الإبداع حالة متميزة من النشاط البشري و الناتج الإبداعي سواء أكان لوحة أو تمثالاً أو قصيدة أو مقطوعة موسيقية. هو ناتج تلك الحالة ولكن ماذا سيحدث لو فكر المرء في إنتاج بعض النواتج الإبداعية الجديدة بوسائل و أساليب غير مألوفة على العموم ولكنها تقوم كغيرها من الوسائل على الاتصال والتخاطب، مع أن اللغة التي يخاطب بها فصيح كيسو المتلقي ليست غامضة، ولكنها ليست عملية واحدة منعزلة بل هي مزيج من العمليات النفسية المتفاعلة فيما بينها، وأظن أن فصيح نجح في تنظيم مجموعة من النشاطات المتباينة للوصول إلى غاية محددة وهي حقيقة تأثير التقانة والثقافة المعاصرة على الإنسان والمسائل الجدلية الملحة مثل الحب والكراهية، والشرق والغرب، والانتماء واللا انتماء، وغيرها من المسائل التي تخاطب الوجدان العربي وترصد حياة العرب والمسلمين في المهجر، خاصة في مبلورن (أستراليا) ونيويورك القرن الواحد والعشرين، في عالم أثقلته الحروب والسياسات التي تبنت فكرة الفوضى.
ابتعد فصيح عن المباشرة في التعبير لتكون أعماله فنية بجدارة، وليست تقارير سياسية أو مضامين إخبارية لأوضاع دولية معروفة، وهذا الأمر أعطى أعمال فصيح بعداً فنياً قابلاً للديمومة، فمن خلال حيواناته الأليفة والصور الشخصية لعائلة الفنان وسمكة طازجة وغيرها من الأعمال استطاع فصيح أن يرصد الواقع بلغة تعبيرية خاصة وأنه يستخدم التقنية ضد ذاتها ويجعل منها مادة تعبيرية في الوقت الذي كانت فيه سبباً لتغييب الإنسان وتهميشه.
كولوس سليمان - الحسكة
اكتشف سورية