معرض التشكيلي عبد الله أبو عسلي في صالة مرسم فاتح المدرس بدمشق

.

استضافت صالة مرسم فاتح المدرس بدمشق معرضاً فنياً للتشكيلي عبد الله أبو عسلي حيث طغت الطبيعة على مجمل أعماله وكيف لا وهو ابن مدينة السويداء منبع اللون والضوء هناك حيث تقيم الألوان مهرجانها مع اختلاف فصول السنة.

يقول التشكيلي عبدالله أبو عسلي لـ اكتشف سورية في لقاء على هامس افتتاح معرضه: لا يمكن فصل تجربتي اليوم عن سياق تجاربي السابقة فهي امتداد لها بشكل او بآخر وإن حملت بعض التغيير بالتقنيات او طريقة طرح المشهد التعبيري. فمازالت محصورة ضمن الطبيعة بدءاً من مدينتي السويداء وانتهاء بكل المناطق السورية، بهدف ارشفة هذه الطبيعة وتسليط الضوء على غنى المفردات البيئية والأثرية والحضارية التي تزخر بها سورية.

وعن اتباعه للمدرسة الواقعية قال: لنضرب مثلاً، فقد حافظ اليابانيون على تراثهم بالفن وكذلك بلدان عديدة كالصين وإيران والهند دون إغفال قيام بعض الفنانين بتلك البلدان بالتعاطي بالحداثة بالفن، لكن السواد الأعظم من الفنانين ما زال محافظاً على تراثهم وهويتهم بسبب وجود نزعة داخلية لإيصال فنهم على هذه الشاكلة إلى الآخر، وهذا ما ارجوه من الفنان السوري صاحب الجذور الضاربة في التاريخ، ان يمتلك الهوية والاصالة كلٌ حسب طريقته والأسلوب الذي يتبعه.

وأردف: عبر أجيال متعددة من الفنانين السوريين هناك لمحات من التشكيل ذو طابع محلي يضاهي بمستواه التشكيل العربي رغم منافسته للتشكيل العراقي والمصري، وأتمنى على المُشّكل السوري ان يتلمس هويته بشكل أعمق الامر الذي يكرس الانتماء لهذه الجغرافية الجميلة.



وأضاف: رغم ان بعض الفنانين يميل نحو التغريب إلا ان هناك فنانين انطلقوا من محليتهم إلى العالمية، والفنان فاتح المدرس واحد من هؤلاء الفنانين استطاع ان يصل بالفن السوري إلى اصقاع الأرض الأربعة من خلال لوحته التعبيرية، بالمختصر نستطيع ان نوصل رسالتنا بغض النظر عن المدرسة التي ننتهجها إذا كنا متسلحين بالثقافة ومتمسكين بهويتنا الحضارية.

وفيما يخص النقد ودوره في ارتقاء الفن قال: النقد رديف للفن يقوّم مساره ويضعه على الطريق الصحيح، ورغم اننا مقصرون؛ عن غير قصد، في هذا المضمار رغم بعض الاجتهادات هنا وهناك كجمعية النقاد للفنانين التشكيليين السوريين التي تعتبر بادرة نتلمس بها خيراً، دون إغفال ان هناك أقلام كبيرة كتبت في نقد التشكيل السوري بحيادية مطلقة يعول عليها في رفع سوية الفن والفنانين.



التشكيلي ناصر عبيد صاحب غاليري ارت فورم خلال حضوره افتتاح المعرض قال: من المتعارف ان الفنان ابن بيئته والفنان أبو عسلي ام يخرج عن هذا الإطار، نلاحظ تعلقه بالأرض وبالمنطقة التي عاش فيها، لذلك جاءت اعماله مشبعة بالحس والنور والاحساس المرهف عكستها ألوان مفرحة نابعة من داخل الفنان الذي تضج روحه بالفرحة والدهشة. يتبع عبد الله المدرسة الواقعية الأصيلة الذي مازال متمسكاً بها، يميل بأعماله نحو التجريد بحنكة وذكاء.

زين ص. الزين | تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية