اختتام معرض «أنامل شام الياسمين» للحِرف اليدوية والمهن التراثية
دمشق تراث وياسمين

30/تموز/2009

اختتم مساء الثلاثاء 28 تموز 2009، معرض «أنامل شام الياسمين» للحِرف اليدوية والمهن التراثية والذي كان تحت عنوان «دمشق تراث وياسمين» وذلك في مكتب عنبر (قصر الثقافة) في دمشق. وقد ضم المعرض روائع المنسوجات الدمشقية من بروكار ودامسكو والديما والأغباني والآلاجا (الصايا)، إضافة للطباعة على الأقمشة والخياطة والتطريز.‏

كما ضم المعرض مجموعة من الحِرف اليدوية المتنوعة مِن حِرف قشية وصناعة خزف، إلى جانب معروضات من الزجاج اليدوي والملون ونقش على النحاس وحفر على الخشب ومنحوتات وتحف خشبية ومطرزات شرقية إضافة للوحات فنية شرقية. كما تم عرض النول الذي كان أساس صناعة البروكار الدمشقي الشهير.

وجاء المعرض تحت رعاية محافظة دمشق التي قدّمت مكتب عنبر (قصر الثقافة)، ليكون فضاءً مجانياً لعرض روائع الحِرف اليدوية الدمشقية، ومساهمة منها في إحياء التراث الدمشقي والمحافظة عليه، وتعريف الزوار بكنوز دمشقية يتسابق السياح الأجانب إلى اقتنائها.

ومن المهم القول أن هذه الحِرف اليدوية يعود بعضها لآلاف السنين، حيث تعتبر الأرض السورية مخزناً هائلاً للكثير من المكتشفات الأثرية، والتي كان من مجملها قطع فخارية وزجاجية ونحاسية وموزاييك.

«اكتشف سورية» التقى السيدة رنا الأخرس من الشركة المنظمة والتي قالت عن المعرض: «هذه الفعالية من تنظيم شركة شام الياسمين، وبالتعاون مع محافظة دمشق التي قدمت مكتب عنبر مجاناً كمساهمة منها في تشجيع الحِرف اليدوية. ونحن مجموعة من الشباب والحرفيين من إتحاد الحِرفيين السوريين، هدفنا إحياء الحِرف اليدوية القديمة وتقديمها بشكل عصري لتشجيع المواطن السوري على اقتنائها، مما يساهم في تنشيط هذه الصناعة القديمة».

وعن أهمية عرض منتجات الحرف اليدوية قالت السيدة الأخرس: «هي ليست مجرد قطع تزينية عادية، بقدر ما هي نتاج حِرفة متوارثة عن الآباء والأجداد، ويمكن استخدامها بدلاً من القطع المستوردة التي لا تملك روح الفن الموجودة في منتجاتنا التراثية، وهنالك الكثير من السياح الأجانب الذين يقومون بزيارة سورية ويتهافتون على اقتناء هذه المنتجات التراثية. أدعو بزيادة الاهتمام بهذه الحِرف، لأنها متوارثة في بعض العائلات القليلة، لذلك أتمنى أن تدخل هذه الصناعة التقليدية اليدوية في مناهج الدراسة وخاصة في مادة الرسم كتشجيع على إحياء هذه الصناعة المهمة».

وأضافت السيدة الأخرس: «هنالك حادثة مؤسفة تتمثل بوفاة الرجل الذي كان يعمل على نول البروكار، وبوفاته خسرت سورية أحد أفضل حرفييها وهذا شيء مؤسف. أما بالنسبة لمعامل زجاج النفخ اليدوية، فهنالك معملان الأول تهدم ولم يبقَ غير معمل واحد فقط ينتج الزجاج اليدوي ويمكن أن تندثر هذه الصناعة بتوقف هذا المعمل وهذا شيء خطير للغاية».


السيد رضوان غزو

من جانبه يقول الحِرفي رضوان غزّو: «أعمل بالنقش على النحاس وهي حِرفة دمشقية قديمة متوارثة من جيل لجيل، ونحن سبعة إخوة نعمل في هذه الحِرفة، وحالياً أعلم أولادي هذه الحرفة في فترة العطلة المدرسية الصيفية».

وأضاف السيد غزو: «هذه الحِرفة الدمشقية تختلف بنقشها وزخرفتها وبشكلها عن باقي الطرق المتبعة في بقية دول العالم بخاصيتها الجمالية ورونقها الأخاذ، ورغم ذلك فهي معرضة للانقراض، حيث توجد بعض العائلات القليلة التي ما تزال تهتم بتصنيع الحرف التراثية التقليدية، وبزوال هذه العائلات ستنقرض هذه الحِرف، لذلك نطالب بالدعم الحقيقي لنا وحماية هذه الصناعة من الزوال».

الآنسة هلا النابلسي

من جهتها تقول الآنسة هلا النابلسي وهي مشاركة في المعرض بتحف فنية جميلة: «في سنواتي الأولى، درست في معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية الذي حدد خطواتي الفنية المستقبلية، وأنا الآن خريجة أدب إنكليزي من جامعة دمشق، وعملي الأساسي تصميم غرافيك في كندا. في البداية كنت أرسم على الورق ثم تطور عملي في الرسم على الزجاج. وطبعاً قرأت الكثير عن هذا الفن الجميل، وقد ساعدني بعض الحِرفيين في صقل هذه الموهبة وخاصة مشغل السيد أبو نعيم الذي وقف إلى جانبي وساعدني في كيفية التعامل مع الزجاج الملون. ومن المهم إقامة هذه المعارض لتسويق هذه المنتجات مما يشجع الحِرفي على الاستمرار في هذه العمل، لذلك أتمنى وضع آلية مدروسة لتسويق هذه المنتجات».

أما السيد محمد بسام ريحان فيقول: «أنا عضو مجلس إدارة بجمعية المنتجات الشرقية والتي تضم 200 حِرفياً، أمارس مهنة الرسم والزخرفة على الزجاج والسيراميك بطريقة الشوي، وأضيف الفضة والذهب والبلاتين على بعض القطع الفنية، مما يعطي رونقاً أجمل للقطع الفنية التراثية».

ويتابع السيد ريحان قائلاً: «قبل 50 عاماً ساهمت التقاليد الدمشقية القديمة في إحياء هذه الصناعات اليدوية، حيث أذكر إلى الآن القنديل الدمشقي المعروف بحسن شكله وجماله وزخرفته بالحرف العربي. وأريد أن أذكركم بأن العروس في تلك الأيام كانت تفتخر بالبقجة التي تحوي على الكثير من القطع المنزلية والمصنعة بشكل يدوي، وهذه البقجة لها عدة أنواع فمنها ما كان يعرف باسم الصرمة وكف العروس».


مازن عباس
اكتشف سورية