رحيل الموسيقي الكبير سهيل عرفة

.

غيب الموت الموسيقار الكبير سهيل عرفة عن عمر ناهز 82 عاما بعد صراع مع مرض عضال.

ويشيع جثمان الراحل من مشفى الطلياني ويصلى على روحه في جامع لالا باشا بشارع بغداد عقب صلاة ظهر الجمعة ليوارى الثرى في مقبرة الدحداح وتقبل التعازي أيام السبت والأحد والاثنين في صالة جامع الأكرم بأوتستراد المزة من الساعة الخاسمة حتى السابعة مساء.

والموسيقار عرفة الذي ولد في حي الشاغور بدمشق عام 1935 يعد أحد صناع الأغنية السورية المعاصرة في القرن العشرين بما نهله في طفولته وصباه من تراث شعبي غنائي عبر منشدي الجامع الأموي ورواد الموسيقا أمثال مصطفى هلال وأمير البزق محمد عبد الكريم.

وعبر ستين عاما من العمل الدؤوب حفر الموسيقار عرفة اسمه ضمن كبار الملحنين العرب منذ أغنيته الأولى التي لحنها سنة 1958 “يا بطل الأحرار” للمطرب الراحل فهد بلان امتدادا لتعاونه مع نجوم الطرب في سورية أمثال الفنان الكبير صباح فخري الذي لحن له قصيدة “الشهيد” كما طور له عددا من أغاني التراث مثل “يا مال الشام وميلي ما مال الهوى”.

ومن الأغاني التي لحنها الراحل وحفرت في ذاكرة الجمهور السوري والعربي “عالبساطة” لصباح و”يا دنيا” لوديع الصافي و”يا طيرة طيري” لشادية و”يا نهر الشام” لسميرة سعيد و”قالوا الأرض مدورة” للتونسي أحمد حمزة و”كيف حوالكم” لمروان محفوظ و”رفي بجناحك” لمروان حسام الدين و”صبر أيوب” لفؤاد غازي و”حلوة وذكية” لغسان ناجي.

وكان للموسيقار عرفة تجربة غنية في ستينيات القرن الماضي في الاسكتشات الغنائية التي لحنها لفنان الشعب الراحل رفيق سبيعي والتي سعيا من خلالها لانتقاد عادات اجتماعية سيئة مثل أغاني “شيش بيش وحبوباتي التلميذات”.

أما في مجال الأغاني الوطنية فقدم الراحل على مدى نصف قرن مجموعة كبيرة من الأغاني الجميلة التي لا تزال تردد إلى اليوم مثل “صباح الخير يا وطنا” لفهد يكن وامل عرفة و”من قاسيون أطل يا وطني وقلعة التحدي” لدلال الشمالي و”يا وطني” لفاتن حناوي و”أنا سوري وأرضي عربية” لمروان حسام الدين و”وصية أب” لمصطفى نصري و”بالعزم والإصرار والثبات” للمجموعة الصوتية و”يا بلادي” لسمير يزبك.

وفي خزانة عرفة بمجال الموسيقا التصويرية في السينما والتلفزيون والمسرح العديد من الأعمال حيث وضع اسكيتشات وموسيقا لأعمال تربو على الأربعين مثل اسكتش “المنجم” في فيلم “غرام في استنبول” لدريد ونهاد وفي المسرح أعمال عدة من أهمها مسرحية “سهرة مع أبي خليل القباني” تأليف الراحل سعد الله ونوس وفي مجال الدراما وضع موسيقا وشارات غنائية لعشرات المسلسلات منها “أيام شامية وأبو كامل وجريمة في الذاكرة” وغيرها الكثير.

وحاز الراحل عبر مسيرته العديد من الجوائز والأوسمة وأهمهما عندما منحه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007 إضافة لتكريمه من نحو عشرين دولة عربية وجوائز عدة عالمية منها الجائزة الذهبية في مهرجان النقود الذهبية بإيطاليا سنة 1998 عن أغنية “يا أطفال العالم”.

واعتبر عدد من الموسيقيين السوريين ان الراحل خسارة كبيرة للفن السوري برمته حيث رأى الموسيقار أسعد خوري في تصريح لسانا أن سهيل عرفة صاحب رحلة جميلة من الألحان والإبداع.

في حين قال المايسترو حسام الدين بريمو “الراحل سهيل عرفة رجل اعطى الكثير بدافع العطاء والحب وشكل مع مجموعة من ابناء جيله مرحلة بالغة الأهمية من مراحل تطور الأغنية السورية وأسسوا أرضية تستند عليها باقي الأجيال كما كان شريكا في صناعة وتطوير الأغنية السورية”.

وأضاف بريمو “عرفته شخصا متواضعا وغيورا على ابناء وطنه لديه حب التعاطي مع المبدعين السوريين وتعامل بود وانسانية مع باقي المبدعين السوريين بدافع شعوره الوطني وحسه الإنساني الرفيع”.

أما المايسترو عدنان فتح الله فأكد أن سهيل عرفة قامة وقيمة فنية كبيرة فيما يخص الاغنية السورية مشيرا إلى أنه قدم وزملاؤه للوطن العربي هوية الأغنية السورية حيث يعاني جيل الموسيقيين السوريين الشباب حاليا من إعادة الهوية لهذه الأغنية بحسب فتح الله.

وعن هوية الراحل الفنية رأى فتح الله أنه كان سابقا عصره في اللحن عبر الكثير من الأغاني التي قدمها لعمالقة الفن العربي كما أغنى المكتبة السورية الموسيقية في مجال الموسيقا الآلية فربط كل مقطوعة ألفها بحادثة أو قصة من تفصيلات التراث السوري الذي تناوله من مختلف مناطقه.

أما عازف العود والموسيقي محمود الحفار فقال “أعتبر رحيل الموسيقار عرفة خسارة للموسيقا العربية حيث يعد من الموسيقيين المميزين على مستوى سورية والوطن العربي امتاز بألحانه العذبة التي لاقت شهرة واسعة بين الناس فهو من الموسيقيين الذين أغنوا الموسيقا العربية بالحان جميلة النغم لتغدو هذه الهوية سمة اكتسبها كل من تتلمذ على يديه كما لحن لكبار الفنانين العرب الذين لاقت أغانيهم شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي بأسره”.

اكتشف سورية

سانا