معرض خريجي مركز أدهم إسماعيل في ثقافي أبو رمانة بدمشق

احتفاءً بيوم الكلمة.. الإنسانية.. الحياة..

استضافت صالة المعارض في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة في دمشق المعرض التشكيلي لخريجي مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية مساء الأحد 13 أيار، واحتفاءً بيوم وزارة الثقافة تحت عنوان «يوم للكلمة.. للإنسانية.. للحياة».

ضم المعرض 22 خريجاً مشاركاً شمل 43 عملاً بأسلوب التصوير الزيتي اختلفت مشاربها ما بين الطبيعة الصامتة والبورتريه والموديل العاري والحالات الإنسانية المتنوعة والتراث الشعبي.


من المعرض الفني التشكيلي لخريجي مركز أدهم إسماعيل


«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح والتقى السيد قصي عبدالله الأسعد مدير مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية في حديث خاص قال: «برعاية كريمة من الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة انطلقت فعاليات معرض خريجي مركز ادهم إسماعيل للنصف الأول من عام 2016، بمشاركة 22 فناناً، وشمل المعرض 43 عملاً بأسلوب التصوير الزيتي، وتراوحت المواضيع ما بين البروتريه والتراث الشعبي والطبيعة الصامتة والموديل العاري، تم اختيارها من قبل الطلبة كلٌ حسب رغبته وميوله».

وأضاف: «المعرض عبارة عن محطة للطلبة الخريجين تتيح لهم فرصة الإبحار والانطلاق بإبداعاتهم وتحويل افكارهم لفن يحمل رسالة بصرية تعبر عن هويتهم».


مدير مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية الأستاذ قصي عبدالله الأسعد


وعن جديد ونشاطات المركز قال الأسعد: «حالياً نقوم على توسيع استقطاب المواهب الشابة للراغبين بتطوير مواهبه الفنية من خلال زيادة عدد الدورات التدريبية للأطفال واليافعين للفترة الصباحية، بالتوازي مع خطط وبرامج مدروسة خاضعة للتقييم والتقويم بشكل دائم بإشراف فريق فني متخصص، بالإضافة للبرنامج المكثف الممتد لعامين دراسيين».

وتابع:« إن مركز أدهم إسماعيل هو الوحيد الذي يعتمد المدرسة الواقعية كأساس للتدريب، والسبب بتمسكنا وإصرارنا على هذا النهج نابع من اعتقادنا الراسخ ان كل المدارس الفنية قامت على الأسلوب الواقعي، فأي فنان يعتمد هذه المدرسة في أسلوبه قادر على الخوض في أي من المناهج الأخرى».


من المعرض الفني التشكيلي لخريجي مركز أدهم إسماعيل


وختم بالقول: «لا بد من التنويه هنا إلى أن الطالب في المركز خلال فترة الدراسة والتدريب خاضع إلى تقديم مشروع أسبوعي يتم تحكيمه من قبل لجنة متخصصة بهذا الشأن، فخلال عامين يتقدم الطالب كل ستة أشهر بـ 25 مشروعاً، يتخلله 4 محطات امتحانية تضاف بالمحصلة لنتائج الطالب نهاية دراسته والتي يتم بموجبها نجاحه أو رسوبه، الأمر الذي يؤهله لتقديم مشروع تخرجه لنيل الشهادة، وبالنهاية اتمنى على الخريجين الجدد متابعة العمل الفني لصقل تجربتهم الفنية مما يسهم في رفد الحركة التشكيلية في سورية ودفعها نحو الأمام».


