معرض الفنانين عبد الكريم فرج و محمد العلبي في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق

.

استضاف المركز الوطني للفنون البصرية معرضا فنياً للتشكيليين عبد الكريم فرج ومحمد العلبي مساء الاثنين 2 ايار. قدم خلاله التشكيلي "فرج" تجربته المخضرمة مع فن الكولاج، فيما عرض "العلبي" أعماله التي مزج فيها ما بين الخط والرمز في مشهدية درامية انفردت في خصوصيتها.


المركز الوطني للفنون البصرية


مدير المركز الوطني للفنون البصرية التشكيلي الأستاذ غياث الأخرس استهل كتيب المعرض بالقول: «بهذا المعرض الثنائي لفنانين من جيلين مختلفين، في التشكيل السوري المعاصر، يشتغلان على أسلوبين وتقنيتين مختلفتين، يتابع المركز الوطني للفنون البصرية مشروعه في البحث عن التجارب الفنية التشكيلية السورية، المتميزة بجملة من الخصائص والمقومات، تأتي في مقدمتها ذهنية ورؤى المشتغلين عليها المنفتحة على كل جديد، ينتج عن محترفات الفنون المعاصرة، واختيارهم منها ما يتوافق وبحثهم الفني الذي تشتغل عليه تجاربهم الناهضة فوق منصات خاصة غير منغلقة أو جامدة وإنما متحركة بحيوية في أجواء الفن المفتوحة الآفاق على الجديد الجاد، والإبداع المستند إلى ما راكمته التجارب الفنية من المعارف النظرية والعملية».


من أعمال التشكيلي عبد الكريم فرج في المركز الوطني للفنون البصرية


في حوار لـ«اكتشف سورية» مع التشكيلي عبد الكريم فرج قال عن مشاركته: «يندرج معرضي اليوم تحت تصنيف المعرض الاستعادي حيث يتناول فترة زمنية من حياتي كان لها دور كبير في تكوين شخصيتي الفنية، وهذا حسب رؤية الاستاذ غياث الأخرس في تسليط الضوء على مرحلة يعتبرها أصيلة ومتجذرة ومتناغمة في مسيرتي الفنية، وعليه تم اختيار أعمال تم انجازها في تلك الفترة، يمكن اعتبارها مجموعة تجارب بعيدة عن أي موقف متكلف فقد أُنتجت من اسكتشات تجسد البيئة التي عشتها في السويداء ودمشق بالإضافة لأمكنة عديدة زرتها خارج سورية، حيث توخيت الصدق والعفوية المطلقة في نقلها على خامتي في مسعى لعدم محاكاتها وتكرارها لا بل أتغذى من موردها كمنبعٍ للرؤية ومنهل للإبداع، ومن هنا استطيع القول ان الصدق في التعامل مع اللوحة يؤثر ايجاباً بالمتلقي، فالمصداقية مع العمل الفني لا تُقَرر بوصفة أو حكم بل تأتي من خلال ذلك الميل الحميم اتجاه الرؤية البصرية التي يحن إليها الوجدان والقلب ثم تأتي اليد لتعبر عن كل ذلك، وهنا لابد من التجريب لكي نطلق لليد عنانها».


التشكيلي عبد الكريم فرج


ويضيف: «إن الفن لا يخطئ انما يتقدم إلى الأمام باتجاه الوجدان والطبيعة، فعملية الحوار ما بين وجداني وبصري وبصيرتي والطبيعة هي النول الحقيقي الذي نسج هذه الأعمال، لذلك أنا مع استخدام جميع الوسائل والتقانات من أجل الوصول إلى اللوحة التي ترضيني في المقام الأول وتمنحني الشعور بالرضا عن هذا المُنجَز».


التشكيلي محمد العلبي

التشكيلي المشارك محمد العلبي قال لـ«اكتشف سورية»: «فكرة المعرض الأساسية تتمحور عن الحرب وتداعياتها على حياة الإنسان التي لا ينجو من قبحها وبشاعتها أحد، طالني منها خسارة منزلين ومرسمين وتهجير تعسفي مستمر إلى الآن، هذا غيض من فيض لمعاناة كثير من السوريين، من هنا جاءت لوحاتي لتجسد هذه الحالة المفجعة باستخدام أسلوب الترميز علماً أنني سابقاً كنت أميل أكثر إلى التجريد، أعمالي الآن تحمل في طياتها طابعاً رمزياً فرضته ظروف الحرب، قد أكون استخدمتها للبقاء متماسكاً وحتى لا تفلت زمام الأمور من بين يدي.. أعمالي المعروضة تم انتقاءها بدقة وحيادية من قبل المركز ولي الفخر مشاركة الفنان عبد الكريم فرج هذا المعرض».


من أعمال التشكيلي محمد العلبي


وعن التقنية المستخدمة في لوحاته قال: «استخدم الريشة مباشرة على سطح اللوحة ونظراً لتدريسي مادة الحفر وتأثري بها فقد منحت بعض اعمالي احساسا بالطباعة الحجرية أو الأختام الخشبية الملونة».

وتابع: «بما أنه لا يمكن فصل الفن عن التاريخ فإنني أعتبر هذا المعرض وثيقة للحرب المدمرة التي تدور رحاها على أرضنا لذا أدعو الجميع لحضور معرضنا اليوم والاطلاع على الرموز التي تكتنزها هذه اللوحات لأن الفن له طرق استشرافية في استنباط الحلول يغفل عنها بعض السياسيون، نحن بحاجة إلى جيل مثقف فنياً لإتاحة قراءة النص البصري للجميع».


