رواية «اختبار الندم» للكاتب خليل صويلح تنطلق من غاليري «ألف نون» للفنون والروحانيات بدمشق

.

استكمالاً لجدليتها الخامسة مابين الكلمة واللوحة والنحت، اطلقت غاليري «ألف نون» بدمشق، الرواية الأحدث للكاتب السوري خليل صويلح بعنوان «اختبار الندم»، بحضور لافت من محبي وأصدقاء قلمه في حفل توقيع للرواية مساء السبت 18 شباط الجاري، والرواية من إصدار هاشيت أنطوان في لبنان، وتوزيعها الحصري في سورية لمكتبة شاشاتي دمشق.


غلاف رواية اختبار الندم للكاتب خليل صويلح

على حافة العدم هذه، يعيش الراوي يومياتٍ سقيمة، يحيا بما تبقى من ركام السنوات الست، يمضيها في أروقة دمشق ومقاهيها، ويهدر أيامه على حواجز التفتيش فيها، ويسعى لإكمال روايته، لا لغرض إكمالها؛ وهو ما لم يتم، بل لأن الكتابة لديه هي «اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت». الكتابة كفعل يؤكد له وجوده في مدينة تعج بالأموات. في مدينة يعيش فيها «كمن يعيش في الإقامة الجبرية، كل ما حولي يضيق إلى حدود الاختناق».


الكاتب خليل صويلح والتشكيلي بديع جحجاح

حينما يلتصق الراوي بالكاتب، تتحول الرواية إلى سيرة ذاتية ويوميات، لا مُتسع فيها للمتخيَّل بقدر سيطرة وقائع حقيقية على القص. ذاك ما دأب صويلح على توضيحه على لسان راويه، إذ يسخط لأن «قارئة أخرى تتعامل معي بوصفي بطلا لروايتي، لا راوياً فحسب».

محاولاً أن يفض أمام القارئ الارتباط بين الراوي والمؤلف، بيد أن هذا الفض الذي أُفهم علنا، يعود إلى الاشتباك حينما يورد الكاتب أسماء حقيقية، بصفتهم أصدقاء للراوي وله في آن، عائداً بذلك إلى «الاشتباك اليقيني بين الراوي ومؤلف الرواية». يحضر الأصدقاء في سياق الرثاء. مراثٍ أدبية لأناس رحلوا مثقلين بالفقد والبعد، مات محمد الوهيبي «مطعوناً بخنجر الفقدان. اختنق بصقيع المنفى وذهب إلى غيبوبته الأخيرة، في إشارة لاكتمال المحنة وانتهاء الدرس»، وأجهزت القوى الظلامية على الشاعر بشير العاني وابنه ذي التسعة عشر عاماً بتهمة الردة وهو يصبو للخروج من المدينة الملفّحة بالرايات السوداء. توفى بشير و«غاب بصمت، ودفن في قبرٍ مجهول لن يزوره أحد».


وزير التربية السيد هزوان الوز في غاليري ألف نون أثناء حفل توقيع رواية الكاتب خليل صويلح

«اكتشف سورية» التقى الكاتب خليل صويلح ليحدثنا باقتضاب خلال حفل توقيع الرواية وقال لنا: «ترصد رواية "اختبار الندم" سنوات الحرب الخمسة من خلال كاتب يدير ورشة لكتابة السيناريو تتالى عبرها القصص والحكايا عن دمشق بكوارثها وكوابيسها حيث تسلط الضوء على تأثير الميديا وتكنولوجيا المعلومات على علاقات الناس وتواصلهم، تسرد الحكاية عن شاب "الراوي" يتعرف على فتاة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وتتطور إلى علاقة غرامية، بالتوازي مع شخصية ثالثة نلمسها في رواية قيد الكتابة من الراوي لم تكتمل فصولها..


جانب من حضور حفل توقيع رواية اختبار الندم للكاتب خليل صويلح في غاليري ألف نون بدمشق

هي رواية عن الفقدان وعما يحدث في شوارع دمشق، تعكس شخصياتها أثر الحرب وارتداداتها السلبية على نفوسهم، ففي روايتي السابقة "جنة البرابرة" الصادرة عام 2014، تحدثت فصولها عن التأثيرات الخارجية للحرب على الناس، فيما تتقاطع بعنصر واحد فقط مع روايتي اليوم بتواجد الراوي فيهما، الأمر الذي يجعلهما ثتائية أدبية بشكل ما».


التشكيلي يوسف عبدلكي في غاليري ألف نون أثناء توقيع رواية اختبار الندم للكاتب خليل صويلح

التشكيلي بديع جحجاح عراب جدليات «ألف نون» للفنون والروحانيات يقول: «استمراراً للجدل الذي تقوم به غاليري "ألف نون" التي تفاجئنا دائماً، حيث افتتحت جدليتها الخامسة في الأسبوع الفائت بدخول مجموعة من الأطفال بصحبة مُعلمة الموسيقى كحالة استئنائية تندمج مع عالم الجمال؛ من تصوير ونحت، فتواجدهم ذاك يُعد نقلة مهمة في تحولات جَدل، واليوم وعبر إقبالاً لافتاً للقارئ نشهد استكمالاً لهذه الجدلية في غاليري "ألف نون" من خلال حفل توقيع رواية "اختبار الندم" للكاتب خليل صويلح في إشارةٍ لجَدل على اعتبارها رَحِم يحتوي الكلمة واللوحة والنحت، هذا المزيج الثلاثي يؤسس لمنظومة وَعيّ عالية المستوى عند الإنسان السوري الذي نطمح إليه عبر افكار وجدليات ألف نون».

اكتشف سورية