فيلم فوضى لعصام خليل: رؤية جماعية لسينما شبابية

على هامش فعاليات مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر، تمَّ عرض فيلم «فوضى» لعصام خليل، في عرض خاص مساء الاثنين 2 تشرين الثاني 2009 على مسرح القباني بدمشق.

تدور أحداث الفيلم حول قصة ثلاثة أصدقاء: شابين وفتاة، في مدينة اللاذقية، تقع بين أيديهم وبالصدفة قطعة أثرية نادرة ومسروقة من قِبل مهرِّب للآثار. وحيث أنهم لم يكونوا على دراية بأهمية هذه القطعة الأثرية، يدخلون في دوامة الصراع القائم بين عدة أطراف، حيث يتصارع الجميع للحصول عليها، وتهريبها إلى الخارج.

الفيلم من إخراج عصام خليل، وسيناريو محمد صهيوني وعصام خليل، أما المونتاج والموسيقى فهي لمحمد صهيوني. والممثلون هم: أحمد حسن، مجد جليكو، فرح شريتح، زياد خليل، كرم فتّاح، وغيرهم.

«اكتشف سورية» كان هناك وتابعنا أحداث الفيلم، ثم حاورنا المخرج عصام خليل الذي سألناه عن بداياته في الإخراج، فيقول: «كانت البداية بمحاولات إخراجية للأفلام القصيرة، لتتوج هذه المحاولات بمشاركتي في عام 2007 بمهرجان "كورتوميد" السينمائي في روما، حيث عرض فيلمي القصير "النفخة الاخيرة"، ونلت عنه جائزة المهرجان لأفضل مونتاج. كان الفيلم يعالج مشكلة التدخين إنما بأسلوب درامي جديد بعيد عن النصائح والإرشادات حول مضار التدخين، فيظهر في الفيلم شخص يراجع ذكرياته في ألبوم صوره وكيف كان التدخين سبباً في حرق كل تلك الذكريات. تمَّ الفيلم بتمويل من فرع الإتحاد الوطني لطلبة سورية في جامعة تشرين. في تلك الأثناء، تعرَّفتُ على محمد صهيوني وبدأ تعاوننا في المجال الفني. في البداية، كان هناك خوف من القيام بمشروع سينمائي طويل، ولكن التصميم على العمل هو ما دفعنا للقيام بهذه التجربة الجديدة على صعيد الصيغة الإخراجية التي تعتمد على الحركة والأكشن».

أما عن فيلم هذه الأمسية «فوضى»، فيحدثنا السيد خليل ويقول: «هذا الفيلم من إنتاج 2007، وقد كان عمادَه الأساسي التعاونُ بين مجموعة كبيرة جداً من الشباب السوري الذي دفع من جيبه الخاص لإنتاج هذا الفيلم، وبتمويل بسيط من أربع شركات خاصة. لذا فالفيلم مغامرة شبابية، وأعتقد أن العمل الفني يستحق هذه المغامرة لذلك كانت بداية الفيلم بعبارة "أن تنجز فيلماً سينمائياً ليس بالأمر السهل لكن الأمر يستحق المحاولة"». ويضيف خليل: «ثمَّ وفي عام 2008، حصلتُ على منحة من الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 لإنتاج فيلم "العدادون"، وهو من بطولة نضال سيجري. وقد وعُرض ضمن أفلام احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية. أما في الوقت الراهن، فأنا أعمل على إعادة مونتاج فيلم "العدادون" بطريقة جديدة ومختلفة».

أما عن مشاريعه المستقبلية، فيقول: «سنعمل قريباً على فيلم "الرهائن" وهو فيلم له علاقة بموضوع رهائن في بنك ما، بالإضافة لوجود سيناريو ندرسه عن قصة حب وآخر عن مشاكل الشباب».

أما كاتب السيناريو محمد صهيوني، فإنه يشير إلى أهمية دعم الشباب السوري في مختلف الأصعدة لما يملكه من طاقات كبيرة، فيقول: «في "فوضى"، نحن نُمثل الشباب السوري الذي يمتلك طاقات كبيرة، نريد أن نقول أننا نستطيع كشباب سوري أن نقدم الكثير وأن نخلق عوالم جديدة في المجال الفني. لقد شارك في الفيلم أكثر من 70 شاباً، بين ممثلين وكومبارس وتقنيين، بالإضافة إلى أشخاص كُثر فتحوا لنا بيوتهم وقدموا كل ما يلزم للوصول لخط النهاية».

وينهي السيد صهيوني حديثه بقوله: «ليس من المهم أن يكون الممثل خريجاً من المعهد العالي للفنون المسرحية ليتحقق شرط نجاح الفيلم السينمائي، فجميع الممثلين المشاركين في فيلمنا هم من الهواة، ممن وجدوا الدعم المعنوي من قِبل الإتحاد الوطني لطلبة سورية وعبر النادي السينمائي الطلابي، وبمساعدة خاصة من الأستاذ إبراهيم عبد الحميد، الذي قدَّم كل الدعم المعنوي من خلال التصاريح للتصوير في شوارع اللاذقية، وعمل على عرض الفيلم لمدة ثلاثة أيام في اللاذقية».

.

مازن عباس

اكتشف سورية