محاولات فنية شابة في معرض شبابيك الحن في الرواق العربي

.

قدم اثنا عشر فنانا وفنانة من الشباب تجربة فنية جديدة مساء اليوم ضمن معرض بعنوان شبابيك الحن في صالة لؤي كيالي بالرواق العربي والذي يقيمه فرع دمشق لاتحاد التشكيليين السوريين.

وضم المعرض ثلاثة وعشرين عملا تشكيليا تنوعت بين التصوير والغرافيك والتجهيز في الفراغ وتناولت موضوعات انسانية من رؤى فنية متنوعة تفاوتت من حيث السوية الفنية بين المقبول والجيد مع وجود بعض الأعمال المبشرة بولادة فنانين مجتهدين من ناحية الأسلوب والتقنية.

وقال التشكيلي بشير بشير رئيس مكتب المعارض في اتحاد التشكيليين السوريين “نحاول في الاتحاد دعم الكوادر الفنية الشابة بكل ما لدينا من إمكانيات مادية ومعنوية بصورة عادلة للجميع” معتبرا أن كل فنان سوري شاب يجب أن يأخذ حقه وفرصته في العرض والمشاركة في النشاطات الفنية المتنوعة ولا سيما أن هذا المعرض يضم عددا من الأعمال الجيدة وتحمل أفكارا جديدة.


بدوره قال التشكيلي الشاب فهد الرحبي المشرف على المعرض والطالب في السنة الثالثة في كلية الفنون الجميلة قسم عمارة داخلية “تسمية المعرض شبابيك الحن ترتبط بالحناء والحنين وطائر الحن وسعيت لربطه بالاداميات وبالنساء تحديدا وانطلقت الفكرة بيننا كفنانين شباب لإقامة معرض مشترك برؤى متنوعة حول فكرة واحدة” مبينا أنه قدم خمسة أعمال تنتمي للفن التركيبي اعتمد فيها على أشياء عادية من الحياة اليومية وإعادة توظيفها في قالب فني يوحي بفكرة محددة مستخدما الرموز اللاتينية المحرفة بتوظيفات متنوعة.

ولفت الرحبي إلى أن المعرض تطلب نحو شهرين للإعداد له من قبل المشاركين ليكون بطاقة انطلاق للبعض ومتابعة للبعض الآخر معتبرا أن الفن التركيبي مع الوقت سيكون أقرب للناس وسيأخذ موقعا متقدما في الساحة الفنية السورية.

وشارك نعيم الخياط طالب سنة ثالثة في كلية الفنون الجميلة قسم عمارة داخلية بعملي رسم على ورق مقوى يمثلان القيود المفروضة على الشباب السوري من قبل الدول المتامرة على سورية وقال “سأعمل على تطوير هذه الأفكار في أعمال لاحقة يمكن أن أشارك فيها بمعارض مستقبلية تخدم هذه الفكرة”.


أما لبابة عطية طالبة سنة ثالثة في كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية فقالت “هوايتي الأولى هي الرسم ودفعتني لدخول كلية الفنون الجميلة ورغبت أن أشارك في هذا المعرض بلوحتين تقدمان حواء بأسلوب فيه محاولة للخلط بين الغرافيك والرسم باللون المباشر بأسلوب واقعي تعبيري واعتمدت اللون الأسود المعبر عن حالات الغموض التي تدخل فيها المرأة” لافتة إلى أنه رغم تخصصها بالعمارة الداخلية إلا إنها لن تتخلى عن الرسم وستعمل على تطوير لوحتها.

وقدم أحمد الخطيب خريج معهد الفنون التطبيقية عملين يتناسبان وفكرة المعرض من حيث التركيز على الحس الإنساني وقال “أحد العملين يمثل طفلا مختبئا داخل صندوق كرتوني تعبيرا عن الخوف والذعر بما يحمل من دلالات انسانية واسعة والعمل الآخر يجسد ثنائية نسائية تعبيرا عن حالات الاضهاد التي تعاني منها الأنثى بكل دلالاتها”.

بدوره قال معتز العمري خريج معهد أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية “جاءت مشاركتي في هذا المعرض كتجربة جديدة مع مجموعة من الشباب الجدد كما أن مكان العرض في صالة لؤي كيالي هو أمر مهم لأي فنان” مبينا أن العملين الذين شارك فيهما بتقنية الغرافيك والشاشة الحريرية مع إدخال اللون إليها يمثلان الحالة الإنسانية وواقع الناس في في ظل الحرب على سورية.


من جانبها قالت نور الكوا طالبة سنة رابعة في كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية “الاستمرار في العمل والعرض دليل على قدرتنا على الحياة وتقديم الجمال في زمن الدمار” موضحة أن لوحتها بعنوان “النائحات” تنتمي لتجربة سابقة لديها واللوحة الثانية جاءت معتمدة على التجريد بعلاقة بصرية بين الخط واللون بعيدا عن التشخيص.

وشاركت هناء العقلة خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية بعملي بورتريه وقالت “تركيزي على البورتريه يأتي من كون الانفعالات الإنسانية تظهر من خلال الوجه بكل تفاصيله للتعبير عن مختلف الحالات الإنسانية”.

أما لانا الحصني التي درست الفن دراسة خاصة فقالت “رسمت المرأة من منظوري الشخصي بما تحمله من أنوثة ومشاعر وأفضل دائما بورتريه الأنثى عن أي موضوع آخر لأنه يمثلني كإمرأة كون الأنثى رمزا للجمال والعطاء”.


بدورها ديمة فياض خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية قالت “جاء المعرض ليقدم أفكارا جديدة للناس واخترت تقديم بورتريه بأسلوب واقعي تعبيري يمثل امرأة قوية رافضة للحزن من خلال ما تملكه من قوة داخلية أبرزتها في شكلها الخارجي ايضا رغم انوثتها وجمالها ولكن بروح ميتة في النهاية”.

وشاركت لينا نبهاني خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير بعمل بورتريه لأنثى بأسلوب واقعي تعبيري وقالت عنه “اخترت تقديم تجربة جديدة في هذا المعرض بألوان الإكريليك وما يعكسه من شفافية على سطح اللوحة بعد تجربة لي بألوان الزيتي ليعبر البورتريه عن الوطن بما يحمله من مشاعر مختلطة بين الحزن والألم مع الجمال والألم”.


بينما حميدة السيد طالبة سنة رابعة في كلية الفنون الجميلة قسم عمارة داخلية شاركت بعمل غرافيك بعنوان “تراكمات” وقالت “تمثل اللوحة تراكمات الأعوام الخمسة الماضية والتي جسدتها ببورتريه انساني مختلط بين الرجل والمراة بتقنية الطباعة الحرارية يمثل الإنسان الهزيل الفاقد للأمل مع اللون البرتقالي الذي يرمز للاشتعال في واقع الإنسان”.

أما لين العر عمرها ستة عشر عاما فتدربت على الرسم بشكل شخصي وقالت “أحببت المشاركة في هذا المعرض لأقدم للناس ما لدي من موهبة وكخطوة لانتسابي لكلية الفنون الجميلة مستقبلاً فقدمت بورتريه لأنثى مرت باوقات صعبة محاولة الخلط بين الألوان الحارة والباردة المعبرة عن المحيط وصراعه مع ما بداخلي من مشاعر”.

محمد سمير طحان

sana.sy