الباحث التشكيلي غازي عانا قال لنا: «إن توقيت إقامة هذا المعرض يشهد استمرارية نشاط صالة عرض مركز الفنون البصرية وتواصلها مع زوارها، خاصة أنه يأتي بعد المعرض السنوي الثاني، وعن معرض اليوم للتشكيليين عبد الكريم فرج ومحمد العلبي فانا متابع لتجربة "فرج" منذ بداياتها ودائماً ما يفاجئني بأعمال الكولاج خاصته التي تحتاج لصبر وتأني في إخراجها على هذه الصورة الجميلة، ولا ننكر أن صالة عرض المركز توفر شروط عرض مثالية من ناحية مسافة الرؤية البصرية الصحيحة والإضاءة المناسبة زادت من جمالية الأعمال المعروضة».


حوار مع التشكيلي غازي عانا


وعن تجربة التشكيلي محمد العلبي قال: «كوني أعمل في مجال النحت فقد أعجبتني أعمال التشكيلي "العلبي" التي لمست في بعض لوحاته ما يشبه فن "الرولييف" والرقم الطينية، هناك مزج ما بين الغرافيك والتصوير لا ندري ان كان متعمداً أو مارسه الفنان في لاوعيه نتيجة تخصصه بالغرافيك، إلا أن التأثيرين قد ظهرا بشكل واضح الأمر الذي أثرى سطح اللوحة».

وختم يقول: «المعرض دعوة مفتوحة للجميع وخاصة للفنانين وأساتذة وطلاب الفنون الجميلة تحديداً كونها فرصة لمعاينة تجربة الفنانين والتعلم منها».


حوار مع التشكيلية أسماء فيومي


التشكيلية أسماء فيومي في معرض تعليقها على أعمال التشكيلي عبد الكريم فرج قالت: «أعمال الفنان الدكتور عبد الكريم فرج مثيرة للانتباه فهناك حساسية مدهشة للون والفراغ خاصة في استخدامه للون الأبيض وتوظيف نقاءه لصالح اللوحة بالإضافة للتكوينات الرائعة على الرغم من إعطاء اللون الاهتمام الأكبر، فتداخل اللون مع القماش والمطرزات ومهرها بالأحبار جعل منها أعمال نادرة قل نظيرها حتى في سورية».


حوار مع التشكيلي محي الدين الحمصي


التشكيلي محي الدين الحمصي لدى سؤاله عن انطباعه عن المعرض قال: «نشاهد أعمال الدكتور عبد الكريم فرج الغني عن التعريف من خلال تجربته الخاصة المشهود له بها فيما على الجهة المقابلة يعرض معه التشكيلي محمد العلبي وكأنه لقاء بين جيلين، هناك تضاد بين أعمال الفنانين فبينما عالج التشكيلي "فرج" أعماله بطريقة الكولاج في معظمها، مقسمة على مرحلتين؛ قديمة وحديثة، بينهما فاصل زمني كبير حيث عمل على الأولى بأسلوب الغرافيك وظّف بها مواد كالقماش والدانتيل أضفت على اللوحة جمالية خاصة نتلمس تفاصيلها كلما اقتربنا منها، ولكن الأجمل هو الابتعاد عنها لإعطاء الرؤية البصرية حرية أوسع في رصد مكونات العمل الفني، أما التشكيلي "العلبي" فلديه اختلاف في العناصر فقد عمل على التجريد حيث مزج مابين الخط واللون أكثر منه على التكوينات والكتلة، وتنقله ما بين الألوان منح المتلقي متعة بصرية حملته لأبعاد كثيرة، في النهاية أشكر القائمين على صالة المركز خاصة الأستاذ غياث الأخرس على إخراج المعرض بهذه الصورة الرائعة».


حوار مع السيدة سعاد قوادري حرم الأديب الكبير الراحل عبد الرحمن منيف


السيدة سعاد قوادري حرم الأديب الكبير الراحل عبد الرحمن منيف خلال حضورها افتتاح المعرض قالت لـ«اكتشف سورية»: «في البداية إن إقامة معارض فنية في ظل ظروف قاسية واستمرار هؤلاء الفنانون في عطائهم رغم المعاناة وإصرارهم على نقل بشاعة المشهد وتلخيصه قد يخفف علينا من وطأته، لا شك أن الجهد المبذول في معروضات الفنانين اليوم واضح للعيان، يسلط الضوء على مراحل تطور تجاربهم الفنية، وأخص بالذكر التشكيلي عبد الكريم فرج الذي عاد بنا بأعماله إلى زمن حياكة البسط والسجاد إلا أنه هنا يقدمها لنا بطرق مبهجة تدخل السرور إلى القلب لمجرد النظر إليها، وهذا ما عنيت به أن عروض الفنانين بمختلف مجالاتهم تخفف من وطأة قباحة منظر الحرب الدائرة ضدنا الآن، لهذا نحن ممتنون لهم وشاكرين أيضاً لمركز الفنون البصرية على إتاحة الفرصه للفنانين بتقديم أعمالهم بالشكل الذي يليق بها».


حوار مع التشكيلي منذر كم نقش


التشكيلي والمستشار الفني لدى مركز الفنون البصرية منذر كم نقش قال لنا: «استطاع كل من الفنانين عبد الكريم فرج ومحمد العلبي في معرضهم اليوم خلق حوار ما بين اللوحة والمتلقي فكلاهما يمتلكان من الخبرة والتجربة ما يجعل من هذه العمليه أمراً ممكناً، فالتجريد في حقيقته هو فكر محض تدب فيه الحياة بفعل الحركة ويميته السكون، من هنا أرى قيمة مضافة في كل من أعمال الفنانين».

زين .ص الزين | تصوير: عبدالله رضا

اكتشف سورية