دعماً للمقاومة اللبنانية، وكذلك في سيمبوزيوم عاليه وإهدن في لبنان.

- الفنان عبد السلام عبد الله:
خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1985، أستاذ في معهد التقانة للفنون التطبيقية بدمشق، محاضر في جامعة دمشق كلية التربية، محاضر في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، قسم سينوغرافيا. أقام الكثير من المعرض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية، وحائز على عدة جوائز وشهادات تقدير.

- الفنان عبد الله أبو عسلي:
خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق – تصوير زيتي للعام 1968. أقام عدة معارض فردية في دمشق وعمان، كما شارك في معارض جماعية داخل وخارج سورية.

- الفنان سامر بلان:
خريج جامعة الثقافة البلاروسية ( فن ديكور)، حائز على ماجستير الفنون الجميلة، أقام 23 معرضاً فردياً داخل وخارج سورية، رئيس قسم المعارض في السويداء.

- الفنان عصام الشاطر:
خريج كلية الفنون الجميلة قسم الرسم والتصوير 1989، حائز على جائزة مسابقة دمشق القديمة 1989، مدرس الرسم والتصوير في مركز الفنون التشكيلية في السويداء، وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية.

- الفنان منصور حناوي:
خريج كلية الفنون الجميلة 1989، محاضر في كلية الفنون منذ عام 1997، له العديد من المشاركات الفردية والجماعية داخل وخارج سورية.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية