كتب ودراسات لأهم الموسيقيين السوريين بإصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب

.

شكل النشاط الموسيقي الذي شهدته الهيئة العامة السورية للكتاب خلال النصف الأول من هذا العام تطورا لافتا حيث شملت اصداراتها إضافة إلى السياسية والاقتصاد كتبا في الموسيقا وبعض تحولاتها وتداعياتها وفق ما تمتلكه الساحة الثقافية من قدرة على الكتابة في هذا المجال الذي تراجع البحث فيه والكتابة في الشأن الموسيقي.

فقد نشرت الهيئة كتابا للدكتور غزوان زركلي بعنوان «عن الموسيقا والموسيقيين» جمعت فيه مقالاته المختارة التي تناول فيها تعريف الموسيقا على أنها اجتماع مادتين الصوت والزمن بمعنى أصوات في اطار الزمن وتكون الموسيقا طبيعية تتضمن أصواتا كالطنين والصفير والصدى وإيقاعات طبيعية كنبض الدم وهدير الموج وخبب الخيل.

واعتبر زركلي ان العملية الفنية الابداعية موسيقية كانت أم غير موسيقية هي انتاج انساني مستمر ما استمرت الحياة لأنها تتمكن من نقل المعلومة والتجربة البشريتين فنيا من إنسان إلى آخر ومن جيل إلى آخر في محاولة لحفظها مستعرضا مقالات عن الموسيقا الكلاسيكية الأوروبية وعازفيها والموسيقا في بلدان عربية وبعض أسماء المبتكرين فيها.

كما يضم كتاب «شذرات في الموسيقا» لـ محمد حنانا مقالات متنوعة تتمحور حول الموسيقا وخصوصا الكلاسيكية وما يرتبط بها من موضوعات نشر معظمها في مجلة «الحياة الموسيقية» وفي جريدة «شرفات».

وانتقد حنانا الأغاني التي تحيط بنا في الشوارع والمطاعم والمخازن قادمة من كل مكان في الوطن العربي مبثوثة ليل نهار من عشرات الإذاعات والقنوات الفضائية العربية وهذه الأغاني ذات ألوان مختلفة كالخليجي ولون بلاد الشام وشمال افريقيا العربية فهي تتسم بالركاكة والسطحية والابتذال وتلعب دورا خطيرا في افساد الذوق وفي ترسيخ الرديء من الكلام والألحان في الأذهان وخصوصا اذهان الصغار.

ونصح حنانا بوضع استراتيجية حماية بعيدة المدى تضعها المؤسسات الثقافية والتربوية الرسمية هدفها التركيز على التربية الفنية والجمالية بدءا من المراحل التعليمية الأولى والعمل على نشر الثقافة الموسيقية في جميع وسائل الإعلام الرسمية مع التركيز على الأعمال الموسيقية ذات القيمة الفنية العالية وإعادة النظر في مناهج تدريس الموسيقا في المدارس العامة وفي المعاهد المختصة بالتدريس الموسيقي لحماية الأجيال وإعدادها لمواجهة ما ينتظرها من تحديات.

ومن منشورات الهيئة ايضا كتاب بعنوان «الحياة الموسيقية.. قراءة في الموسيقا والغناء العربي» بين فيه مؤلفه الدكتور سهيل الملاذي أن الكثيرين يتجاهلون أن الموسيقا والغناء هما مكونان حضاريان من مكونات تراثنا الثقافي والفني بسبب تقصير بحوثنا ودراستنا المعاصرة في تسليط الأضواء على الموسيقا والغناء عند العرب منذ العصور الاسلامية الأولى وفي ابراز الدور التاريخي لهما في إناء الثقافة العربية وتراثها اللامادي.

وكشف الملاذي عن الدور الإيجابي الذي تقوم به المؤسسات الثقافية كمديرية المسارح والموسيقا والمعاهد الموسيقية المتعددة المنتشرة في سورية والجمعيات والنوادي الموسيقية الكثيرة إضافة إلى ما يقام من ندوات ومحاضرات ومهرجانات موسيقية وغنائية.

وفي الكتاب قراءة في الغناء والموسيقا عند العرب بين الجاهلية والاسلام مبينا عراقة الموسيقا منذ ذلك الحين وأنها كانت على مستوى رفيع كما أورد تاريخ الأندلس الثقافي وموشحاته إضافة إلى الحديث عن الأغاني في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني والنواحي الموسيقية والغنائية في الشعر العربي.

إن اهتمام الهيئة العامة السورية للكتاب ظاهرة لافتة رغم قلة الباحثين وتراجع الخبرات في ثقافة الموسيقا وابداعاتها إلا أن المحاولة الجادة تستفز الباحثين والموسيقيين للأداء بدلوهم.

ورأى الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة أن الموسيقا والفن عموما هي المرآة التي تعكس ثقافة وحضارة الشعوب والحاضنة الأمينة لها بتعاقب الحقب وهي لغة ابداعية فنية جمالية راقية للتواصل الإنساني والتلاقي الحضاري ومن هنا أولتها الهيئة العامة السورية للكتاب الرعاية والاهتمام وقدمت كتبا متباينة في تناولها لهذه المادة الفنية والتربوية ذات الأثر العميق في التكوين السيكولوجي للإنسان سلوكا وفكرا.

أما كتاب «سامي الشوا امير الكمان» الذي اعده الباحث الموسيقي أحمد بوبس واصدرته الهيئة العامة السورية للكتاب تضمن عددا من القصائد التي نظمها الشعراء في مديح سامي الشوا اضافة إلى مراحل حياته ودراساته للموسيقا وحفلاته التي أقامها في أماكن متعددة مبينا طبيعة ثقافته الموسيقية العربية والغربية.

وعن حياة المبدع سهيل عرفة ومسيرته الموسيقية نشرت الهيئة كتابا من اعداد ياسر المالح وامل خضركي تناول حياة الموسيقار عرفة واهمية حضوره الفني على الساحة السورية والعربية.

وقال رئيس تحرير مجلة «المعرفة» الدكتور علي القيم.. يعد الكتاب الذي صدر في الهيئة عن حياة واعمال الموسيقار سهيل عرفة من اهم الكتب الموسيقية التي صدرت في الآونة الاخيرة ومما لا شك فيه أن الحركة الموسيقية السورية تستحق الاهتمام والدراسات والكتابة عن اعلام كثر في سورية مثل نجيب السراج وعبد الفتاح سكر وصفوان بهلوان وصباح فخري وصلحي الوادي وغيرهم وسيكون لهم في الفترات القادمة من الاهتمام ما يليق بهم وبالثقافة السورية.

هذا واقتصرت كتب الموسيقا التي نشرتها الهيئة على الاهتمام بسرد حياة الموسيقيين دون التطرق إلى ثقافة الموسيقا من الناحية البنيوية والفنية.

اكتشف سورية

sana.sy