ندوة دمشق مجتمع قارىء تؤكد دور الأسرة في بناء الإنسانية

الانقرائية تنطوي على الرغبة ثم القدرة والتمكن

تحت شعار «دمشق مجتمع قارىء» أقام المركز الثقافي كفرسوسة في التاسع من نيسان 2008 ندوة «دور الأمهات في تنمية حب القراءة عند الأطفال "الانقرائية"»، حاضر فيها كل من الدكتور أسعد الفلو والدكتورة لينا الحمصي  في حين أدارت الحوار السيدة ندى ببيلي التي ذهبت بدفة الحوار والنقاش إلى محاور وإشكاليات وجدت أنها قد تتحول في المستقبل القريب إلى مشكلات حقيقية ما لم تشبع بالدراسة العلمية والتحليلية التربوية والخروجِ بحلول وطرق منهجية لمعالجتها.
تمحورت الندوة حول دور الأسرة في بناء الشخصية الإنسانية، والوصايا التربوية التي يمكن تقديمها للأمهات. ثم عكف المحاضران على التعريف بمفهوم «الانقرائية» ومفهوم القراءة بعده، وإلى أي حد تلعب الأم دوراً في تشكيل النمو اللغوي عند الأطفال. ثم جاءت الإشارة إلى النصائح التي يمكن تقديمها للأمهات لتنمية ميول أطفالهم نحو الانقرائية والقراءة.
حول الندوة تقول السيدة ندى «محاضرة اليوم تحاول إرشاد الأم إلى كيفية تنمية مهارات طفلها بالقراءة، وما الانقرائية إلا تركيز على مفهوم القراءة. وحقيقةً ذلك ما نفتقده في هذا العصر مع طفلنا، كيف نجعله يحمل كتاباً ويقرأ فيه؟ كيف يمكن الإفادة من غنى معلوماته ودوره في الإثراء اللغوي؟ والأمر عائد لغياب دور القدوة (الأب والأم) في تشجيعه على القراءة وتدريبه على هذه المنهجية، وعلى ذلك حاولنا في هذه الندوة بث روح التحفيز والحماس عند الحضور، حول كيفية استرجاع هذا الشيء المفتقد لدى أطفالنا وكيف نجعله يقرأ من أجل تحقيق شبكة اتصال وتواصل مع الكتاب».
تضيف ندى: «من جراء الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة -خاصة التلفاز وتقنيات الفضاء المفتوح- وجدنا أن هناك شيئاً مخيفاً نحن مقبلون عليه لذا كان لا بد أن نبدأ منذ الآن بوضع منهجية وبوابة لجيل قادم يمتلك ثقافة حقيقية جدية. وإن قيل "العلم في الصدور والسطور" فإنني أجد أنه إن لم يُحفظ في السطور سوف يضيع، ولن يستطيع جيلنا القادم تربية أطفاله على شيء اسمه ثقافة».
يقول الدكتور أسعد «إذا كانت القراءة تعني ترجمة الرموز من خلال عمليات عقلية معقدة، فإن الانقرائية تنطوي على الرغبة ثم القدرة والتمكن، وبالتالي كل تعلُّم يجب أن تكون فيه رغبة وعدم إجبارٍ للطفل على القيام بأمر لا يحبه، ودور الأم هنا مساعدتُه على اختيار الأمور التي يتعلمها على نحو أنفع، مع التأكيد على ضرورة الصبر عليه ومراعاة مستوى النضج لديه لكون النمو لا يطرأ على النواحي الجسمية بل على النواحي العقلية والانفعالية، وعامةً يحتاج الطفل إلى عمر عقلي مقداره ست سنوات إذا أردنا أن تثمر القراءة. وأريد الإشارة هنا إلى سؤال يُطرح على الدوام حول إن كان هناك فئة عمرية للانقرائية، فأقول إن بعض الدول المتقدمة مثل اليابان لديها عدد من أنواع القراءات منها القراءات الجينية والمهدية وغيرها، ونقول إذا أردنا أن تثمر القراءة فالعمر العقلي مهم جداً فالطفل عادة يحتاج إلى عمر عقلي مقداره ست سنوات كما أسلفت».
اتخذ علماء النفس المحصول اللغوي أساساً لقياس الذكاء، وقيل إن الأذكياء ينطقون اللغة قبل غيرهم وتتطور قدرتهم اللغوية بسرعة. فإلى أي حد هناك علاقة فعلاً بين اللغة والذكاء؟ يقول الدكتور أسعد «التعليم وظيفة من وظائف الذكاء والقراءةُ تعلم، واللغة مرتبطة بالذكاء ارتباطاً وثيقاً، فكلما ازداد ذكاء الإنسان واتسع فهمه زادت قدرته على إدراك العلاقات اللغوية وتصورها، وبالتالي زاد محصوله اللفظي والمعنوي. وكي يكون التعلم أجدى وأنفع علينا مراعاة ميل الطفل واستعداده للقراءة والرغبة في التعلم، فالأطفال يتعلمون بسرعة أكبر إذا كانت دراساتهم متصلة بميولهم».
يذكر، أن هذه المحاضرة تعتبر جزءاً من مجموعة تربوية شاملة تتناول قضايا لها علاقة باللغة والقراءة والتربية والتركيز على دور الأسرة لاعتبارها النواة الأولى والخلية الأساسية في المجتمع.

رياض أحمد

اكتشف سورية