الفنانة السورية سوزان حداد تتألق في الآرت هاوس
أداء جميل للغناء العربي بمرافقة البيانو

20/آب/2009

شهد غاليري آرت هاوس مساء الأربعاء 19 آب 2009 حفلة نوعية للمغنية الأوبرالية السورية سوزان حداد، حيث خصصت هذه الأمسية للغناء العربي بمرافقة البيانيست اللبناني إيلي براك.

وباعتقادي أنه لا يجب على أحد أن يغامر بأداء كلاسيكيات الغناء العربي بدون آلات الموسيقى العربية المتعددة، حتى لا تظهر الثغرات التي يمكن أن يقع فيها المغني أثناء أداء هذا الغناء الصعب، إلا أن سوزان حداد خاطرت بالقيام بهذه الرحلة لثقتها بصوتها وغنت بمرافقة آلة موسيقية بعيدة كل البعد عن الآلات الشرقية، فكان ذلك أكثر من مغامرة كون آلة البيانو لا تعزف ربع التون المتواجد بكثرة في الغناء العربي.

لقد أشعرتنا سوزان حداد في حفلتها هذه بتفاؤل كبير، لا لمستقبل الغناء العربي والشرقي فحسب، بل في الحفاظ على أصالته أيضاً، عندما جمعت بين أعمال العديد من عباقرة الموسيقى العربية، وأشكال مختلفة من الغناء العربي حيث غنت:
- لمحمد عبد الوهاب: «خايف أقول اللي في قلبي»، «جفنه علّم الغزل».
- لـكميل شامبير: «نويت أسيبك»، «سليمى».
- لزكي ناصيف: «يا عاشقة الورد»، «أهواك بلا أمل».
- لمدحت عاصم: «يا حبيبي تعال الحقني».
- للأخوين رحباني: «نطرونا كتير».
- لسيد درويش: «أهو ده اللي صار».
- لمحمد القصبجي: «ايمتا حتعرف».
- وموشح: «لما بدا يتثنى».
- بالإضافة إلى رائعة بليغ حمدي: «ألف ليلة وليلة»، ووصلة الارتجالات من خلال آهات بطبقات صوت متدرجة ورتم مختلف.

ومن الملاحظ أن هذه الأمسية بدأت بأغنية صعبة جداً (خايف أقول اللي في قلبي) لمحمد عبد الوهاب، وانتهت بأصعب (ألف ليلة وليلة)، وهذه نقطة ثانية تسجل للمغنية وقوة صوتها.


المغنية الأوبرالية سوزان حداد

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالفنانة سوزان حداد والتي حدثتنا بما يلي: «هذه محاولتي الأولى بالغناء مع آلة البيانو ولذلك كنت خائفة جداً، وفي الحقيقة كان المشروع في ذهني منذ فترة لأني أحب كثيراً آلة البيانو وهي تعزف بالمرافقة مع الغناء العربي، وذلك رغم أنني ألغيت بعض الأغاني التي كان من الصعب جداً أن تغنى مع البيانو وأبدلتها بأغانٍ أخرى، عموماً أنا سعيدة جداً بهذه التجربة، وكنت دائماً أحاول أن أتخيل كيف ستكون أغنية ألف ليلة وليلة مع البيانو».

وحول حفلاتها الأوبرالية قالت الفنانة سوزان حداد: «هناك حفلة قادمة في دار الأوبرا»، وعن الغناء الشرقي قالت: «لن أترك الغناء الشرقي لأنه مزروع في خلايا روحي ودمي، وسأحاول أن يبقى جنباً إلى جنب مع الغناء الأوبرالي في مسيرتي الفنية».

وحول آلة البيانو والموسيقى الشرقية تحدث الموسيقي اللبناني إيلي براك لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «آلة البيانو عمرها أكثر من مئتين وخمسين عاماً، ولا أنكر بأنها صنعت للموسيقى الكلاسيكية الغربية، ولكنها ومنذ مئة عام تقريباً، أصبحت تستعمل في الموسيقى اللاتينية والجاز والموسيقى العربية أيضاً، وذلك رغم وجود مشكلة في العزف عليها مع موسيقانا الشرقية لأنها لا تعزف ربع الصوت المتواجد بكثرة في الغناء العربي، ولكن يمكن تجاوز هذا الأمر بحيث لا يظهر عندما يعزف البيانو بمرافقة فرقة كبيرة، وحتى في حفلات صولو كما حصل اليوم، حيث يمكن أن نبتعد عن ربع الصوت واستبدال النوتات التي يظهر فيها بنوتات أخرى».

وعن تجربته مع سوزان قال: «تجربة جديدة وغريبة ولكنها حلوة جداً، وهي تجربتنا الأولى معاً وأعتقد أنه سيكون هناك تجارب أخرى قادمة، ويمكن أن نستعين فيها بآلة شرقية واحدة للأسباب التي ذكرتها (مشكلة ربع الصوت). وأقول في النهاية بأن آلة البيانو ليست حكراً على الموسيقى الغربية فقط، بل يمكن أن نستفيد منها جميعاً».


إدريس مراد
اكتشف سورية