ألفونس دو لامارتين: رحلة إلى الشرق

كتاب جديد للباحثين حسين المدرس وأوليفيه سالمون

صدر عن دار «Aleppo Art» بحلب، كتاب باللغة الفرنسية للباحثين السوري حسين عصمت المدرّس والفرنسي أوليفيه سالمون بعنوان: «ألفونس دو لامارتين: رحلة إلى الشرق (1832-1833)».

والكتاب إعادة إحياء لكتاب الشاعر الفرنسي الكبير لامارتين والذي حمل عنوان: «رحلة إلى الشرقVoyage en Orient»، فقد طَبَعَ لامارتين هذا الكتاب في القرن التاسع عشر واضعاً فيه إرهاصات تلك الرحلة التي حملت معها الكثير من الألم كما حملت معها الكثير من التجليات.

قام الباحثان حسين عصمت المدرّس وأوليفيه سالمون بتحقيق ودراسة وتبويب هذا الديوان الشعري الكبير والتعليق عليه، ليبعثاه من جديد بحلةٍ قشيبةٍ شكلاً ومضموناً ظهرت من خلال الغلاف وتصميمه المميز، وكذلك بطباعته على ورق عالي الجودة، وإخراجه بحجم يتناسب مع المكتبات الخاصة والعامة 17×24 سم، وقامت الأديبة الدمشقية المعروفة السيدة مهاة فرح الخوري بالتقديم للكتاب باللغة الفرنسية بأسلوبها الرائع والعذب.

أغنى الباحثان المدرّس وسالمون الكتاب بالتعليقات والشروح مع الرسوم القديمة المطبوعة حجرياً للمدن التي زارها لامارتين في الشرق في سورية ولبنان وفلسطين وتركيا العثمانية المأخوذة من طبعات ديوانه الأولى في القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى بطاقات بريدية قديمة عن الأمكنة التي عاش فيها لامارتين والتي تخدم فكرة الكتاب ليبلغ عددها 92 رسماً وبطاقة بريدية بالأبيض والأسود، وليتحول هذا الديوان بذلك من كتاب شعري إلى موسوعة وثائقية تضاف إلى مؤلفاتهما التي يسعيان من خلالها إلى تسليط الضوء من جديد على مجموعة من الرحالة الأدباء والفنانين والمستكشفين والقناصل الأوروبيين الذين كان الشرق بالنسبة لهم قبلةً وهدفاً.


غلاف الكتاب

قضى ألفونس دو لامارتين فترة طفولته وشبابه في أحضان الطبيعة، الأمر الذي فتَّق مواهبه الشعرية، وكان من خلال قراءاته ينظر إلى الشرق من زاوية روحية أسطورية، ولم تتغير هذه النظرة على الرغم من الزيارة الطويلة التي قام بها إليه، فقد ظلَّ الشرق أرضاً للأحلام، حتى كاد يقتنع بأن له أصولاً شرقية عربية!

تبرز أهمية ديوان ألفونس دو لامارتين عبر التجربة القاسية التي عاشها خلال تلك الرحلة؛ فقد تركت وفاة ابنته جوليا في لبنان أثراً كبيراً في نفسه، وأضاف سحر الشرق إلى تلك المصيبة بعداً فلسفياً وتأملياً ظهر بوضوح في أشعاره التي نراها في هذا الديوان، فمن وجهة نظر نقدية، حلّق لامارتين بين الشعر الذي يعتبر حالة لاشعورية تهويمية وبين صدمته بالواقع وهروبه إلى الحلم مستذكراً ابنته الراحلة ومتأثراً بأجواء الشرق التي ما فتئت تبعث فيه شعوراً جعله يرغب بشدة أن يستقر هنا، فأبدع شعراً رائعاً يعتبر من خيرة ما كتبه ألفونس دو لامارتين خلال حياته.

الكتاب من القطع المتوسط (17×24) وعدد صفحاته 495 صفحة وصادر بتجليد فني فاخر.


وقد صدر للمؤلفين خلال السنوات الثلاثة الماضية الكتب التالية:

1- القنصلية الفرنسية في حلب في القرن السابع عشر: مراسلات لويس جدوان – حياة فرانسوا بيكيه – مذكرات لوران دارفيو، باللغة الفرنسية.

2- ذكريات من دمشق: مئتا بطاقة بريدية قديمة ملونة عن دمشق مع أهم ما كتبه الرحالة الأوروبيون عنها في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، باللغات الفرنسية والإنكليزية والعربية.

3- رحلة رومانسية عبر رسوم الفنان الرحالة وليم بارتليت: في هولندا وألمانيا وتركيا وسورية ولبنان وفلسطين ومصر، باللغتين العربية والإنكليزية.

4- العلاقات ما بين هولندا وسورية العثمانية في القرن السابع عشر: 400 عام على القنصلية الهولندية في حلب 1607-2007، باللغتين العربية والفرنسية.

موقع الدارعلى شبكة الانترنت www.aleppoart.com

اكتشف سورية