الموسيقية راما البرشة: أطمح لتعريف السوريين أكثر بآلة الفيولا

.

تطمح الموسيقية الشابة راما البرشة إلى أثبات نفسها كعازفة فيولا صولو محترفة ومميزة بعد تخرجها مؤخرا من المعهد العالي للموسيقا عبر تحضيرها حاليا للخطوة الاولى في مشوارها الموسيقي الاحترافي بحفل ستقدمه نهاية الشهر لجمهور دار الأسد للثقافة والفنون في مهرجان العزف المتفرد.

وعن طموحها ومشروعها الفني تقول الموسيقية البرشة “ابتدأت العزف من عمر الخامسة على آلة الكمان في المركز الثقافي الروسي ثم انتقلت لآلة الفيولا مع دخولي معهد صلحي الوادي للموسيقا واستفدت من الأجواء الثقافية والموسيقية في المنزل بسبب عمل والدتي في المعهد العالي للموسيقا ودراسة والدي في روسيا”.

وتتابع “بعد تخرجي من المعهد العالي للموسيقا هذا العام أطمح بتعريف المجتمع السوري أكثر على آلة الفيولا وإمكانيتها لأنها آلة غربية اوركسترالية وآلة صولو ولكنها شبه غائبة عن حفلات الصولو”.

وأشارت إلى أنها خاضت تجربة التدريس مبكرا مذ كانت طالبة في المعهد العالي للموسيقا فعملت مساعدة للخبيرة الروسية مارينا انسيموفا في معهد صلحي الوادي وهي اليوم استاذة في هذا المعهد ومساعدة استاذ في المعهد العالي للموسيقا وعن هذا تقول “عملت الخبرات التي اكتسبتها عبر السنين ومن عدة أساتذة على تنمية حس المسؤولية عندي وكيفية التعامل مع الطفل أو الشباب في أعمار مختلفة وأجد أن الموسيقي البارع هو من يستطيع إعطاء ما عنده من خبرات ومعلومات لغيره مع ما
فيه من متعة متعبة وتحدي الوصول للنتائج المرغوبة”.

وتوضح عازفة الفيولا في اوركسترا ماري أن الأزمة في سورية أثرت على الموسيقيين السوريين وعلى العملية التدريسية والتدريبات والفعاليات بسبب قذائف الغدر التي يطلقها أرهابيون على دمشق رغم أن هذه الظروف شكلت بالنسبة لها دافعا للاستمرار بالدراسة والتمرين لإيمانها أن هذه الأزمة إلى زوال وان أبناء سورية سيتمكنون من أعادة أعمارها بالثقافة والفن والعلم.

وتتابع البرشة “خلال الحرب على سورية افتقدنا الكثير من المواهب والموسيقيين بسبب السفر مع أن هؤلاء يثبتون أمكاناتهم الفنية والموسيقية بما يقدمونه من أعمال موسيقية في مختلف بلدان العالم والذي يساهم بالتعريف خارجيا بموسيقانا إلى جانب عمل الموسيقيين السوريين داخل سورية لتطوير ورفع سوية العمل الموسيقي”.

وتلفت البرشة إلى حاجة الفرق الموسيقية والاوركسترات السورية اليوم إلى الدعم لأنه لا يمكن أن يقوم العازف أو المؤلف الموسيقي بعمله أذا لم تتاح له مقومات العمل والاستمرار والتطور.

وعن عملها مع اوركسترا ماري بقيادة المايسترو رعد خلف تقول “كنت عضوا في هذه الاوركسترا منذ تأسيسها وهذا المشروع أثبت للمجتمع السوري والعالم مقدرة النساء السوريات على العمل الموسيقي المجهد والصعب لتشكل العازفات في اوركسترا ماري ركنا في المستقبل الموسيقي في سورية” معتبرة أن هذه الفرقة تساهم في تطوير سوية العمل الاوركسترالي في سورية وتعطي الفرصة لعازفاتها ليكن في المستقبل عازفات متميزات.

وترى الموسيقية الشابة أن النجاح مرتبط بالمؤهل الشخصي والخبرة المتراكمة وعملية الصقل المستمرة للموهبة بالتدريب بغض النظر عن الظروف.

وعن حال المعهد العالي للموسيقا قالت “افتخر انني خريجة هذه الاكاديمية الموسيقية الأولى في سورية التي آمل أن تتوفر لها الظروف والوسائل اللازمة والمزيد من الخبرات والإمكانيات لتعميق دورها سواء في التأهيل الأكاديمي أو رفد الحياة الموسيقية بمزيد من الموسيقيين ونشر الثقافة الموسيقية”.

وتابعت البرشة “هناك ضرورة اليوم لعودة المعهد إلى تمكين وتوسيع علاقاته الثقافية السابقة للاستفادة من خبرات وتجارب أكاديميات الموسيقا العالمية رغم أن الكادر الأكاديمي في المعهد يبذل جهودا كبيرة بظل ظروف صعبة ويأخذ على عاتقه مهمة استمرار المعهد بمهمته الأكاديمية والموسيقية”.

وتختم الموسيقية الشابة حديثها بالتعبير عن تفاؤلها بمستقبل الموسيقا في سورية وتقول “وجود المعهد العالي للموسيقا ومعاهد وزارة الثقافة الموسيقية في المحافظات إلى جانب وجود دار الأسد للثقافة والفنون والفرقة السيمفونية الوطنية واوركسترا ماري والعديد من الروافد الموسيقية الابداعية التي تغني الحياة الموسيقية إلى جانب العمل الجاد للموسيقيين السوريين يشكل حافزا للتفاؤل في القادم من الأيام”.

والموسيقية راما البرشة من مواليد عام 1991 التحقت بمعهد صلحي الوادي للموسيقا المعهد العربي وتخرجت منه ثم انضمت إلى المعهد العالي للموسيقا وتخرجت منه من صف الاستاذ عمر أبو عفش في عام 2015 لها مشاركات مع عدد من الفرق الموسيقية وهي عازفة في الفرقة السيمفونية واوركسترا ماري النسائية نفذت ورشات عمل في الأردن ولبنان وايطاليا وشاركت بحفلات في سورية والإمارات العربية المتحدة ولبنان وعمان والأردن .


محمد سمير طحان

sana.sy