على خشبة مسرح قطر الوطني، وبحضور وزيري الثقافة السوري والقطري ولفيف من الإعلاميين والمثقفين، وضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السوري في قطر بمناسبة إعلان الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، ألقت المهندسة ريم عبد الغني محاضرتها «حلم مقدسي»، بدأتها بشكر خاص لدولة قطر لكرم الضيافة وحسن الاستقبال، وخصت بالشكر الإعلاميين لما لهم من دور فاعل في نقل الحقيقة والمعلومة إلى أصقاع الدنيا.
قالت عبد الغني في بداية محاضرتها: «سأحدثكم عن القدس.. هل نبدأ الحكاية؟». وبلهجة من يعرف الجواب تلقائياً، قالت: «من منا لا يرغب في زيارة القدس؟ ما الذي جعلها حلماً بالنسبة لي؟ هل هي المرحلة الحرجة؟ هل لأنها كانت عاصمة الثقافة العربية؟». وتتابع: «إن هاجساً تملَّكني في زيارة القدس، فذهبت إلى عمان، وفكرت قائلة لنفسي: كيف أبتعد عن القدس كل هذا البعد وهي قريبة مني بعد بضع كيلومترات عن الحدود الأردنية؟».
ومع وصولها إلى القدس، تشرح عبد الغني انفعالاتها وأحاسيسها، مترافقة مع شرح هندسي معماري تاريخي دقيق لرحلتها المقدسية، وعن جدار الفصل العنصري الذي تصفه بأنه يصنع أكبرَ سجن في العالم. وعمَّا تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي، تقول عبد الغني: «يعملون على بناء أكبر عدد من الكُنُس اليهودية، وفي المنطقة الغربية من المدينة يبنون أبراجاً وأبنية حديثة. في اكتشاف أثري، ظهر معهم بيت الإمارة الأموية التي دمرها زلزال، فما كان منهم إلا أن أعادوا طمر هذه الآثار ليحولوا المكان إلى حديقة عامة».
وتنتهي زيارة عبد الغني للمدينة المقدسة، بعد جولة لكل معالمها وأوابدها الدينية المسيحية والإسلامية. أحسسنا أننا كنا فعلاً معها في زيارتها، لكننا اكتشفنا لاحقاً أنها كانت هي معنا، فقد كانت هذه الرحلة إلى القدس افتراضية لها أيضاً، وقد تناولتها على خلفيات معمارية وتاريخية لتلقي الضوء على ملامح واقعها الحالي بخصوصياته، ومشاكله، وحياة سكانه ومعاناتهم، وتنهي محاضرتها بصور جميلة عن القدس الشريف مصاحبة لصوت فيروز وهي تغني رائعتها عن القدس «زهرة المدائن».
أ. سلامة
تصوير: عبدالله رضا
الدوحة
اكتشف سورية