«شوية فرح» من «جوقة الفرح» في دار الأوبرا بدمشق

.

كعادتها وتحت عنوان «شوية فرح» تحتفل جوقة الفرح بأعياد الميلاد ورأس السنة عبر أمسية ضخمة ومبهرة أقامتها وعلى مدى ثلاثة أيام 20-22-23 كانون الأول 2016 بالمسرح الكبير في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق.

أدت الجوقة مجموعة من الأغاني الجماعية مثل «ينعاد عليك السلام، شوفي أطفال فقرا عم تبكي، هل كنت تدرين، ضلك أرجعي، جاي الليلة يسوع، الليلة ميلاد المسيح...»، إضافة إلى عدد من الأغاني الأجنبية وبلغات مختلفة التي تحاكي الخير والإنسانية، كما تضمن البرنامج مجموعة من الأغاني الميلادية التي اشتغلها الخبير الروسي الراحل فيكتور بابينكو مع الجوقة، لتكون بمثابة تحية إلى روحه هو الذي عمل


من إحتفالات جوقة الفرح بأعياد الميلاد ورأس السنة

بالموسيقى السورية طيلة فترة عمله كخبير في المعهد العالي للموسيقى بدمشق التي امتدت أكثر من خمسة عشر عاماً، وذلك من خلال سينوغرافيا وتالياً خلق صور ورؤى عبر تفعيل الإضاءة والألوان على الخشبة وتموضع الموسيقيين، حيث وضعت شجرة ميلاد كبيرة بجانب الأيمن من الخشبة لتكون بالوقت ذاته مدرجاً للموسيقيين وذلك بهندسة الفضاء المسرحي من خلال توفير هرمونية وانسجام متآلف بين ما هو سمعي وبصري، مما أدى إلى إثراء الخشبة وإغناء العرض وهذه الأشياء أدى إلى نجاح العرض وإبهار المتلقي، غير ذلك كان أداء الجوقة جميلاً ولاسيما العدد الضخم للمغنيين الذي تعدى ثلاثمائة مغني ومغنية بأعمار مختلفة.


من إحتفالات جوقة الفرح بأعياد الميلاد ورأس السنة

وفي لقاء مع «اكتشف سورية» قال الأب إلياس زحلاوي، مؤسس الجوقة والمشرف عليها: «شوية فرح، بل من حق سورية اليوم، فرح بحجم الكون، إلا أن أولادي في جوقة فرح شاؤوه شوية فرح، إزاء الحزن الهائل الذي ملأ عشاق سورية، بسبب الشر الجهنمي الذي تفتقت عنه عقول عبيد يحكمون الغرب، وأجرائهم من ذوي القربى، ملأنا الحزن».


من إحتفالات جوقة الفرح بأعياد الميلاد ورأس السنة

وأضاف: «ولكنه لم يقتلنا كما شاؤوا لنا، فلقد تعلمنا من أعظم أبناء سورية، ذاك المدعو يسوع».

وأنهى حديثه قائلاً: «أن نبقى أحياء، لا بل أن ندعو للحياة لكل إنسان، حتى لمن نصب نفسه عدواً لنا، وعلمنا أن نرفع الدعاء، نشيد حمد وتعظيم ويقين، لله الواحد الأحد، أولاً وأخيراً».


من إحتفالات جوقة الفرح بأعياد الميلاد ورأس السنة

ومن جانبها قالت الموسيقية كلوديا توما التي قادت الجوقة في عدد من المقاطع: «الهدف من هذه الاحتفالية هو خلق حالة من الفرح عند المتلقي بأعياد الميلاد وذلك من خلال الموسيقا والرقص والغناء وخلال ألوان أزياء والزينة التي تعكس برمزية وبدلالة غير مباشرة حقيقة أن الإنسان يزّين العيد بكل سلوكياته وممارساته وإيجابياته ومحبته للآخر وتعاونه معه في أي موقع يكون فيه».


من إحتفالات جوقة الفرح بأعياد الميلاد ورأس السنة

وأضافت: «العيد يأتي ليذكرنا بأننا زينة الحياة، وكي نعيش حالة فرح وننقلها إلى الجمهور وإلى الشعب السوري باحتفالات مماثلة».

أما الدكتور حبيب سليمان قائد الجوقة قال: «نقدم اليوم هذه الاحتفالية ضمن تقدم وتطور واضح للجوقة وخاصة في تقديم القطع الموسيقية الكلاسيكية العالمية، وهذه نقلة نوعية لفرقة بشكل عام».


من إحتفالات جوقة الفرح بأعياد الميلاد ورأس السنة

وأضاف: «وشجرة الميلاد التي نصبناها على الخشبة والتي احتضنت العازفين إنها ظاهرة مسبوقة، كما قدمنا جديداً آخراً وهو المشهد التعبيري الذي قدمته طفلة حيث جسدت حياة الفقراء، أما بهجة العيد ترمز إلى ولادة جديدة لسورية من جديد بعد هذا القتل والدمار».

إدريس مراد

اكتشف سورية