الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في حفلها الدوري

تعزف وتغني مدير المسرح لموتزارت

أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، بتاريخ 14 كانون الأول 2016 أمسية موسيقية غنائية خلال حفلاتها الدورية في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق.

حيث اختارت الفرقة عملين ضخمين لموتزارت، لتودع بهما عام 2016، وهما كونشيرتو البيانو رقم 23 بمشاركة عازفة البيانو راما نصري، وعملاً درامياً غنائياً بعنوان «مدير المسرح» بمشاركة كل من الفنانين «رشا أبو شكر، كارمن توكمه جي، عون معروف، ميخائيل تادرس».


من الحفل الدوري للفرقة السيمفونية الوطنية السورية

بشكل عام كونشيرتات البيانو عند موتزارت هي أعمال درامية غير ناطقة مليئة بالتوتر والنبل والعاطفة، ألحانها زاخرة بالحياة والفردية، مثلها في ذلك شخصيات موتزارت الأوبرالية، إن هذا الإحساس بالقيم الدرامية وقد أعيد تكوينها بصيغ موسيقية صرفة، هو روح تلك القوة الكاملة في العديد من كونشرتات موتزارت المعبرة عن عواطف شخصية عميقة، لا سيما الكونشيرتو 23 الذي عزفته الفرقة في هذه الأمسية، والتي استطاعت أن تصنع انسجاماً واضحاً جميلاً بينها وبين عازفة البيانو، وتالياً خرج العمل باسلوب جميل وبإبداع من فرقتنا كما عودتنا دائماً.


من الحفل الدوري للفرقة السيمفونية الوطنية السورية

أما بالنسبة للعمل الثاني «مدير المسرح» فهو من الأعمال موتزارت البسيطة ولكن مهمة المغنيين فيها صعبة جداً حيث نجد فيه تدرجات الصوتية المكتملة وينبغي على المغني أن يعتمد طاقة هائلة وانسجام لحني بين الكل، وغير ذلك يتضمن النص فكرة بلغة مطواعة تحفز المغني والموسيقيين على تناول الموضوع من باب دلالاته وكلماته بآن معاً، وتساوق الموسيقا مع النص، أي الملاءمة بينهما، كما تصور الشخصيات في العمل ومواقفها بألوان موسيقية مختلفة تتناسب الموقف والشخصية معاً، كان أداء مغنيينا جيداً وهم طلاب في المعهد العالي للموسيقا، مما يبرهن بأننا أمام جيل قادم من الأوبراليين السوريين سيكون لهم اسمهم في الساحة الفنية العالمية، كما اللذين تخرجوا في المعهد العالي للموسيقا بدمشق سابقاً وهم اليوم يصعدون أكبر المنابر في العالم.


من الحفل الدوري للفرقة السيمفونية الوطنية السورية

عن العمل الدرامي الذي قدم في هذه الأمسية قال باغبودريان في تصريح له لـ«كتشف سورية»: «إن العرض عبارة عن دراما من فصل واحد يتناول حكاية مغنيتي أوبرا تتنافسان فيما بينهما للفوز على لقب المغنية الأولى في مسرح الأوبرا، ويحاول مدير المسرح أن يوقف الشجار الذي يدور بينهما كما يتدخل مغنٍّ ثالث يدعى "بوغو" الذي يقوم بدور المهرج في العرض، ومن هنا يشتد النقاش بين تلك الشخصيات وتتوالى الأحداث، وتالياً يكون الحوار حول الفن والموسيقا».

إدريس مراد

اكتشف سورية