صدور الترجمة العربية لكتاب «الحرب القذرة على سورية» للباحث الاسترالي تيم اندرسون

.

صدر عن المركز العربي للأبحاث والدراسات «مداد» الترجمة العربية لكتاب «الحرب القذرة على سورية» للباحث والأكاديمي الاسترالي تيم اندرسون ترجمة وتقديم ناهد تاج الدين.

ويعد الكتاب رائدا بين الكتب الصادرة في الغرب عن الازمة في سورية إذ تقدم الحقائق فيه على نحو يكشف زيف وكذب الروايات السائدة عن الأزمة في الخطاب الإعلامي والسياسي الغربي وهو إعادة قراءة لأسباب الأزمة.

يقول الكاتب أندرسون عن أن كتابه موجه أساساً للمتلقي الغربي الذي يجهل الكثير من الحقائق عن طبيعة ما يجري في سورية، وأشار في هذا الصدد إلى أنه وعلى الرغم من أن المتلقي السوري قد يشعر أنه يعرف الكثير من الأمور التي تطرق إليها الكتاب، إلا أن المؤلف يرى أن الرأي العام الغربي، وخاصة في بلده استراليا، يجهل حقيقة ما يحدث في سورية، حيث هناك رواية واحدة تحاول اختزال ما يحدث هنا بمظالم شعبية وقمع من الدولة، من دون التطرق للإرهاب والتدخل الخارجي، ولذا رأى المؤلف أن هناك حاجة لمخاطبة الجمهور الغربي عبر قناة مختلفة وهي الكتابة الأكاديمية التي تستند إلى تقاليد البحث العلمي والمصادر الحيادية.

ويرى أندرسون أن هناك أوجه تشابه بين ما يحدث في سورية وعشرات الحروب غير التقليدية التي شنتها، وتشنّها، واشنطن، وخصوصاً في أميركا اللاتينية، على مدى أكثر من قرن من الزمن، حيث تطرق لمفهوم الحرب بالوكالة، وركّز على التناقض بين خطاب واشنطن في حماية الشعب السوري، وبين ما تقوم به حقيقة على الأرض، وساق أمثلة من تجارب أميركا في العراق وأفغانستان وليبيا وكيف بُنيت الكثير من ذرائع الحروب على أضاليل وأكاذيب استغلت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بعض الدول لشن حروب تحت شعار الحرية والديمقراطية. كما أضاء أندرسون في هذا الصدد على الحرب الدعائية «propaganda war»، وكيف يتم تغييب حقيقة ما يجري في سورية عن الرأي العام الغربي بسبب عدم حيادية وسائل الإعلام الغربية في تعاطيها مع الوضع في سورية.

يتطرق أندرسون في كتابه لمفهوم الاستعمار الجديد المُحدث «Neo-colonialism» حيث القوى الاستعمارية تعيد إنتاج الاستعمار بصور جديدة، وحيث العقوبات الاقتصادية والهيمنة الثقافية هي أوجه جديدة للاستعمار، كما تعرض المؤلف لمبدأ التدخل الإنساني ومبدأ مسؤولية الحماية «R2P»، واعتبر أن المبدأين يمثلان محاولة جديدة للتدخل في شؤون الدول من خلال استغلال الجانب الإنساني وتسييسه.

وفي فصل «سورية بين ربيع دمشق والربيع العربي» تطرق أندرسون في هذا المحور إلى الإصلاح السياسي الذي شهدته سورية في العقد الماضي والعثرات التي واجهها هذا الإصلاح، وأضاء على طبيعة الحراك السياسي آنذاك والاختلاف الجوهري بين طبيعة المعارضة السورية وأجندتها قبل عام 2011 وبعده، وشرح ما اعتبره «أسطورة» المعارضة المعتدلة، وكيف تم استخدام هذه المفهوم بطريقة مغلوطة أدت إلى أن تدعم القوى الكبرى جماعات متشددة تحت شعار دعم المعارضة المعتدلة.

وأعرب مركز «مداد» عن أمله بأن يساعد تقديم هذا الكتاب للقارئ العربي على استلهام رؤية جديدة للأزمة في سورية يتجاوز بواسطتها أنماط الفهم المغرضة المبثوثة عنها غربياً وعربياً وهذا يفتح أفقاً جديداً لمعرفة ما يحدث في سورية.

اكتشف سورية

اكتشف سورية