الفنانات التشكيليات يحيين يوم المرأة العالمي في صالة السيد

باكير: هذه المعارض فرصةٌ للفنانات ليعبرن عن المرأة بطريقتهن

بمناسبة يوم المرأة العالمي افتتحت صالة السيد -برعايةٍ من وزارة الثقافة- معرضاً لكلٍّ من الفنانات التشكيليات: عتاب حريب، وسوسن جلال، وغادة دهني، وجزلة الحسيني، وريما سلمون، ورهاب بيطار، وسهام إبراهيم، ومي أبو جيب، وماسة أبو جيب، ورزان عز الدين، وظلال غزلان، وأمل غزلان، والفنانة الروسية فلادا ميلينك.



وقالت السيدة إلهام باكير -صاحبة صالة السيد- أنّه وعلى هامش هذا المعرض ستُقام في يوم الخميس 12 آذار في الصالة ندوةٌ بعنوان «المرأة العربية بين حرية القرار وقرار الحرية»، يشارك فيها عددٌ من الأديبات، مثل ناديا خوست، وندى الكحال، ونهى الحافظ، إلى جانب كلٍّ من الدكتور سهيل الملاذي والإعلامية نهلة السوسو.




وفي حديثٍ خاص لـ«اكتشف سورية»، قالت باكير: «خلال هذه المناسبات، من الضروري جداً إقامة هذا النوع من المعارض المتميزة، كي نتيح الفرصة أمام الفنانات التشكيليات لتعبر كلُّ واحدةٍ منهنّ عن المرأة بطريقتها، وكيف يمكنها ترجمة هذه التعابير من خلال لوحاتها الفنية».



وفي لقاءٍ مع الفنانة التشكيلية المشاركة رزان عز الدين والتي تعمل على النحت بمادة البرونز، قالت: «شاركتُ في العديد من المعارض، وأنا لا أشعر أنّ هناك يومٌ محددٌ للمرأة عليها أو يمكنها الاحتفال فيه، ولكن يوم المرأة العالمي يبقى في النهاية فرصةً متميزة عن غيره من باقي الأيام». وأضافت «منذ فترةٍ من الزمن وأنا أحاول في أعمالي التركيز على موضوع المرأة، فأصبحتُ مؤخراً أكثر شجاعةً في إضافة الحركة على منحوتاتي المتعلقة بهذا الكائن، لما في هذه الحركة من طريقةٍ حرة أكثر لتعبر المرأة من خلالها عن نفسها».


أما الفنانة ظلال غزلان فتقول: «أشارك في هذه المناسبة بلوحتين أحببت من خلالهما إظهار حالة لأنثى عن الخجل وعن العاطفة التي تشتعل في داخلها. أغلب أعمالي عن المرأة لأنّها أكثر المواضيع التي أشعر بنفسي أنّني قادرة على التعبير عنها ومن خلالها، ومن الضروري بهذه المناسبة الحديث والكتابة والرسم عن المرأة في يوم عيدها، لأنّها بالفعل الكائن الذي يعاني ويواجه المشاكل». وعن تقديمها لوحة تصور امرأة غاب وجهها عن اللوحة، تقول: «كان تغييب الوجه بقصد التركيز على الحالة التي تعيشها هذه المرأة، وهو تغييبٌ لهويتها التي تحدثنا عن لون العينين أو شكل ملامحها، لأنّ باقي جسدها سيأخذ الدور ليعطينا الانطباع عن الحالة التي تعيشها المرأة. وفي اللوحة الثانية أردت التعبير عن الحزن وهو الحالة التي تعيشها نسبةٌ كبيرة من النساء في مجتمعنا».


من جانبها تقول الفنانة أمل غزلان: «أقدم في هذا المعرض شيئاً عن الحب والطموح الذي تعيشه المرأة مع أنّ منحوتاتي لا تقتصر على هذا الكائن البشري فحسب، وإنّما المناسبة التي تخص المرأة في يومها فرضت نفسها على أعمالي اليوم». وعن رأيها في إقامة معرضٍ للفنانات التشكيليات بمناسبة عيد المرأة أضافت «هناك الكثير من النسوة اللواتي أهملن نشاطاتهنّ في هذه الحياة، وعلى هذا الأمر أن يتغير؛ وبدورنا نحن كفناناتٍ يجب علينا أن نكون من أوائل المبادرات في العالم».

وتتحدث الفنانة غادة دهني عن مشاركتها وتقول: «أشارك في هذا المعرض بثلاثة أعمالٍ بالألوان الزيتية، أطرح من خلالها المعاناة والألم والأمل الذي تعيشه المرأة، وفي الوقت نفسه أشرتُ بوضوحٍ إلى السلام والنقاء الذي تأمل به».


ونوهت دهني إلى أنّ رسمها لهذه الأعمال الثلاثة تزامن مع الفترة العصيبة التي عاشتها المرأة خلال الحرب على غزة، فقالت معبرة عن ذلك: «كنت من بين من أحسوا بهذه المعاناة الفظيعة وجاء المعرض كفرصةٍ لعرضها هنا».


أما الفنانة الروسية فلادا ميلينيك فقد عبرت عن سعادتها لوجودها في سورية، وتزامن العديد من الأعياد والمناسبات إلى جانب بعضها البعض، وعلى رأسها يوم المرأة العالمي الذي أتاح الفرصة أمام المرأة الفنانة للتعبير عن نفسها مع زميلاتها الفنانات. وعن سبب تقديمها للوحة تصور باقة من الزهور الجميلة في الوقت الذي اقتصرت مشاركات الفنانات الأخريات في المعرض على موضوع المرأة فقط، قالت ميلينيك: «في مثل هذه المناسبة، غالباً ما يتمّ تقديم الزهور كهديةٍ للمرأة في عيدها، وهنا تجسِّد اللوحة هذه الهدية الجميلة التي تتمنى أيّ امرأةٍ أن تتلقاها في يوم عيدها».


وأضافت قائلة: «بحكم عملي كمهندسةٍ معمارية إلى جانب كوني فنانةً تشكيلية، فإنّني أتجه في بعض المواضيع إلى المناظر الطبيعية، وعملت على تصوير مدينة دمشق القديمة، والبيوت التي تحتضنها هذه المدينة، وأقمت حوالي ستة معارض في سورية بهذا الخصوص».
وقدمت الفنانة سوسن جلال في مشاركتها بتكوين للمرأة العارية وتقول: «لاحظت أنّ الناس لم يستهجنوا هذا الموضوع بل أحبوه وتناولوه بشكلٍ أكاديمي على أنّه موضوعٌ من الممكن جداً طرحه باعتباره لا يمسها بشكلٍ سلبي، بل يقوم بإظهارها جمالياً».


وفي لقاءٍ مع الفنانة رهاب بيطار، تقول: «فكرة المعرض جميلة جداً واعتادت الفنانات التشكيليات على إقامته في كلّ عام، وأنا أشارك فيه للمرة الأولى. ونتمنى من الفنانين الذكور أن يأتوا إلينا اليوم للاحتفال معنا بهذه المناسبة، والمرأة عندها عيد في كلّ يوم».


وعن اللوحات التي تشارك فيها، تقول: «أقدم في هذا المعرض لوحتين بالأسلوب الذي أتبعه منذ حوالي السنتين، ومؤخراً قمت بتطوير هذا الموضوع بعد آخر معرض قدمته، وهذا ما دفعني اليوم إلى استخدام الألوان الحارة مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر التي تعبر في إحدى لوحاتي عن أميرة حالمة بالمستقبل. وفي اللوحة الثانية أردتُ تصوير الوصايا التي تنقلها المرأة من جيلٍ إلى آخر، أيّ من الأم إلى ابنتها وهكذا».


أما الفنانة ماسة أبو جيب، فتقول: «استخدمتُ في لوحاتي ألوان الأكليريك ومادة ورق الذهب، وفي إحدى اللوحات استخدامات الحبر الصيني. وبمناسبة يوم المرأة العالمي، قمتُ بتصوير المرأة بحالاتٍ متعددة في بعض اللوحات، وتعمدتُ في لوحاتٍ أخرى اللجوء إلى التقطيع في الرسم فأصبحت اللوحة بذلك وكأنّها عددٌ من اللوحات، ويمكن رؤية كلّ زاويةٍ منها كاللوحة المنفردة وبموضوعها

المختلف». وحول استخدامها للون الأحمر في اللوحة، تقول أبو جيب: «عادةً لا أستخدم الألوان الحارة، لكن على اعتبار أنّني استخدمتُ الألوان الداكنة في لوحات الوجوه فقد أردتُ إضفاء البهجة بهذا اللون، إضافةً إلى الرغبة في إكمال اللوحة والفكرة التي أريد إيصالها من هذه اللوحة». وعن سبب تصويرها للمرأة وهي كائنٌ جميلٌ في الفن بوجوهٍ سوداء لا تحمل الشعر على رأسها، قالت أبو جيب: «صورتُ المرأة مغمضة العينين وبدون شعر على رأسها لكي أشير إلى الدرجات والمراتب العليا التي وصلت إليها المرأة بغض النظر عن جماليتها، وهذا ما أحببتُ الحديث عنه بأنّها قادرةٌ على الوصول إلى مثل ما يصبو إليه الرجل، وقد فعلتْ ذلك في خارج إطار الزينة وجمال الجسد».

حسان هاشم

اكتشف سورية