اختتم مساء الثلاثاء 28 تموز 2009، معرض «أنامل شام الياسمين» للحِرف اليدوية والمهن التراثية والذي كان تحت عنوان «دمشق تراث وياسمين» وذلك في مكتب عنبر (قصر الثقافة) في دمشق. وقد ضم المعرض روائع المنسوجات الدمشقية من بروكار ودامسكو والديما والأغباني والآلاجا (الصايا)، إضافة للطباعة على الأقمشة والخياطة والتطريز.
كما ضم المعرض مجموعة من الحِرف اليدوية المتنوعة مِن حِرف قشية وصناعة خزف، إلى جانب معروضات من الزجاج اليدوي والملون ونقش على النحاس وحفر على الخشب ومنحوتات وتحف خشبية ومطرزات شرقية إضافة للوحات فنية شرقية. كما تم عرض النول الذي كان أساس صناعة البروكار الدمشقي الشهير.
وجاء المعرض تحت رعاية محافظة دمشق التي قدّمت مكتب عنبر (قصر الثقافة)، ليكون فضاءً مجانياً لعرض روائع الحِرف اليدوية الدمشقية، ومساهمة منها في إحياء التراث الدمشقي والمحافظة عليه، وتعريف الزوار بكنوز دمشقية يتسابق السياح الأجانب إلى اقتنائها.
ومن المهم القول أن هذه الحِرف اليدوية يعود بعضها لآلاف السنين، حيث تعتبر الأرض السورية مخزناً هائلاً للكثير من المكتشفات الأثرية، والتي كان من مجملها قطع فخارية وزجاجية ونحاسية وموزاييك.
«اكتشف سورية» التقى السيدة رنا الأخرس من الشركة المنظمة والتي قالت عن المعرض: «هذه الفعالية من تنظيم شركة شام الياسمين، وبالتعاون مع محافظة دمشق التي قدمت مكتب عنبر مجاناً كمساهمة منها في تشجيع الحِرف اليدوية. ونحن مجموعة من الشباب والحرفيين من إتحاد الحِرفيين السوريين، هدفنا إحياء الحِرف اليدوية القديمة وتقديمها بشكل عصري لتشجيع المواطن السوري على اقتنائها، مما يساهم في تنشيط هذه الصناعة القديمة».
وعن أهمية عرض منتجات الحرف اليدوية قالت السيدة الأخرس: «هي ليست مجرد قطع تزينية عادية، بقدر ما هي نتاج حِرفة متوارثة عن الآباء والأجداد، ويمكن استخدامها بدلاً من القطع المستوردة التي لا تملك روح الفن الموجودة في منتجاتنا التراثية، وهنالك الكثير من السياح الأجانب الذين يقومون بزيارة سورية ويتهافتون على اقتناء هذه المنتجات التراثية. أدعو بزيادة الاهتمام بهذه الحِرف، لأنها متوارثة في بعض العائلات القليلة، لذلك أتمنى أن تدخل هذه الصناعة التقليدية اليدوية في مناهج الدراسة وخاصة في مادة الرسم كتشجيع على إحياء هذه الصناعة المهمة».
وأضافت السيدة الأخرس: «هنالك حادثة مؤسفة تتمثل بوفاة الرجل الذي كان يعمل على نول البروكار، وبوفاته خسرت سورية أحد أفضل حرفييها وهذا شيء مؤسف. أما بالنسبة لمعامل زجاج النفخ اليدوية، فهنالك معملان الأول تهدم ولم يبقَ غير معمل واحد فقط ينتج الزجاج اليدوي ويمكن أن تندثر هذه الصناعة بتوقف هذا المعمل وهذا شيء خطير للغاية».
مازن عباس
اكتشف سورية