مسرحية «تريب» على مسرح القباني بدمشق

.

اقتبس كل من الفنانين الشابين مصطفى القر وريمي سرميني عرضهما الذي جاء بعنوان “تريب” عن فيلم “دريم” للمخرج الكوري الجنوبي كيم كي دوك مطوعين خشبة مسرح القباني إلى ما يشبه قبواً في بناء عبر اختزال فضاء الصالة والإبقاء على الخشبة كمكان للعرض وجلوس الجمهور في خطوة لإشراك المتفرج في اللعبة المسرحية .

ويروي تريب الذي يواصل عروضه على مسرح القباني منذ العشرين من الشهر الجاري قصة شابين أحدهما يمشي في نومه والثاني تشكل أحلامه حياة الشاب الأول ليكون الجمهور أمام ما يشبه علاقة جديدة من نوعها لاختبار علاقة الإنسان بالحلم والواقع معاً إذ حاول العرض أن يطرح أسئلة الوجود عبر جدلية النوم واليقظة والموت والحلم والواقع ناقلاً أحداث الفيلم الكوري الجنوبي إلى خشبة المسرح .

وقدم الفنان حسين تكريتي سينوغرافيا خاصة لهذا العرض مقتصداً في فضاء الفرجة التي حاول أن يجعل منها مناخاً للتغريب جنباً إلى جنب مع إضاءة نورما برنية وموسيقا خالد بهنسي عاكسين رغبة في توزيع الفضاء المسرحي و توظيفه لصالح الصراع الدائر بين شخصيتي تريب اللتين بدتا هائمتين بين الضوء والعتمة من خلال توقهما إلى تركيب جدلية مستمرة انتهت بقتل الحالم للمحلوم به بعد عجز الأول عن الإكمال في لعبة الثاني.

العرض الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقا نادي المسرح القومي نقل أجواء متمايزة عن طبيعة العروض المعتادة نحو عرض تجريبي الطابع يبدو فيه جهد الممثل حاسماً في التنويع على الأداء واللعب على مستويات نفسية عميقة حاول كل من القر و سرميني الإحاطة بها والبحث فيها بعد ورشة عمل مطولة جاء العرض كمحصلة لها ليدعم هذا البحث ناقلاً عالم الشاشة الكبيرة إلى عالم أبي الفنون حيث كتب بطلا العرض على بروشوره .. عندما أحلم معاناتي تسقط عليك وعندما تحلم أستطيع أن أشعر بك.

ويأتي عرض تريب في طبيعته التركيبية كبحث مسرحي في طبيعة الدور والشخصية هدماً مباشراً لمفهوم الجدار الرابع مستعيراً مناخ الأماكن البديلة بعيداً عن خشبة الإطار أو ما يعرف بالمسرح الإيطالي في توق للتجديد والرهان على مواجهة الجمهور عن قرب متكئاً في ذلك على طبيعة تلك العروض التأملية التي تعتبر الممثل عنوان اللعبة المسرحية ما يبرر غياب وظيفة المخرج في تريب نحو تقاسم الأدوار في صناعة عرض مسرحي جريء فنياً .

يذكر أن عرض تريب مستمر حتى نهاية شهر شباط في الساعة الخامسة مساء على مسرح القباني ساعد في السينوغرافيا كل من أيسر جوابرة وباسل جبلي وروان تكريتي وفي الصوت شادي ريا فيما تعاون فنياً كل من محمود هواري ورامي الضلي ليدير المنصة هيثم مهاوش ويشرف على الإكسسوار علي النوري ويصمم البروشور خالد عثمان .

اكتشف سورية

sana.sy