رحيل الفنان الكبير عبد الفتاح سكر

توفي بعد ظهر الأمس السبت 20 كانون الأول الملحن الكبير الأستاذ عبد الفتاح سكر، عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً، قضاها في خدمة الموسيقى، إذ اعتبر بدون منازع أبو الأغنية الشعبية السورية.
ولد الفنان عبد الفتاح سكر في حي الميدان الشعبي العريق في دمشق عام 1927، وقد عشق الفن منذ نعومة أظفاره، لكنه لم يبدأ بشق طريقه الخاص في هذا المجال حتى عام 1946 عندما توجه إلى الأردن في عمل تجاري، وهناك استمع إليه مطرب الإذاعة الفلسطينية مصطفى المحتسب فأعجب به وسأله إذا ما كان مستعداً لاحتراف الغناء فأجاب بالإيجاب وفتح ذلك له الطريق للعمل في إذاعة القدس، التي كان يقوم عليها آنذاك كبار الموسيقيين مثل سامي الشوا وروحي الخماش ويحيى السعودي، ولكن المقام لم يدم به كثيراً في فلسطين لاحتدام المشاكل في عام النكبة، فعاد إلى عمان ثم إلى دمشق، ليبتدأ حياته الموسيقية مرة أخرى من الصفر في إذاعة دمشق، حيث قام بتلحين أغنيته الأولى "غنيلي يا بلبل" للمطربة كروان والتي كرسته في عالم الملحنين. تنقل بين إذاعتي دمشق وحلب ثم عاد إلى دمشق ليمارس أعماله التلحينية البديعة والتي أطلقت عدداً من كبار المغنين مثل معن الدندشي وهيام عبد العزيز وموفق بهجت، كما ساهم عبد الفتاح سكر في إطلاق الفنان الكبير فهد بلان من خلال الألحان البديعة التي ضمنها أشهر أغانيه مثل "تحت التفاحة، يا عيني لا تدمعي، هالأكحل العينين". أسند إليه الفنان الكبير دريد لحام تلحين أغاني مسرحياته ومسلسلاته، كما أنه أعطى عدداً من الألحان الخلابة التي أسهمت في شهرة عدد آخرين من المغنين، مثل "يا بو ردين" لذياب مشهور، و"لازرعلك بستان ورود" لفؤاد غازي وغيرها.. وتعد ألحان عبد الفتاح سكر جزءاً مميزاً من المكتبة الموسيقية السورية حيث شكلت أغانيه اللطيفة والجميلة جزءاً من حياة أجيال عديدة في سورية.
وبرحيل عبد الفتاح سكر، تكون الحركة الموسيقية العربية والموسيقى الشعبية السورية قد خسرت أحد أركانها، الذين ساهموا في بنائها واستمرارها على مدى نحو خمسين عاماً.

اكتشف سورية