احتفالا بعيد الجلاء.. الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في دار الأوبرا بدمشق

.

أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان حفلها الدوري مساء 13 نيسان 2017، على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون - أوبرا دمشق. قدمت الفرقة في هذه الأمسية عملين موسيقيين سوريين جديدين يعزفان لأول مرة، الأول هو كونشيرتو ناي والأوركسترا وهو عمل جديد لعازف البزق السوري محمد عثمان، ناي منفرد إبراهيم كدر، العمل مكتوب بقالب كونشيرتو عالمي بثلاث حركات «سريعة، بطيئة، رقصة».


الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في دار الأوربرا


يعد محمد عثمان من أمهر عازفي البزق في سورية، وسبق له أن قدم الأعمال الموسيقية الشهيرة عبر أمسياته بأسلوب خاص ومتقن، ويبدو مثالياً إلى حد الانطواء وحريصاً على صقل مؤلفاته وتهذيبها بعناية فائقة قبل أن تصل إلى المتلقي، لتكون موسيقى جديرة بالتقديم والاستماع، وتالياً تبدو وكأنها ارتجال سلس متوازن تحقق بأبسط الوسائل، وكونشيرتو الناي والأوركسترا أكبر مثال على ذلك، حيث الانسجام الواضح بين الآلة المنفردة والآلات الأخرى، وغير ذلك جاء أداء الموسيقي إبراهيم كدر بارعاً ومتمكناً واستطاع أن يؤدي العمل بكل أريحية وإتقان.


الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في دار الأوربرا


العمل الثاني جاء بتوقيع الموسيقي السوري القدير نوري رحيباني حيث اختارت الفرقة مجموعة مقطوعات من عمله صور موسيقية من الشرق، حيث مجموعة لوحات تحاكي سورية وتراثها وطبيعتها بلغة موسيقية عالمية، وباسلوب رمزي حيث تجسد المقطوعات قافلة تسير وتدور بين طبيعة سورية وعاداتها ورقصاتها.

والمايسترو نوري رحيباني هو موسيقي سوري مغترب كبير له تجارب مميزة بقيادة الأوركسترا في أوربا، وصاحب مؤلفات مميزة، منها التي عزفتها السيمفونية «صور موسيقية من الشرق» في هذه الأمسية والتي جاءت تحت عناوين مختلفة منها «الطريق الطويل إلى الواحة، القافلة عند الفجر، الخربة المهجورة، طريق الحرير، القافلة عند الظهر، فرسان تدمر...» وغيرها لتصل العناوين إلى اثني عشر لوحة من عبق الشرق عامة وسورية بشكل خاص، أضاف المؤلف بهذا العمل نزعة أدبية عميقة تجلت في عنايته الفائقة باختيار النصوص والجمل الموسيقية ولكن فنه الرفيع تجلى فيما حققه من اندماج مرهف بين هذه العناصر في اسلوبه الموسيقي الشخصي المهذب الخالي من الاستهلاك بل اسلوب يتدفق حيوية وانسجام متقن وجمل موسيقية في غاية الجمال، وزادها تألقاً أداء فرقتنا بقيادة باغبودريان.


الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في دار الأوربرا


وفي تصريح لـ«كتشف سورية» قال باغبودريان: «هذه الأعمال السورية أحببنا أن نقدمها احتفالا بالعيد الوطني عيد الجلاء، لأن هذه المناسبة عزيزة على قلوبنا، فلابد للفرقة السيمفونية الوطنية أن تحتفل به بطريقتها الخاصة وبأعمال موسيقية كبيرة تقدم لأول مرة».

إدريس مراد

اكتشف سورية