من المعرض الفني التشكيلي لخريجي مركز أدهم إسماعيل


التشكيلي حسن حسن مدرس في مركز أدهم إسماعيل قال في حديث لـ«اكتشف سورية»: «نقوم بتخريج الطلاب من المركز كل ستة اشهر بعد اتمامهم لعامين وثلاثة اشهر في الدراسة بالمركز، ومع اقتراب التخرج نعمل على مناقشة المواضيع التي يختارها كل طالب بما يتناسب ميوله واهتماماته تحت إشراف ورعاية الأساتذة المختصين الذين يحرصون على تخريج فنانين بخبرات ومستويات عالية ترفد الحركة التشكيلية في سورية بما يليق بمكانتها عربياً وعالمياً، وبالنسبة لمعرض التخرج اليوم فقد تراوحت الأعمال بين الطبيعة الصامتة والحالات التعبيرية المختلفة ضمن تقنيات تفاوتت درجة اختلافها حسب الطالب وطريقة تعاطيه مع فكرته المطروحة، أما سوية الأعمال المعروضة فيمكن القول أنها جيدة بالمجمل».


الفنان التشكيلي وليد الآغا


التشكيلي وليد الآغا قال لـ«اكتشف سورية» خلال حضوره المعرض: «إقامة المركز لمعرض متخصص للخريجين يعتبر إنجازاً بحد ذاته في هذه الآونة الحرجة التي نمر بها في سورية لذلك لابد من شكر القائمين عليه للجهد المبذول في إخراج المعرض وتنظيمه، والملفت تناول الخريجين لمواضيع مختلفة في طرح مشاريعهم، بمعنى أنه كان لهم حرية اختيار الفكرة المراد تجسيدها من قبلهم، وفيما تباينت سوية الأعمال المعروضة، إلا أن الخريجين في معرضهم اليوم نالوا لقب الفنان لحصولهم على كل المعطيات في إنجاز عمل فني مكتمل العناصر من حيث القيم اللونية وعجينتها، بالإضافة للفكرة المطروحة والتقنية المتبعة، وكذلك التشريح كما رأينا على سبيل المثال لا الحصر، في عمل التشكيلي الشاب عمرو كيلاني الذي أستشف له مستقبلاً فنياً واعداً بالإضافة لأعمال التشكيليين شادي موسى ونور عابورة وآخرون».


من المعرض الفني التشكيلي لخريجي مركز أدهم إسماعيل


واضاف: «جاءت أغلب الأعمال بالحجم الكبير وهذا دليل على تمكن الخريجين من السيطرة على اللوحة، وبينما قدم الجميع وجهة نظرهم، استطاع البعض التمّيز في عمله المنجز، ولكن الملاحظ طرحهم للمواضيع بجرأة ينم عن تطور في طريقة التعاطي مع الفكرة؛ نحن أحوّج لها في ايامنا هذه بدءاً من المعاهد ووصولاً إلى الكليات الجامعية، وأخص بالذكر موضوع الموديل الذي يعتبر اساس التصوير، حيث لم يُطرح في معرض اليوم بطريقة مبتذلة أو غرائزية إنما بمفهوم جمالي تشكيلي فني، بالمحصلة الشكر لإدارة المركز والأساتذة الفنانين على هذا الجهد الرئع».

والتقينا مجموعة من الطلبة الخريجين وكان لنا معهم هذا الحوار:

منيرة شياح: «اقتبست فكرة اللوحة من الفولكلور الصوفي في أداء رقصة المولوية التي تعتبر جزءاً من تراثنا الدمشقي.. أضفيت أجواء مظلمة على اللوحة لإظهار الروحانية التي تعتمر المؤدين، كما عمدت إلى استخدام الوان مختلفة عما هو متعارف عليه من أجل التركيز على قوة الحركة للراقصين، وبفضل مساعدة الأساتذة ورعايتهم لنا في المركز استطعت أن اجسد فكرتي وإخراجها إلى النور».


التشكيلية الشابة منيرة شياح


محمد خير أحمد: «اشارك بلوحتين بورتريه؛ لي ولأحد زملائي في المركز، وقد ارتأيت هذا الموضوع لما يحتاجه من دقة وتركيز على التفاصيل لإظهار الشبه الحقيقي حيث إغفال أي خط لملامح الوجه يفقده مصداقيته، ولا بد من الإشاره بمناسبة تخريج جيل من الفنانين الشباب إلى أن مزاولة العمل الفني يحتاج إلى ممارسة وتجريب بشكل مستمر لاكتساب الخبرة والحرفية والهوية والتطور».


التشكيلي الشاب محمد خير أحمد


شادي موسى: «أعمالنا المشاركة في معرض تخرج اليوم تعتبر مخاض لما اكتسبناه من خبرة على مدى عامين من الدراسة النظرية والعملية في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية.. اخترت الطبيعة الصامتة موضوعاً للوحاتي متبعاً المدرسة الواقعية كما هو واضح في كل أعمالي المشاركة فيما تم اختيار احدى لوحاتي ملصقاً لكتيب المعرض من قبل ادارة المركز».


التشكيلي الشاب شادي موسى


نور عابورة: «اقدم ثلاثة أعمال بتقنية السكين التي تستهويني منذ بداية تعلمي تقنية الرسم، احاكي فيها طبيعة صامتة من الريف الدمشقي ضمن لعبة الظل والنور بإحساس وعفوية ظاهرين، بالنهاية اود ان اشكر كل الأساتذة والادارة على اهتمامهم وسعيهم الدؤوب والمستمر على تخريج طلاب متمكنين من أدواتهم وطموحين لمستقبل الفن التشكيلي السوري المتميز».


التشكيلية الشابة نور عابورة


يارا القاق: «كلي سرور اليوم بهذا التخرج الذي يأتي حصيلة عمل وجد على مدار عامين، أعمالي المشاركة تتحدث عن البيوت الدمشقية المحببة لدي بكل تفاصيلها لذلك اطلقت العنان لمخيلتي لتسجيل كل ما يمت الصلة عن هذه الأماكن بأسلوب الواقعية الإنطباعية».


من المعرض الفني التشكيلي لخريجي مركز أدهم إسماعيل


علاء الدين الحموي: «مجموعتي المشاركة لمعرض التخرج تتمحور حول القراءة لمراحل عمرية مختلفة في مسعى لتذكر المشاهد عن أهمية فعل القراءة والكتاب بشكل عام خاصة بعد أن أطاح التقدم التكنولوجي بهذا المفهوم مستخدماً أسلوب المدرسة الواقعية في بلورة الفكرة الأساسية للأعمال».


من المعرض الفني التشكيلي لخريجي مركز أدهم إسماعيل


لمى قباني: «اخترت قصائص الورد موضوعاً للوحاتي المشاركة لجماليتها وللمعاني الدافئة التي ينبض منها الورد، اليوم يملؤني الفرح بمعرض التخرج إلا أن هناك جانب من الحزن على فراق مقاعد المركز الذي غمرنا بالرعاية وقدم لنا فرصة الاستفادة والنهل من خبرات وتجارب اساتذته الكبار بمختلف الاختصاصات».


التشكيلية الشابة لمى قباني


أعمال التشكيلي الشاب عمرو كيلاني


عمرو كيلاني: «تجسد لوحاتي المشاركة الجسد العاري من خلال ثلاثة تكوينات ضمن وضعيات مختلفة مع غياب سيناريو يوحدها فيما بينها، في رغبةٍ مني لإظهار جمالية الجسم البشري بغض النظر عن المعايير الجمالية التي تختلف من ثقافة إلى أخرى ودون الأخذ بعين الاعتبار الحالة العمرية أو البدنية للموديل، واستغل هذه المناسبة للتعبير عن امتناني لكل القائمين على المركز لإتاحة الفرصة لثقل موهبتي بالتدريب والتجربة، وأنصح كل الشباب ممن يمتلكون شغف وموهبة الرسم الاستمرار بالعطاء للوصول إلى المهارة والحرفية».

زين .ص الزين

اكتشف سورية