اكتشاف هيكل عظمي لطفل نياندرتالي في كهف الديدرية
تتويج لجهود البعثة التي بدأت قبل عشرين عاماً

04/أيلول/2008

أنهت البعثة الأثرية السورية-اليابانية المشتركة تنقيباتها في كهف الديدرية شمال محافظة حلب، في ختام موسمها التنقيبي لهذا العام باكتشافاتٍ أثرية هامة على الصعيدين الوطني والعالمي.
وقال الدكتور يوسف كنجو -رئيس شعبة التنقيبات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف بحلب-: «إنه تمّ اكتشاف أقدم مبنى أثري لا يزال موجوداً في سورية، حيث أنهت البعثة عملها في القسم الأول من الكهف وكشفت عن آثارٍ تعود إلى الحضارة النطوفية التي انتشرت في منطقة فلسطين سابقاً، مما يدلّ على انتشار هذه الحضارة شمال سورية، وهي المرّة الأولى التي تكتشف فيها مبان أثرية بهذا الحجم تعود إلى الفترة المذكورة».
وأضاف «إن المباني المكتشفة تُمثّل أنصاف دوائر بُني قسمها السفلي من الحجارة الطبيعية على ارتفاع مترٍ واحد، بينما تمّ تجهيز قسمها العلوي من أغصان الأشجار التي وجدت محروقة في مكانها الطبيعي، وتمّ كشف خمسة مبانٍ أثرية متتالية تقع جميعها ضمن كهف الديدرية، سيتمّ المحافظة على وضعها الحالي نظراً لأهميتها التاريخية».
وأشار الدكتور كنجو إلى أنه تمّ اكتشاف أدوات حجرية في نفس المكان على عمق أربعة أمتار من أرضية الكهف يعود تاريخها إلى الفترة اليبرودية قبل 300 ألف سنة، وهي المرة الأولى أيضاً التي تكتشف آثار هذه الحضارة شمال سورية، بعد اكتشافها سابقاً في منطقة يبرود بالقرب من دمشق ومنطقة الكوم في البادية السورية، وهذا دليل على انتشار وتوسع هذه الحضارة إلى أماكن بعيدة عن مركزها الأصلي.
كما اكتشفت البعثة بعد تنقيبها في القسم الخلفي من الكهف بقايا هيكل عظمي لطفل نياندرتالي يعود تاريخه إلى ما قبل 50 ألف سنة وهو الثالث في كهف الديدرية وسورية.
يُذكر أن كهف الديدرية يعتبر من أهم الكهوف العالمية حيث سكنه الإنسان قبل 300 ألف سنة، وتعاقبت عليه أهم ثلاث حضارات وهي الحضارة اليبرودية، والموسيترية، والنطوفية. وتأتي هذه الاكتشافات تتويجاً لجهود البعثة التي بدأت قبل عشرين عاماً.



سانا