اكتشاف لوحة فسيفساء ثالثة في ريف دمشق

.

اكتشفت بعثة دائرة آثار ريف دمشق العاملة في وادي بردى بريف دمشق، بلدة برهليا (30كم شمال غربي دمشق)، لوحة فسيفساء، هي الثالثة من نوعها في الموقع ذاته.

ورغم بعض التخريب الذي تعرضت له، إلا ان اللوحة بحالة جيدة وهي تحتوي على مشاهد فنية هندسية ونباتية ورموز دينية بسيطة وجميلة، نفذت بتقنية عالية وبمكعبات حجرية متوسطة الحجم وبألوان متعددة منها الأحمر والأسود والأبيض وغيرها.

واللوحة جزء من أرضية إحدى قاعات أحد البيوت الدينية في الموقع، يعود تاريخها إلى العصر البيزنطي «القرن السادس للميلاد».

ويعتقد أن الأرضية التي كانت عليها اللوحة كانت أكبر حجماً لكنها تعرضت للتخريب نتيجة النشاط العمراني في الموقع. واللوحة الجديدة تشابه لوحة كانت قد اكتشفت الشهر الماضي في ذات الموقع من حيث المساحة «وهي نحو 50 متراً مربعاً»، إلا أنها تختلف عنها وعن اللوحة الأولى من حيث الأسلوب والأشكال الزخرفية فيها.

ومن خلال الدراسة الأولية، يمكن مقارنة اللوحة الجديدة من حيث الزخارف مع لوحة مشابهة عثر عليها في تل رأس البسيط «الواقع شمال اللاذقية على الساحل السوري» يعود تاريخها إلى القرن السادس للميلاد، ومع لوحات أخرى مكتشفة في فلسطين، وكذلك مع لوحة من أفاميا في سهل الغاب تعود إلى القرن الرابع للميلاد. وهذا يدل على أصالة مدرسة أفاميا الفنية الكبير ووصول تأثير إلى جنوب سورية وفلسطين.

ويؤكد هذا الاكتشاف من جديد أهمية الموقع الذي كان يشكل عاصمة للإيطوريين العرب سكان منطقة الجبال، منذ القرن الثالث قبل الميلاد وعرفت باسم أبيلينيه، ثم باسم أبيلا خلال العصرين الروماني والبيزنطي.

وقد قام الفريق الفني المتخصص في الفسيفساء في المديرية العامة بنقل اللوحة إلى المديرية لإجراء عمليات الترميم المطلوبة لها ودراستها بشكل علمي دقيق تمهيدا لعرضها للزوار في الوقت المناسب.

اكتشف سورية

مديرية الآثار