يا صباح الرعد، مسرحية أبطالها الأطفال

«يا صباح الرعد»، تجربة مسرحية أبطالها أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم الثالثة عشرة أحبوا أن يقدموا لمحة عما يشعر به أطفال مدينة غزة عن طريق تقديم مسرحية قصيرة المدة كبيرة الهدف وذات أبعاد إنسانية أو كما تقول الطفلة فاطمة دحدوح ذات العشر سنوات المشاركة في المسرحية: «أنا أعيش في هذه المسرحية حياة فلسطينية وأفكر كما يفكر الأطفال في غزة».

أربع لوحات خلال35 دقيقة أداها ما يقارب 45 طفلاً وطفلة، في فكرة يقول عنها الشاب باسل خراط المسؤول عن المسرحية وأحد متطوعي مجموعة «شباب ساعد» التي خططت وأعدت للمسرحية: «الفكرة انطلقت منذ أيام العدوان على غزة العام الماضي وتحديداً بعد فترة العدوان بوقت قصير، آنذاك كنا نرى كيف أن الناس كانت خلال العدوان غاضبة وتريد عمل ردة فعل ما، ومن ثم بعد الأزمة بفترة يعود الناس لروتين حياتهم، ويمر موضوع الأزمة مرور الكرام».

هذا الأمر دفع به وببقية مجموعة «شباب ساعد» للقيام بهذه المسرحية انطلاقاً من فكرة مفادها: «أردنا إرسال رسالة للأهالي مفادها أن علينا زرع فكرة أن هذه الأرض هي لنا، وأننا سنعيدها يوماً وأنها يجب أن تبقى في أذهاننا دوماً. أبطال المسرحية هم أولاد حلبيون رأوا الكثير وعاشوا الكثير وسمعوا الكثير ما جعلهم يقررون تقديم مسرحية تعبر عن واقع أطفال غزة برأيهم. أما المسرحية، فهي عبارة عن مشاهد مختلفة منها مشهد لمدرسة ومشهد لعرس فلسطيني تقليدي، وآخر لأولاد يلعبون في حارة، وأخيراً هناك ارتجالية معينة يقوم بها الأولاد تحت عنوان استيقظوا. عدد الأطفال المشاركين كان 45 طفلاً منهم 11 طفلاً من حلب يقومون بتمثيل المشاهد التي ذكرتها والباقي هم أطفال فرقة الدبكة والفلكلور الفلسطيني الذين يقدمون مشهد العرس الفلسطيني التقليدي».

أما عن «شباب ساعد» فهم شباب متطوعون يعلمون تحت لواء جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي، كان مشروعهم الأول هو مشروع «ساعد ولو بحبة» القائم على جمع أدوية وتقديمها إلى الفقراء، إضافة إلى عدد من المشاريع الخيرية والإنسانية الأخرى. أما حالياً فقد قرر هؤلاء الشباب الاتجاه إلى الطفل عن طريق تقديم أفكار نافعة له بحيث يقوم هذا الطفل بأعمال مفيدة لبلاده عندما يكبر وذلك كما يقول لنا الشاب باسل.

صباح الخير.... بدأ القصف!
«صباح الخير... بدأ القصف! مساء الخير... بدأ القصف! تصبحون على خير ... بدأ القصف!». عبارة قالتها إحدى طفلات المسرحية بكلمات كانت واضحة المعنى والمغزى في هذا العمل الذي شارك فيه أيضاً بيت الذاكرة الفلسطيني حيث يقول لنا الأستاذ رامي سعيد رئيس بيت الذاكرة عن مشاركتهم في المسرحية: «ما دفعنا للمشاركة في هذه المسرحية هو دعم "شباب ساعد" وهم الشباب السوري الذي أحب تقديم شيء لغزة، ونحن ندعم أي جهة تقدم عملاً وطنياً لأي قضية عربية كانت. كانت مشاركتنا تدور حول تقديم عرس تقليدي فلسطيني بشكل مبسط في لوحة يقوم بها كل من الأطفال والطفلات التابعون لمؤسسة بيت الذاكرة».

و«بيت الذاكرة» كما يقول السيد رامي هي مؤسسة تأسست في عام 2005 من أهدافها إحياء الذاكرة والتراث الشعبي الفلسطيني ومن أهم أعمالها نشر ثقافة العودة حيث تقوم بمعارض سنوية واحتفالات مركزية في ذكرى النكبة وذكرى سقوط آخر قرية فلسطينية إضافة إلى قيامها بأفلام تسجيلية عن فلسطين.

أطفال أحبوا إطلاق صرخة، فكان أن قدموا عملاً كانوا هم أبطاله وأهدوه إلى الأبطال الحقيقيين، أطفال غزة.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية