معرض «تحية لأمهات الشهداء» بثقافي أبو رمانة

.

اختلفت وتباينت اللوحات المشاركة في المعرض التشكيلي الذي يقيمه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة لمجموعة من الفنانات بمناسبة عيد الشهداء تحت عنوان “تحية لأمهات الشهداء” بإشراف الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا.

وقدمت الفنانات أعمالا اعتمدت تقنيات مختلفة في اللون وجنح بعضها إلى التجريب إضافة إلى المدارس الفنية السائدة ولا سيما الواقعية والتجريدية والرمزية.

وعن لوحاتها قالت الفنانة التشكيلية مفيدة ديوب “شاركت بلوحتين وهما روح دمشق وحلم بالألوان الزيتية والإكرليك دمجت خلالهما الأنواع اللونية المختلفة لأعبر عن مكنونات المرأة اتجاه وطنها وتربية أبنائها وتطلعاتها لمستقبل وطني مشرق وزاهر عبر استخدام الواقعية والتجريد للوصول إلى الأصالة والمعاصرة”.


وأوضحت الفنانة التشكيلية هدى الطالب أن مشاركاتها التي كونت بنيتها بالألوان الزيتية تدل على عراقة التراث الدمشقي وعلى مدلولاته التاريخية التي تشير إلى أن دمشق مدينة حضارة منذ القدم فيما عبرت لوحات الفنانة منى حمدان عن حالة ذاتية رسمتها الفنانة بالألوان المائية وفق ما يدور في نفس الفنانة الأنثى.

وعبرت الفنانة صريحة شاهين في لوحاتها المختلفة عن حالات نفسية اجتماعية متنوعة تخص البيئة الاجتماعية السورية في عصرنا الراهن والمرأة بشكل خاص ودورها في بنية المجتمع الإيجابية وذلك من خلال ألوان زيتية وإكريليك ومواد ممزوجة ومتنوعة استخدمتها بتقنية فنية.

وعبرت الفنانة سهام إبراهيم في لوحتها المرأة عن أحلام المرأة السورية بعودة الفرح والتصدي للمؤامرة وإنهاء الألم ليعيش الشعب السوري بسعادة وسرور وذلك وفق أسلوب تعبيري أدته بتقنية عالية وألوان ممزوجة بشكل فني.


أما لوحة أمومة للفنانة رؤى حسن التي رسمتها بألوان مائية تذهب في معانيها إلى دور الأم في تطور الحالة الاجتماعية إضافة إلى أنها تبعث أبناءها للقيام بواجبهم ثم تبقى على حالة الانتظار والألم حتى يعودوا إليها سالمين بعد أن قاموا بواجبهم.

وأشارت الفنانة هالة المسط إلى أن لوحاتها التي رسمتها بالألوان الزيتية تجسد القيمة الأثرية والتاريخية لدمشق لذلك يتمسك أهلها بقيمهم ككل السوريين للدفاع عنها والمحافظة على مكانتها.

وفي لوحتيها عبرت الفنانة وفاء خطيب عن مدى تحمل المرأة من شقاء وإصرارها على الصمود في وجه الحرب على سورية معتبرة أن دور المرأة هو من أهم الأدوار الذي يؤدي إلى النصر.


ورأت مديرة ثقافة دمشق الفنانة التشكيلية رباب أحمد أن هذه المعارض من مقومات الثقافة السورية ومن أسسها الدالة على استمرار الحضارة في هذا البلد والتمسك بأصالتها مؤكدة عزم مديرية الثقافة الاستمرار بالأنشطة الثقافية وخاصة التي تتناول رموزنا الوطنية وفي طليعتهم الشهداء الذين قدموا للوطن أغلى ما يمتلكون.

ورأت عضو مجلس الشعب جانسييت أباظة أن المعرض يعطي الأمل بالحياة ولا سيما أن النساء الفنانات أتين ليتحدين المؤامرة على سورية ويشاركن في معرض بمناسبة عيد الشهداء للتعبير عن سمو الشهادة وقيمتها العالية ومدى أهميتها الوطنية والإنسانية عبر التاريخ إضافة إلى أن التفاؤل والأمل يظهران في معظم اللوحات بأن المستقبل القادم هو أجمل.

كما قدم الفنانان التشكيليان عبد الرحمن مهنا وأنور الرحبي والناقد أديب مخزوم ندوة حول قيمة الفن التشكيلي الذي قدمته المشاركات في المعرض والبنية الفنية لتلك اللوحات والمستوى الفني والمعاني التي تضمنتها ومدى قيمة هذا المعرض بمناسبة عيد الشهداء.


وأكد الفنان التشكيلي مهنا عراقة الفنانات السوريات وقدرتهن على استخدام المواهب من أجل خدمة المجتمع وتقدير قيم الشهادة ومدى أهمية حضورهن من مختلف المناطق للتعبير عن مكانة الشهيد السامية وعن استعداد الأم السورية للتضحية بأبنائها من أجل الوطن فالمعرض هو تكريم لأمهات الشهداء الذين ضحوا لنعيش نحن.

كما قال الناقد مخزوم في محوره إن “الفنانات المشاركات في المعرض قدمن أشكالا مختلفة في مستواها الفني وفي القدرة على استخدام الألوان بأنواعها من أجل أداء المعاني الدالة على وعي المرأة السورية وتربيتها لأبنائها الذين يحافظون على كرامة وطنهم”.

وخلص الفنان أنور الرحبي إلى أن كل هذه اللوحات هي عبارة عن انعكاس لحياة المجتمع السوري وهي تعبير عن إحساس تلك النساء بصور راقية المستوى استطعن أن ينقلن ما يريده السوريون بشكل حقيقي.

محمد خالد الخضر

sana.sy