التشكيلي علي سليمان يحتفل بالضوء في معرضه بصالة مرسم فاتح المدرس بدمشق

.

«يعيش الفنان حياته بين الجدران وعالم مرسمه مع انتاج اليومي، وعندما يخرج الفنان إلى معرضه يكون احتفالاً باللقاء والضوء والحوار الأسمى.» بهذه الكلمات دعا الفنان التشكيلي علي سليمان متذوقي فنه لحضور معرضه الذي احتضنته صالة مرسم فاتح المدرس مساء الخميس 12 نيسان.


من معرض التشكيلي علي سليمان

في حديث خص به التشكيلي علي سليمان «اكتشف سورية» قال: المعرض استمرارية لمشروع »الظل والنور« الذي اعمل عليه منذ السبعينيات، هذه التجربة التي تطورت معي ببطء افضت بي اليوم للعمل على الحبر الصيني الذي يستهويني، اسميت هذه المرحلة بالتحول، فمنذ معالجتي لموضوع الخطيئة بأساليب مختلفة كالزيتي والاكريليك، انتقلت به إلى ما بعد الخطيئة حيث الحدث السوري بقتامته الذي دخلنا معه نفق مظلم، أوصل لوحاتي إلى ما تراه العين الان، محاولاً التأكيد على ما بعد الحداثة دون إغفال عنصر الدهشة من خلال التقنيات العالية واستخدام المفردات المناسبة وتبني خطاب بصري يختزل الحدث الأليم بكل ما يحتويه من عنف وبشاعة، وهنا لا يمكن تحويل المشهد لعمل درامي ما لم تكن قارئ متمكن قادر على تلخيص كل ما قرات وما سمعت وما شاهدت إلى مشهد بسيط مُختزل في مفردة واحدة.

ما نراه من نتاج في هذا المعرض ما هو إلا نداء إلى حوار سامي؛ نداء إلى ان نرتقي بإنسانيتنا لإنهاء هذا العنف، كما انه نداء فني لمزيد من الاهتمام بعطائنا الإبداعي، فرسم لوحة لا يجب ان يقوم على الامزجة والهوى، هناك جهد تقني ومعرفي وفكري لأجل تقديم مادة مقنعة للمتلقي، وإلا لن يكون هناك معنى للعمل برمته، هذا الأمر دفعني للعزلة في مرسمي على مدار عشرة أعوام امضيتها في البحث والتجريب، سوف تشي المعارض القادمة عن مكنوناتها.


من معرض التشكيلي علي سليمان

المخرج محمد ملص خلال حضوره افتتاح المعرض قال: لحظة مشاهدتي لأعمال التشكيلي علي سليمان تولد في داخلي سؤال على هيئة صرخة أنني للمرة الأولى اتلمس روح الفنان متشكلة في لوحاته، سابقاً كنت اعجب بأعماله من الناحية الجمالية والفكرية لكنه اليوم استطاع ان يعبر عن نفسه وعن الظرف الراهن بالطريقة الأمثل، لذلك يسرني ان أقول عن قناعاتي واحاسيسي بما اشاهد ما اعتبره صرخات ونداءات لكل هذا التحول سواء في الفن والتعبير او في الانسان السوري بكل ما عايشه وما شاهده وما سمعه خلال السنوات السبع المنصرمة.

في مواضع سابقة قيل حول أعمال الفنان السوري علي سليمان:
الدكتور محمود شاهين أستاذ ومحاضر في الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة بدمشق: «إن الدكتور "علي سليمان" ملون مدهش، يمزج الشعر باللون على تعدد موضوعات هذا الشعر. وبحساسية قلما نجدها في زحمة التجارب الجديدة والقديمة لفنانينا».


من معرض التشكيلي علي سليمان

وأضاف: «العمل التشكيلي لدى علي سليمان نتاج بحث وتجريب، وخبرة طويلة، وأهم قيمه اللون، وفي هذه المرحلة، يقول الكثير بأسلوب متجدد، ولغة فنية قوية تعزز الثقة بتجربته التي تحمل بين عوالمها صورة فنية جميلة».

وفيما يتعلق بحداثة التجريد في أعمال الدكتور «سليمان»، قال الصحفي والمحلل التشكيلي عمار حسن: «الحداثة في التجريد خطوة أولى في إعادة تركيب اللوحة التشكيلية لدى الفنان "سليمان"، وتحتاج كثيراً من الوقت والتحليل والجهد، وصولاً إلى أصغر مفردة بصرية ممكنة وهي النقطة، من هنا نرى أنه عاود تركيب اللوحة بناءً على رؤية نموذجية جديدة نقلت عن صورة محسوسة من الواقع لتتحول إلى صورة تجريدية تخلق تساؤلاً تشكيلياً، وتقدم للمتأمل كل خبراته اللونية وتقنياته الأكاديمية».

زين ص. الزين

اكتشف سورية