أسامة دياب في صالة أيام
اللوحة التي تحتفظ بثوب الانتظار

04/تشرين الأول/2009

افتتح مساء أمس السبت 3 تشرين الأول معرض التشكيلي أسامة دياب في غاليري أيام. وأسامة دياب تشكيلي فلسطيني الجنسية، سوري النشأة والمولد، وهو من مواليد عام 1977، تخرج من كلية الفنون الجميلة بـدمشق عام 2002، أسَرَتْهُ طفلة فلسطينية اسمها مريم، وكان حلم تلك الطفلة الكبير هو أن تستطيع الذهاب إلى المدرسة، وأن تلعب بلعبها دون أن يوقف انهمار الصواريخ وأزيز الرصاص لهوها الطفولي، التصقت مريم بكل أعمال أسامة في مرحلته الأولى، وربما تحولت إلى رمز لصيق من رموزه الكثيرة في مرحلته الجديدة التي يعرضها اليوم في أيام غاليري.

يأتي عرض أسامة دياب حاداً بانحرافه عن عرضه السابق الذي شغله الشكل الإنساني التعبيري بلغة تشكيلية تتمتع بكل الخصوصية، لصالح عرض لا أعتقد أنها تصح عليه تسمية الرسم الطفلي الحر، كون المقترحات التشكيلية بمواضيعها المركبة ليس شأناً طفولياً بل عاماً وإنسانياً بامتياز، كما أن بساطتها التشريحية ظاهرياً تخفي الكثير من التعقيدات القابلة للتفكيك والتحليل بأكثر من اتجاه، إلا أن الأبرز في أعمال أسامة دياب هي وقفاته مع كتابة الكلمات كمفاهيم تحمل بعض الدلالات الحياتية أو الأخلاقية لتعيق أو توجه الحراك البصري الحر على سطوح لوحاته، ومنها كلمات مثل: كذب، حب، ليش، مازوت..الخ.

وبالإضافة إلى ذلك نجد الكثير من الرموز، مثل العيون والقلوب والفراشات وبعض الخربشات الطفولية الأولى، ليرصد في النهاية مواضيع معاشة لها علاقة بالأزمات الاقتصادية وانعكاساتها محلياً كأزمة المازوت وعلاقة هذه الأزمة بالمعيار الأخلاقي الذي أصبح على المحك وصولاً إلى العواطف المتأثرة بالمناخات الاجتماعية أو السياسية أو الإقليمية، ما يدفع بالإنسان إلى الخروج من ثوبه، وليس الثوب الموشى بالكوفية الفلسطينية إلا استعارة لجسد لا بد وأن يعود إلى هذا الثوب. أسامة يبحر بأشكاله الغرائبية إلى عوالم المتلقي ومقترباً إلى حدود كبيرة من الفن الشعبي بعصرنة قد نتفق أو نختلف حولها، ولكن اللوحة تبقى مقصداً لإثارة الخيال.


عمار حسن
اكتشف سورية